صحف إيران: المقارنة بين احتجاجات فرنسا وإيران.. وتردي الإنترنت.. وصادرات النفط
قارنت عدة صحف إيرانية طريقة تعامل النظام الإيراني مع الاحتجاجات، بما يجري في فرنسا متجاهلة التعامل العنيف لسلطات طهران واستخدام الأسلحة القاتلة التي ترفع أعداد الضحايا، فيما لم تقتل السلطات الفرنسية متظاهرا واحدا بعد 5 أيام من أعمال شغب انتشرت في معظم المدن الفرنسية.
صحف مثل "هم ميهن" دعت النظام الإيراني ضمنيا إلى تعلم الدروس من التجربة الفرنسية، فيما أجرت صحيفة "ستاره صبح" مقابلات مع الخبراء أكدوا لها صلابة القوانين التي تفرض على المؤسسات الأمنية، حيث تحرم الشرطة من حمل الأسلحة القاتلة أثناء مواجهة الاحتجاجات، وأن الجمعية الوطنية الفرنسية ستحاسب رئيس الجمهورية إذا سقط ضحايا أثناء الاحتجاجات، وهو ما يتعارض مع الواقع في إيران، حيث يكرم المسؤولون وينالون أوسمة الجدارة بعد قمع الاحتجاجات والسيطرة عليها.
ومن الملفات الأخرى التي تناولتها الصحف اليوم موضوع تعليق عمل المبعوث الأميركي الخاص في الشؤون الإيرانية روبرت مالي المعروف بمرونته تجاه إيران، بعد حديث عن تحقيقات تجرى معه لأسباب مجهولة.
المحلل السياسي والدبلوماسي السابق فريدون مجلسي رأى أن تغيير روبرت مالي لن يغير من السياسات الأميركية تجاه إيران، معتقدا أن الولايات المتحدة الأميركية تطيل أمد المفاوضات من أجل الإضرار بالاقتصاد الإيراني وإضعاف موقفها.
أما صحيفة "أترك" فرأت أن الولايات المتحدة الأميركية لن تغير سياساتها تجاه طهران حتى إذا تغير الرؤساء ناهيك عن مسؤولين صغار مثل روبرت مالي.
وفي شأن منفصل، سلطت الصحف الضوء على ما نشرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية حول الصادرات النفطية لدول أعضاء منظمة أوبك حيث احتلت إيران المركز الخامس بعد السعودية والإمارات والعراق والكويت بمبلغ 54 مليار دولار سنويا من إجمالي 888 مليار دولار لدول أعضاء المنظمة.
صحف مثل "جهان صنعت" انتقدت هذه النسبة المتواضعة من صادرات النفط مقارنة بما تمتلكه إيران من كنوز نفطية، وعنونت في المانشيت بخط عريض: "إيران تتخلف عن القافلة".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"هم ميهن": دروس من التجربة الفرنسية في إدارة الاحتجاجات
في مقالها الافتتاحي سلطت صحيفة "هم ميهن" الضوء على ما تشهده فرنسا من احتجاجات وأعمال شغب على خلفية مقتل شاب فرنسي من أصول جزائرية، وقارنت بشكل غير مباشر بين ما جرى في إيران في العام الماضي وما يجري الآن في المدن الفرنسية، وقالت إنه يجب أن نتعلم الدروس من أحداث فرنسا، إذ إنها ورغم سعة الاضطرابات وأعمال الشغب فإن الشرطة لم تقتل مواطنا واحدا حتى الآن.
وأوضحت الصحيفة أن الاحتجاجات في فرنسا أدت إلى أعمال الشغب لكن مع ذلك تجنبت الحكومة الفرنسية قتل المواطنين لأنها تعلم أن القتل هو صب للزيت على النار وأنه سيخلق مشاكل أكثر سواء على المدى القريب أو البعيد وستكون آثاره مدمرة.
"اعتماد": وضع الإنترنت في إيران تسبب في استياء شعبي واسع وقد ينفجر الغضب في أي لحظة
قال الكاتب والناشط الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إن استمرار وضع الإنترنت في إيران على ما هو عليه يجعل المواطنين يشعرون بالإهانة والاحتقار وهو ما يزيد الغضب الشعبي تجاه الحكومة.
وأضاف عبدي أن هذا الشعور الآن يمكن أن يلمس لدى كافة مستخدمي العالم الافتراضي لأن الإنترنت في أسوأ أحوالها، مضيفا: "أصحاب المصانع والأعمال والجامعيون والتلاميذ والفنانون والباحثون كلهم مستاءون من الوضع الراهن، وإذا استمر الأمر على هذا الشكل فإن الغضب الشعبي سيتراكم ولن يكون محصورا في العالم الافتراضي بل سينتقل إلى العالم الحقيقي".
وتوقع الكاتب أن تشهد إيران احتجاجات مماثلة لاحتجاجات العام الماضي إذا لم تعالج الحكومة مشاكل البلاد الاقتصادية والاجتماعية، موضحا أن الخبراء والمحللين كانوا يتوقعون ما حدث في العام الماضي لأن مستوى الغضب الشعبي كان ملموسا والشعور بالإهانة كان منتشرا بين الإيرانيين، لكن لا أحد من المسؤولين أخذ كلام الخبراء وتحذيراتهم على محمل الجد.
وختم عبدي بالقول: "حاليا كذلك هناك غضب شعبي تجاه وضع الإنترنت في إيران ورداءة جودتها ولا يزال المسؤولون يظنون أنهم يسيطرون على كل شيء لكن الأحداث تقع من حيث لا يحتسب الإنسان".
"جهان صنعت": إيران تتخلف عن قافلة الدول المصدرة للنفط
قالت صحيفة "جهان صنعت" إن الحكومة الإيرانية تضلل المواطنين من خلال الأرقام التي تذكرها حول صادرات النفط وتظاهرها بالبطولة والإنجازات في تصدير النفط رغم العقوبات، وأكدت في المقابل أنه لا مبرر لتفاخر الحكومة في هذا المجال، إذ إنها تصدر النفط إلى دولة واحدة هي الصين وبأسعار منخفضة للغاية. وأضافت أن هذا الأمر يجب أن يجعل الحكومة تخجل لأنها تقدم الثروات الوطنية على طبق من ذهب.
وأشارت الصحيفة إلى التقرير الذي نشرته إدارة معلومات الطاقة الأميركية حول صادرات دول أعضاء أوبك، حيث احتلت إيران المركز الخامس بنسبة 54 مليار دولار سنويا، بعد المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت والعراق.
وأضافت الصحيفة في مقالها الذي حمل عنوان "إيران تتخلف عن القافلة" أن المسؤولين في إيران يبررون هذا التراجع في مكانة إيران النفطية بمقولة "استقلالية القرار الإيراني"، لكنها أكدت أن هذه الأقوال لم تعد تنطلي على المواطنين الذين يرون دولا مثل السعودية والإمارات تتقدمان باستمرار وتعززان مكانتهما العالمية والإقليمية، بينما تتراجع إيران وتتخلف يوما بعد يوم.