حصري لـ"إيران إنترناشيونال": كشف هوية المسؤول عن تحويل الأموال الإيرانية لسوريا ولبنان
حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات حصرية عن المسؤول عن تحويل الأموال الإيرانية إلى حزب الله اللبناني، محمد جعفر قصير، الذي أصبح مليارديرًا بتهريب السجاد والسجائر والحديد ونترات الأمونيوم إلى بيروت، وقد التقى علي خامنئي في عام 2018 خلال رحلة إلى إيران مع بشار الأسد.
وبحسب ما قاله مجتبى بور محسن، عضو هيئة تحرير "إيران إنترناشيونال"، ولد محمد جعفر قصير في 12 فبراير 1967 في دير قانون النهر بلبنان، وله أسماء أخرى مثل محمد جعفر قصير، والشيخ صلاح، والحاج مجيد عينكي، والشيخ ماجد، والشيخ قلي، وخاصة الحاج فادي.
وقصير هو أحد كبار قادة الوحدتين 4400 و 108 من حزب الله في لبنان، وهو مسؤول عن تحويل الدولارات التي تبرعت بها إيران إلى سوريا ولبنان.
ويلعب محمد جعفر قصير دورًا في حزب الله منذ عام 2008، لكن بعد وفاة مصطفى بدر الدين، ابن عم عماد مغنية والقائد الأعلى لحزب الله في سوريا، أصبح مجال نشاط قصير أكثر انفتاحًا.
جدير بالذكر أن قصير وهو عضو قديم في حزب الله اللبناني، يتعاون مع الحرس الثوري الإيراني في عملية بيع النفط الإيراني المهرّب ويأخذ الأموال الناتجة عنه إلى لبنان. وتقوم الوحدة 108 التابعة لحزب الله، بقيادة قصير وبمساعدة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بنقل معدات عسكرية من سوريا إلى لبنان والعكس.
كما يشارك محمد جعفر قصير في إنتاج وتوزيع المخدرات في الدول العربية إلى جانب الحرس الثوري الإيراني.
السفر مع بشار الأسد إلى إيران واللقاء مع خامنئي
في 25 فبراير 2019، سافر بشار الأسد إلى طهران مع وفد ضم قاسم سليماني، ومحمد جعفر قصير، دون علم محمد جواد ظريف، وزير خارجية إيران في ذلك الوقت، والتقى مع علي خامنئي. استقال ظريف احتجاجًا على هذه الزيارة، التي تمت دون تنسيقه، لكنه سحب استقالته لاحقًا مع استرضاء قاسم سليماني.
وظلت أسرار رحلة بشار الأسد التي استغرقت أربع ساعات إلى إيران غير واضحة في ذلك الوقت. ووفقًا للمعلومات الحصرية لـ "إيران إنترناشيونال"، كانت رحلة بشار الأسد إلى طهران التي استغرقت أربع ساعات هي خطة محمد جعفر قصير لتهيئة ظروف طارئة على ما يبدو لتلقي ملايين الدولارات من إيران.
إمبراطورية من عدة مليارات
وبينما حددت وزارة الخارجية الأميركية مكافأة قدرها 10 ملايين دولار مقابل القبض على قصير كمهرب إرهابي، فقد أصبح مليارديرًا من خلال أنشطته.
وكان قرب قصير من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني قد أتاح له الوصول إلى مطار دمشق وحدود إيران والعراق وسوريا.
وقصير الذي اشتهر باسم "الحاج فادي" يهرب منذ سنوات البضائع مثل السجاد الإيراني والسجائر إلى لبنان. ونتيجة لنشاطه الاقتصادي، تحول من قائد وحدة عسكرية إلى رئيس إمبراطورية مالية.
إن شراء آلاف الأفدنة من الأراضي وسرقة عدد كبير من الخيول من مزرعة خلال الحرب السورية ليست سوى عدد قليل من أنشطة إمبراطوريته.
وقبل عام من زيارته لطهران، استورد فادي آلاف الأطنان من الحديد منخفض الجودة إلى لبنان عبر حدود العراق وسوريا. وكانت نتائج هذا التهريب إلى درجة أثرت فيها على أعمال تجار الحديد اللبنانيين المسيحيين الذين اشتكوا إلى حسن نصر الله. وقد طلب الأمين العام لـ "حزب الله" من قصير الحد من عمليات التهريب لفترة.
وفي حين أن الاقتصاد اللبناني على حافة الانهيار ويعاني أهل هذا البلد من ظروف اقتصادية صعبة، تعيش عائلة قصير حياة مترفة في لبنان وأوروبا. وترتبط محاسن مرتضى، زوجة قصير الثالثة، بعلاقة خاصة معه تتجاوز الزواج وتشرف على أنشطته.
وخلال الشتاء الماضي اشترى "الحاج فادي" سيارة بورشه باهظة الثمن لزوجته بمناسبة عيد الحب. وفاطمة، ابنة قصير، متزوجة هي الأخرى من محمد قاسم البزال، رئيس الشؤون المالية في وحدة حزب الله 4400، والمطلوب من الولايات المتحدة.
تهريب نترات الأمونيوم
في صيف 2020، لقي أكثر من 220 شخصا مصرعهم جراء انفجار قرابة ثلاثة آلاف طن من مخازن نترات الأمونيوم في مرفأ بيروت. وقد رفض حزب الله اللبناني المتهم في هذه القضية التعاون مع القضاء اللبناني.
وبعد هذا الانفجار، ذكرت صحيفة "دي فيلت" الألمانية أن حزب الله أحضر ثلاث شحنات كبيرة من نترات الأمونيوم إلى ميناء بيروت في ثلاث تواريخ مختلفة. وكشفت أجهزة المخابرات الألمانية في تقاريرها أن المسؤول عن تهريب شحنات نترات الأمونيوم هو محمد جعفر قصير الذي أحضر إحدى الشحنات إلى بيروت بواسطة شركة طيران "ماهان".
وقد وردت أنباء عن قيام حزب الله بتهريب نترات الأمونيوم إلى لبنان، في حين استخدمت هذه المجموعة تلك المادة في أول عملية إرهابية لها عام 1982.
وفي هذه العملية الانتحارية التي نفّذها أحمد قصير، شقيق محمد جعفر قصير، البالغ من العمر 19 عامًا، انفجرت سيارة مليئة بمتفجرات نترات الأمونيوم في مركز عسكري إسرائيلي، ما أدى إلى مقتل العشرات من اللبنانيين والإسرائيليين.