صحف إيران: "انقلاب" في سياسة طهران تجاه موسكو والمشهد السياسي وصل إلى طريق مسدود

احتفت بعض الصحف الإصلاحية بتصريحات ومواقف بعض المسؤولين الإيرانيين، أمثال رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية كمال خرازي، حول الموقف من روسيا على خلفية قضية الجزر الثلاث.

وأكد خرازي في لقاء بالسفير الياباني في طهران على ضرورة حل الخلافات بين طوكيو وموسكو حول جزر متنازع عليها بين البلدين بالطرق السلمية والدبلوماسية، ليبعث برسالة غير مباشرة إلى موسكو مفادها أن إيران تستطيع أن ترد بالمثل على روسيا.

وانتقدت الصحيفة تردد بعض المسؤولين الإيرانيين في الرد على روسيا، وقالت إن موقف خرازي يمكن أن يحتذى به من حيث حنكته ودقته، فهو لم يظهر بموقف صدامي مع روسيا، ولم يلتزم الصمت كما فعل مسؤولون آخرون.

صحيفة "جمهوري إسلامي" أيضا نقلت تصريحات وزير الخارجية عبد اللهيان الذي أكد دعم إيران للسيادة الأوكرانية في موقف إيراني نادر إذ إنه يأتي كـ"شبه انقلاب" في مواقف إيران الداعمة لروسيا، ليرسل رسالة كذلك إلى موسكو بعد توقيعها على البيان الروسي – الخليجي الذي دعا إلى حل الخلافات بين إيران والإمارات حول الجزر الثلاث عبر المحاكم الدولية.

في شأن اقتصادي تطرقت صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إلى تزايد نسبة الفقراء في إيران، وقالت إن الشعب الإيراني الذي قد جرب حياة من الاستقرار الاقتصادي في برهة من الزمن أصبح الآن يعاني من الفقر والحرمان.

وذكرت الصحيفة أن الطبقة الوسطى كانت تشكل 60 في المائة من الإيرانيين، لكن هذه النسبة قلت بشكل ملحوظ إذ سقطت هذه الطبقة لتندمج مع طبقة الفقراء.

ولفتت الصحيفة كذلك إلى الآثار الاجتماعية لهذا الانحسار في الطبقة الوسطى، التي كانت تتمتع بحياة مستقرة وتعليم جيد ورفاه مقبول، وقالت إن الإنسان الذي يعيش حياة مستقرة اقتصاديا ثم يصبح فقيرا يظهر سلوكا مختلفا عن الإنسان الذي ولد في الفقر، ما يعني أن الفقراء الجدد من الطبقة الوسطى قد تكون أفعالهم أكثر حدة وخطورة بسبب التراكمات النفسية السلبية.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"آسيا": إيران ثاني أسوأ دولة في مؤشر رداءة الإنترنت وكثرة القيود

سلطت صحيفة "آسيا" الاقتصادية الضوء على أزمة الإنترنت في إيران منذ اندلاع الاحتجاجات العام الماضي، حيث بادرت الحكومة بقطع الإنترنت وحجب المواقع والتطبيقات على نطاق واسع بهدف السيطرة على المظاهرات، لكن وعلى الرغم من انتهاء تلك الاحتجاجات إلا أن النظام لم يتراجع عن تقييد الإنترنت، واستمرت القيود المفروضة على وسائل التواصل الاجتماعي.

الصحيفة ذكرت أن موقع إيران من بين الدول يحتل مكانة سيئة للغاية في مجال الإنترنت، إذ إنها تأتي ضمن أعلى الدول في قائمة مؤشر ضعف الإنترنت ورداءتها.

ونوهت إلى أن الإنترنت في إيران هي الأسوأ بعد ميانمار من حيث كثرة الخلل والإضعاف المتعمد من قبل السلطات السياسية، كما أنها تصطف خلف الصين كثاني أسوأ دولة من حيث كثرة القيود على الإنترنت.

وأشارت الصحيفة إلى الآثار الاقتصادية المدمرة لهذا الوضع على القطاع الاقتصادي، ونقلت جزءا من رسالة توجهت به جمعية التجارة الإلكترونية في طهران إلى رئيس الجمهورية ذكرت فيها أن وضع الإنترنت في البلاد في حالة "متأزمة"، وأن ذلك يعيق بشكل كبير التجارة الإلكترونية ويعرقل أي نوع من التنمية الاقتصادية.

"جمله": حلقة النظام تضيق واحتمالية هجرة رئيس البرلمان السابق علي لاريجاني من إيران بشكل نهائي

في شأن منفصل علقت صحيفة "جمله" على ما يتردد في الإعلام الإيراني ووسائل التواصل الاجتماعي من احتمالية مغادرة رئيس البرلمان السابق، علي لاريجاني، إيران بشكل نهائي، واختيار إسكتلندا بلدا للإقامة فيه، بعد التهميش والإقصاء الذي تعرض له لاريجاني الذي كان من الشخصيات المرموقة في إيران وكان له نفوذ وتأثير واسع بين الأصوليين.

الصحيفة لفتت إلى أن التيار الحاكم في إيران بدأ يأكل نفسه بنفسه، وأن دائرة صناع القرار أصبحت ضيقة للغاية، بحيث تطرد الأفراد الذين كانوا ذات يوم في مركز القرار.

الصحيفة نوهت كذلك إلى رغبة التيار الأصولي الحاكم في التخلص من لاريجاني بعد مواقف له وصفت بأنها خروج عن المألوف بين الأصوليين، وقالت إن التيار الحاكم من الأصوليين المتشددين يرغب في إبعاد لاريجاني، وإن خبر هجرته بشكل نهائي سيسعد هذا التيار الذي رفض تزكيته ومنعه من الترشح للانتخابات الرئاسية السابقة.

"توسعه إيراني": المشهد السياسي في إيران وصل إلى طريق مسدود

نقلت صحيفة "توسعه إيراني" تصريحات رئيس حزب رواد البناء، حسين مرعشي، والتي أشار فيها إلى ما يواجه المشهد السياسي الإيراني من تحديات ومشاكل غير مسبوقة، حيث أكد مرعشي أن السياسة في إيران وصلت إلى طريق مسدود، مشددا على ضرورة الإصلاح الجذري في طريقة الحكم، وإعادة النظر في العلاقات الخارجية لإيران.

كما نوه مرعشي إلى أزمة التضخم والسياسات الخاطئة للحكومة في التعامل مع الأزمة الاقتصادية، وقال إنه لا يمكن على الإطلاق معالجة أزمة التضخم عبر اعتماد سياسات خاطئة، مقارنا بين الوضع الاقتصادي في إيران والإنجازات الاقتصادية الهائلة التي أحرزتها دول الجوار الإيراني مثل السعودية والإمارات وتركيا.

وأضاف السياسي الإصلاحي حسين مرعشي أنه وفي ظل غياب النخب الخبيرة والمسؤولين الصادقين قد نشهد وقوع السلطة بيد أشخاص غير أكفاء تؤدي سياساتهم إلى تحميل المواطنين المزيد من الضغوط، لافتا إلى ظاهرة الهجرة المتفاقمة التي تأتي نتيجة لهذا الوضع الاقتصادي المتأزم والانسداد السياسي.