تحذير من "ظاهرة الزلزال الصامت" في طهران.. إثر تفاقم أزمة الهبوط الأرضي
حذر مدير مكتب حماية واستغلال الموارد المائية في شركة المياه الإقليمية بطهران، حسن زحمتكش، من أنه بسبب تفاقم أزمة هبوط الأراضي في مناطق مختلفة من محافظة طهران، فإن "ظاهرة الزلزال الصامت" تهدد المنازل السكنية.
وقال زحمتكش لوكالة "تسنيم" للأنباء، اليوم الأحد 23 يوليو (تموز): "في محافظة طهران، يمكن رؤية ظاهرة الهبوط الأرضي بشكل أكثر جدية في جزأي جنوب غرب وشرق المحافظة".
وأضاف: "بسبب الظروف الجيولوجية الخاصة، يحدث هبوط في المنطقة الغربية بشكل متكامل وموحد، ونرى علامات أقل على وجود حُفر أو تشققات على سطح الأرض".
وتابع هذا المسؤول في شركة مياه طهران الإقليمية: "لكن الأمر مختلف في المنطقة الجنوبية الشرقية. ونظرًا لظروف الأرض الخاصة والجفاف والسمات الجيولوجية، يمكن رؤية ذلك على شكل تشققات، وحفر، وعندما تتحرك نحو المناطق الحضرية، يمكن أن تتسبب في حدوث تشققات صغيرة في المنازل السكنية، والتي تسمى علميًا بالزلازل الصامتة".
وحذر زحمتكش: "إذا حدث زلزال في المستقبل في المناطق التي حدث فيها هبوط أرضي يمكن أن يتسبب في كارثة إنسانية ودمار واسع النطاق، وهو للأسف قضية خطيرة في محافظة طهران".
وفي حين أن هبوط الأرض ناتج عن انخفاض منسوب المياه الجوفية، قال زحمتكش، "في السنوات الأخيرة، في المتوسط، تم إغلاق 1400 بئر سنويًا في محافظة طهران"، لكن "بعض الآبار المسدودة يتم إعادة فتحها، وفي بعض الحالات، يتم حفر الآبار مرة أخرى بالقرب من البئر المسدودة".
وأكد هذا المسؤول الحكومي: "تم الإعلان عن حظر جميع سهول محافظة طهران، كما تم حظر سهل فارامين وسهول طهران- كرج وهومند- أبسرد، وأسوأ وضع في المحافظة هو سهل هومان أبسرد بمتوسط هبوط سنوي يبلغ مترين".
وقال زحمتکش: "يبلغ متوسط هبوط سهل ورامين مترًا واحدًا، وسهل طهران- كرج نصف متر سنويًا؛ ويعتبر سهل هومند أبسرد من أكثر السهول خطورة، مما يتسبب في خلق مشاكل للمنطقة بسبب الهبوط والآبار الموجودة التي تهدف إلى توفير المياه للشرب والزراعة والصناعة، ويضر في الواقع بمنسوب المياه الجوفية ومن يستخدمها.
تأتي هذه التصريحات في حين أن الوثائق السابقة التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" حول هبوط الأرض في مناطق مختلفة من إيران أظهرت أنه في الوقت الذي أصبح فيه الهبوط أكثر خطورة، أخفى النظام الإيراني عمداً معلومات في هذا المجال عن المواطنين.
إحدى هذه الوثائق التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" هي الرسالة "السرية للغاية" التي أرسلها علي جاويدانه، رئيس منظمة رسم الخرائط في البلاد، إلى وزير الزراعة، والتي تم إرسالها في 23 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وجاء في هذه الرسالة المعنونة بـ"إعلان عن تغيرات في معدل ومساحة هبوط الأراضي بمدينة طهران والمناطق المحيطة بها" أن 550 كيلومترًا مربعًا من منطقة طهران والمناطق المحيطة بها معرضة لهبوط أرضي.
ومن بين المناطق المذكورة في هذه الرسالة كمناطق معرضة للهبوط في محافظة طهران: جهاردانكه، وصباشهر، ونسيم شهر، وإسلام شهر، وكلستان، وشاهد شهر، وفردوسيه، ووحيديه، وشهريار، وملارد، بالإضافة إلى ماهدشت في محافظة البرز.
ووفقًا للبيانات الرسمية، فإن 49 في المائة من سكان البلاد، أي 39 مليون شخص، معرضون لخطر هبوط الأرض.
يشار إلى أن محافظات طهران وخراسان رضوي وأصفهان تضم أعلى نسبة من السكان المعرضين لخطر هبوط الأرض، وتشير التقييمات إلى أن حالة مدينة أصفهان أكثر خطورة مقارنة بالمدن الأخرى في البلاد.
وتُظهر الوثائق التي حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أن سلطات النظام الإيراني لديها خريطة شاملة للأماكن المعرضة لخطر الهبوط في إيران، لكن ليس من الواضح لماذا تخفي السلطات هذه الخرائط المرتبطة مباشرة بحياة الناس وممتلكاتهم .