صحف إيران: الغموض حول الاتفاق النووي.. وأزمة الفيضانات.. ومهاجمة خاتمي بسبب الحجاب

بينما تتعامل بعض الصحف الإصلاحية بتفاؤل وترحيب بالأخبار التي تتحدث عن التحركات الدبلوماسية لحل الملف النووي، نجد صحفا أصولية مثل "خراسان" تحذر من نشر أخبار "كاذبة" حول الاتفاق النووي، حيث إن نشر مثل هذه الأخبار سيضر بالاقتصاد الإيراني "المستقر نسبيا هذه الأيام".

وذكرت خراسان أن بعض وسائل الإعلام الغربية تحاول أن تقوم بـ"لعبة سيئة" من خلال ادعاء وجود اتفاق بين طهران وواشنطن "لتخلق الاضطراب في الأسواق الإيرانية عندما يتبين زيف هذه الأخبار".

صحيفة "جمهوري إسلامي" لفتت إلى الآثار السريعة التي تركتها هذه الأخبار على أوضاع العملة الإيرانية، حيث شهدت تحسنا طفيفا أمام العملات الصعبة، ونوهت في الوقت نفسه إلى أن كلا من إيران والولايات المتحدة الأميركية نفوا كل كلام عن التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي.

كاتب صحيفة "ستاره صبح" علي رضا فرجي راد، رأى أن المواقف والتصريحات الغربية تظهر أن الدول الغربية تسعى إلى اتفاق غير الاتفاق النووي الذي أصبح جزءا من الماضي ولا يمكن إحياؤه بصيغته الماضية.

في موضوع آخر، لفتت بعض الصحف مثل "صمت" إلى تصريحات الرئيس الإيراني الأسبق محمد خاتمي حول الحجاب الإجباري الذي انتقد فيه إصرار بعض الأطراف على فرض الحجاب بالإجبار وقال في هذا السياق خلال لقائه مع عدد من الناشطات: "نحن ندعم العفة في المجتمع، لكن هذا لا يعني أن نرى العفة تتلخص في الحجاب أو نجبر النساء على ارتدائه.. العفة لا تعني الحجاب".

صحيفة "كيهان" المتشددة هاجمت خاتمي على هذه التصريحات، ووصفته بـ"الأمي"، و"المغرض"، وقالت إن تصريحاته يريد فيها "خداع العوام" من الناس، عبر ذكره لهذه "المغالطات".

ومن الموضوعات الأخرى التي اهتمت بها صحف اليوم: أحداث الفيضانات التي شهدتها عدة مدن إيرانية في الأيام القليلة الماضية، حيث أعلن الهلال الأحمر الإيراني عن ارتفاع عدد قتلى الأحداث الجوية الإيرانية إلى 7 أشخاص وعشرات الجرحى. في حين اشتدت الانتقادات لعدم كفاءة شبكة الإنذار الخاصة بالفيضانات والسيطرة على الأزمات، خاصة في الثلاثة أيام الماضية.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"خراسان": لا صحة للشائعات عن التوصل لاتفاق حول برنامج إيران النووي

صحيفة "خراسان" الأصولية أشارت إلى الحديث عن قرب التوصل إلى اتفاق مع إيران حول ملفها النووي كما تردده هذه الأيام وسائل إعلام أميركية وأوروبية. وقالت الصحيفة إن هذه الضجة الإعلامية الغربية حول الاتفاق مع إيران هي محاولة لخلق توقعات كاذبة في الأسواق الإيرانية، الهدف منها خلق صدمة جديدة في الأسواق الإيرانية بعد أن يتبين كذبها وعدم صحتها في الأيام القادمة.

وأضافت الصحيفة أن هذه "اللعبة الإعلامية" تهدف إلى الضغط على الأسواق الإيرانية وصناع القرار في إيران لإجبارهم على قبول شروط الغرب والخضوع لمطالبه.
ونقلت الصحيفة عن المندوب الإيراني في الأمم المتحدة الذي قيل عنه إنه التقى بالمبعوث الأميركي الخاص بالشؤون الإيرانية روبرت مالي لمناقشة سبل التوصل إلى اتفاق، حيث نفى هذا المسؤول الإيراني التقارير التي تحدثت عن قرب التوصل الى اتفاق مؤقت نفيا باتا.

"ستاره صبح": لماذا يتقدم الآخرون ونتخلف نحن؟

قال مدير تحرير صحيفة "ستاره صبح"، علي صالح آبادي، إن "سؤالا يتم طرحه بين الإيرانيين باستمرار مفاده لماذا يتقدم الآخرون بما فيهم الدول الإسلامية مثل تركيا والسعودية والإمارات والكويت وماليزيا وأندونيسيا بينما تبقى إيران جامدة على حالتها بلا تقدم، تعاني من الفقر والتضخم والغلاء وتراجع قيمة العملة الوطنية؟".

ولفت الكاتب إلى أن مؤشر البؤس في إيران تجاوز الآن نسبة الـ50 في المئة وفق أرقام مركز الإحصاء الإيراني.

وهاجم الكاتب بعض الأطراف والتيارات داخل إيران والتي تحاول- مهما كانت التكاليف- تحقيق بعض الشعارات والأحلام وعندما يفشلون في تحقيق هذه الأحلام يحاولون التهرب من المسؤولية أو إلقاء اللوم على هذا وذاك.

واستشهد الكاتب بمثالين هما موضوع الاتفاق النووي وقضية الحجاب حيث يصر البعض على المضي قدما في نهجه وأهدافه من هاتين القضيتين، موضحا أن الحجاب في إيران ورغم إصرار النظام على الالتزام به نرى أنه يتقلص يوما بعد يوم في شوارع إيران وأزقتها، كما أن ملف الاتفاق النووي أصبح شائكا بعد عرقلة الأطراف المتشددة لعملية إحيائه حيث أصبح الغربيون الآن غير راغبين في العودة إليه بالرغم من تراجع المتشددين عن مواقفهم السابقة وإظهار الرغبة في إحياء الاتفاق بعد تولي تيارهم المفضل للحكم في إيران.

"مردم سالاري": تسونامي الهجرة من إيران.. لماذا يرغب جميع الإيرانيين في مغادرة البلاد

في تقرير لها حول ارتفاع الرغبة في الهجرة بين الإيرانيين، تساءلت صحيفة "مردم سالاري" عن الأسباب التي جعلت الهجرة هي الخيار الأهم لجميع شرائح المجتمع الإيراني. وقالت إن الرغبة في الهجرة لم تعد مقصورة على الأثرياء والفنانين والمشاهير، بل إن البسطاء أيضا باتوا يفكرون في الهجرة، ويعتقدون أنهم إذا تركوا البلاد يستطيعون الحصول على حياة أفضل.

وذكرت الصحيفة أن الأسوأ في الأمر أن أبناء المسؤولين أنفسهم باتوا ضمن هؤلاء الراغبين في الهجرة. وقالت: "بالرغم من الادعاء بأن أبناء المسؤولين يذهبون للخارج من أجل الدراسة لكن الحقيقة أنهم وبعد أن ينتهوا من الدراسة لن يعودوا إلى إيران".

ونوهت الصحيفة إلى أن العامل الرئيسي وراء هذه الموجة العاتية من الهجرة هو "فقدان الأمل" في المستقبل. وحذرت من تبعات هذه المشكلة وقالت إن فقدان الأمل في المستقبل أمر خطير يهدد البلاد، مشيرة إلى شح المتخصصين في بعض المجالات مثل الطب، بسبب الهجرة الواسعة بين الأطباء الإيرانيين.