صحف إيران: دعوات لوقف دعم طهران لموسكو.. وعامان من "فشل حكومة رئيسي".. وأزمة الكهرباء

تحل اليوم الذكرى السنوية الثانية لوصول الرئيس الإيراني الحالي إبراهيم رئيسي إلى سدة الحكم، حيث أدى قبل عامين، في مثل هذا اليوم، اليمين الدستورية وأصبح بشكل رسمي رئيسا للبلاد. وهو ما ركزت عليه بعض الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 5 أغسطس (آب) 2023.

صحيفة "جمهوري إسلامي" سلطت الضوء على أداء رئيسي وحكومته في هاتين السنتين، وقالت إنه وبعد مرور هذه الفترة لا يمكن للرئيس ووزراء حكومته أن يحملوا تردي واقع البلاد على المسؤولين في الحكومة السابقة؛ إذ إنه أعطيت لهم الفرصة الكافية لمعالجة المشاكل وإصلاح الأخطاء التي كانوا يزعمون أنهم عازمون على معالجتها.

وذكرت الصحيفة أن حكومة رئيسي تحظى بأكبر دعم من باقي المؤسسات منذ 44 عاما، حيث إن السلطة التنفيذية والقضائية والتشريعية والقوات المسلحة ومجلس صيانة الدستور ومجلس تشخيص مصلحة النظام ومجالس البلديات ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون كلها تنسجم في مواقفها مع الحكومة، والأهم من كل ذلك أنها تحظى بدعم وحماية من المرشد علي خامنئي.

ونوهت الصحيفة إلى أن كل هذا الانسجام في مواقف المؤسسات في إيران كان كفيلا بحل المشاكل خلال فترة زمنية قصيرة لا تتجاوز العام الواحد، وبالتالي فلا معنى لتحميل مسؤولية الأوضاع على الحكومة السابقة.

لكن الصحف الموالية للحكومة مثل "شهروند" رأت غير ذلك ووصفت الرئيس الحالي بـ"صادق الوعد" وزعمت أن إيران وبعد عامين من حكومة رئيسي تسير على سكة التقدم والتطور.

صحف أخرى، مثل "كار وكاركر" نقلت تصريحات الخبير في الشؤون الاقتصادية حسين راغفر الذي قال إن إيران أصبحت تشهد ظاهرة جديدة هي ظاهرة "ما دون الفقر"، إذ إن هناك مواطنين أصبحوا محرومين من الفرص التي يحظى بها الفقراء والمعوزون لافتة إلى كثرة المقيمين في الشوارع والعراء في كثير من المحافظات الإيرانية نتيجة الفقر المدقع والحرمان الواسع.

من الملفات الأخرى التي غطتها صحف إيران الصادرة اليوم السبت موضوع إعلان العطلة الرسمية في إيران ليومين متتاليين شملت الأربعاء والخميس بحجة ارتفاع درجات الحرارة.

صحيفة "مردم سالاري" ذكرت أن "الغموض" يسود هذا الملف، إذ إنه ليس معلوما السبب الحقيقي الذي دفع بالحكومة إلى الإعلان عن العطلة، إذ ذكرت بعض التقارير أن السبب يعود لشح الطاقة والكهرباء وما قامت به الحكومة هو محاولة يائسة لوقف انقطاع الكهرباء عن المدن والمحافظات.

صحيفة "اعتماد" عنونت في مانشيت اليوم بخط عريض وكتبت: "لغز العطل"، وانتقدت عدم وضوح المسؤولين وشفافيتهم مع المواطنين في ذكر الأسباب الحقيقية وراء الإعلان الرسمي عن العطلة.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم...

"ستاره صبح": على إيران إنهاء دورها في الحرب الأوكرانية والابتعاد عن روسيا والصين

طالب مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي صناع القرار في إيران بالتراجع عن نهجهم في التعامل مع الملفات الخارجية. وقال: "نصيحتي للحكام في إيران أنهم وبدل انتظار أن تفرج كوريا الجنوبية عن 7 مليارات دولار أو تتأمل في أن يضغط العراق على الولايات المتحدة لتسديد مستحقات إيران المالية لتنفق في مجالات محددة كالغذاء والدواء، نصيحتي أن يبتعدوا عن روسيا والصين ويوقفوا الانخراط في الحرب الأوكرانية ويبدأوا مباشرة مفاوضات مع الغرب".

وأضاف الكاتب: "على الحكام أن يسلكوا نهج العراق وباقي الدول التي تستطيع بحرية بيع نفطها وتصديره إلى الدول الأخرى عبر الموافقة على الالتزام بقوانين مجموعة (FATF) ليتسنى لهم الوصول إلى 100 أو 120 مليار دولار من الأموال الإيرانية المجمدة بفعل هذه السياسات".

وقال صالح آبادي: "التجربة أظهرت أن الدول التي تدخل في خصومة وتوتر مع الولايات المتحدة الأميركية، إذا لم تستطع حل خلافاتها مع واشنطن عبر الطرق الدبلوماسية فإن هذه الدول ستخضع للعقوبات وتتحول ملفاتها إلى قضايا أمنية للولايات المتحدة الأميركية ما يجعلها تعيش حالة من الضيق وكثرة المشاكل".

"سازندكي": الحكومة تعطل البلاد صيفا وشتاء بحجة الحر والتلوث

قالت صحيفة "سازندكي" إنه وبالرغم من ادعاء الحكومة أن الإعلان عن العطل يأتي لحجج منطقية كحجة "تلوث الهواء" في الشتاء، و"ارتفاع درجات الحرارة" في الصيف، إلا أن الحقيقة هي أن البلاد تعاني من شح الكهرباء في الصيف وقلة الغاز في الشتاء مما يدفع بالحكومة إلى اللجوء لقرار العطلة.

الصحيفة أكدت أن البلاد تشكو من شح في الماء والغاز والكهرباء والوقود وأن البنية التحتية في إيران بحاجة ماسة إلى الإصلاح وإعادة التأهيل، إذ إنها باتت عاجزة عن تلبية احتياجات البلد للطاقة، مستدركة أنه وبسبب العقوبات الأميركية فلا يمكن القيام بهذه الإصلاحات ولا يبقى أمام الحكومة إلا خيار العطلة الرسمية وتجميد اقتصاد البلد.

"هم میهن": صحيفة المرشد لا تتردد في اتهام المواطنين وتخوينهم دون انتظار نتائج المحاكمات

انتقد الكاتب الإصلاحي أحمد زيد آبادي صحيفة "كيهان" التي تدار من قبل من يعينهم المرشد بشكل مباشر، وقال إن هذه الصحيفة التابعة للمرشد لا تتوانى في الافتراء واتهام المواطنين بشتى الأكاذيب والافتراءات، مشيرا إلى ما تتهم به الصحيفة الصحافيتين نيلوفر حامدي، والهه محمدي، وأوضح أن هذه الاتهامات من قبل الصحيفة تستبق نتائج المحاكمات وهو ما يعد انتهاكا للقوانين وحقوق الأفراد.

وذكر زيد آبادي أن "كيهان" ووزارة الاستخبارات والحرس الثوري يقومون باتهام الأفراد بشكل علني قبل القضاء، وكأن هذه التهم ثابتة ومقررة ضد هؤلاء المواطنين، منوها إلى أن ثقافة الاتهام والتخوين أصبحت دارجة في إيران ولا أحد يسلم من هذه التهم الجاهزة.

وشدد زيد آبادي على خطورة أن تسود مثل هذه الثقافة، وقال إن كبح جماح هذه الظاهرة يصبح عسيرا، وهو كثيرا ما يكون سببا في السقوط الأخلاقي للمجتمعات.