صحف إيران: الأسعار ترتفع بنسبة 300% والتعليم ينظم "محاكم تفتيش" للطلاب
بينما تتجاهل صحف النظام، وتلك التي تتبع نهج الحكومة وتعليماتها، الأزمة الاقتصادية الخانقة والارتفاع الرهيب في الأسعار إلا أن بعض الصحف المعتدلة والإصلاحية لم تتردد في الإشارة إلى الغلاء في الأسواق، والموجة الجديدة من الاضطرابات في أسعار السلع الأساسية.
صحيفة "جمهوري إسلامي" عنونت في مانشيت اليوم بـ"موجة جديدة من الغلاء وتراجع القدرة الشرائية للمواطنين"، وقالت إنه على الرغم من إطلاق تسمية "السيطرة على التضخم" على العام الجديد من قبل المرشد خامنئي إلا أننا نلاحظ في الفترة الأخيرة ارتفاعا جديدا في السلع، وهو ما يقلل باستمرار من قدرة المواطنين على الشراء وتلبية حاجتهم الأساسية.
صحيفة "أصفهان أمروز" أشارت إلى تزايد أعداد الفقراء في إيران، بعد أن انضمت أفواج المواطنين الذين كانوا يصنفون ضمن الطبقة الوسطى إلى الطبقة الدنيا من الفقراء والمعوزين، وانتقدت التناقض في تصريحات المسؤولين وبياناتهم حول نسب الفقر وإحصاءات الفقراء.
في شأن آخر تطرقت صحيفة "أرمان ملي" إلى أزمة الدواء في الصيدليات الإيرانية، وقالت إن شح الدواء في الصيدليات لم يعد مقصورا على الأدوية الخاصة، وإنما شمل أدوية بسيطة وعادية تجاوز عددها 200 نوع من الأدوية.
كما لفتت الصحيفة إلى وجود كميات كبيرة من الأدوية في مستودعات الجمارك الإيرانية، حيث تخزنها الجمارك لأهداف وغايات مجهولة، حسب الحصيفة، ولا تسمح بوصولها إلى الصيدليات واستخدام المواطنين لها، وهو ما رفع أسعار هذه الأدوية بشكل كبير بعد أن باتت شحيحة أو معدومة في الأسواق.
في موضوع آخر لفتت صحيفة "آسيا" الاقتصادية إلى القرارات الجديدة لحركة طالبان حول نوعية الوقود التي تستوردها من الدول الأخرى، وقالت إن الحركة قد وسعت من شروط الجودة المطلوبة لاستيراد الوقود، وهو ما جعلها تعيد الوقود إلى إيران بسبب رداءته وعدم انطباقه مع الشروط التي حددتها الحركة.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض الدول التي اعتادت توفير وقودها من إيران في السابق، مثل أفغانستان والعراق، باتت تستورد وقودها من دول أخرى مثل روسيا وأوزبكستان.
صحيفة "أبرار" تناولت موضوع تراجع مكانة إيران في أسواق الطاقة، وقالت إن إيران كانت ذات يوم دولة ذات مكانة وأثر في صادرات النفط، ويحسب لها حساب بين دول منظمة أوبك النفطية.
على صعيد مختلف انتقدت صحيفة "جمله" هجوم أحد نواب البرلمان الأصولي على صحف ووسائل الإعلام المستقلة، بسبب ما أسماه عدم اهتمامها الكافي بزيارة الرئيس الإيراني إلى دول أميركا اللاتينية، وقال إن هذه الصحف تجاهلت بشكل متعمد إنجازات هذه الزيارة والمكتسبات التي تحققت.
كما لوح البرلماني إلى أن هذه الصحف قد تكون مرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لأنها "تجاهلت الزيارة ولم تحتفل بالإنجازات التي تحققت".
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جهان صنعت": غلاء المواد الغذائية بنسبة 300 في المائة خلال عامين
تطرقت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية في تقرير لها إلى وعود الرئيس الإيراني وحكومته منذ مجيئهم إلى السلطة قبل عامين تقريبا، وقالت إنه طوال هذه الفترة شهدت البلاد تضخما كبيرا في المواد الغذائية، بحيث أصبح بعض المواد مختفيا من موائد المواطنين، وإن الطبقة الوسطى من الإيرانيين سقطت في وادي الفقر، وبات توفير الخبز مهمة صعبة وشاقة ناهيك عن الدواء.
الصحيفة أشارت إلى ارتفاع الأسعار في سلع مثل اللحوم الحمراء والأرز والدجاج والبيض والحليب، حيث شهدت هذه المواد ارتفاعا بنسبة 300 في المائة خلال العامين الأخيرين.
وقالت الصحيفة إن هذا الارتفاع الرهيب في الأسعار نتيجة التضخم يأتي في وقت بدأت حكومة رئيسي عملها قبل عامين بوعود السيطرة على التضخم، لكننا الآن نلاحظ أن المواطنين باتوا غارقين في الغلاء والفقر.
"اعتماد": القطاع التعليمي في إيران يمارس "محاكم التفتيش" على الطلاب
أشار الكاتب الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" إلى ممارسات المسؤولين في القطاع التعليمي، حيث يقدمون استمارة أسئلة للطلاب قبل الاختبارات، تشمل أسئلة عن معتقداتهم الفكرية والسياسية والدينية، وقال إن هذه الإجراءات هي محاولة من المسؤولين الإيرانيين لمعرفة مواقف الطلاب وتشكيل ملفاتهم لهم، مضيفا أن ذلك يشبه تماما إجراءات "محاكم التفتيش" التي كانت سائدة في القرون الوسطى.
وبين عبدي أن المسؤولين حاولوا التظاهر بأن هذه الممارسات تأتي في إطار علمي وبمثابة استطلاع رأي، لكنه أكد أن طبيعة الأسئلة وحجمها وكذلك تحديد هوية المجيبين كلها تؤكد أن الهدف منها ليس علميا، وإنما هي محاولة لمعرفة انتماءات الطلاب وعقائدهم، وهو عمل غير أخلاقي ويتعارض مع أسس البحث العلمي.
"سازندكي": العالم على أعتاب حرب عالمية ثالثة وهزيمة روسيا ستؤثر على إيران والصين
في تحليله للحرب الروسية الأوكرانية قال الناشط السياسي سعيد ليلاز إن الهجوم المضاد الذي تنفذه أوكرانيا الآن سيتحدد مصيره خلال الشهرين القادمين، مضيفا أن الغرب مضطر إلى هزيمة روسيا لرسم خريطة النظام الدولي المستقبلي.
وأكد الباحث في مقابلة مع صحيفة "سازندكي" أن هزيمة روسيا في الحرب ستؤثر على واقع إيران والصين اللذين يعتبران حليفين لروسيا، لكن في المقابل فإن انتصار روسيا وهزيمتها لأوكرانيا ستجعل الديمقراطيين يفشلون في الانتخابات الأميركية، كما أنها ستسرع من نهاية الهيمنة الأميركية على العالم.
ورأى ليلاز أن روسيا إذا تعرضت لضغوط شديدة من جانب الغرب فإنها ستلجأ إلى السلاح النووي، معتقدا أن العالم اليوم بات على أعتاب حرب عالمية ثالثة.