جواد ظريف يدعو النظام الإيراني إلى "حل وسط وخيار ذكي"

كتب وزير خارجية إيران السابق، محمد جواد ظريف، على صفحته في "إنستغرام" عما سماها "المصالحة" في السياسة الخارجية، دون الإشارة إلى قضية محددة، ودعا إلى "الفهم الصحيح والاختيار الذكي".

وكتب ظريف، أمس السبت 3 يونيو (حزيران)، في صفحته على "إنستغرام": "وجود الأمل يوجه الحياة، لكن الاهتمام بالقدرات يجعل من الممكن التحرك نحو المثل العليا. حاجتنا اليوم هي الفهم الصحيح والاختيار الذكي".

وأضاف أنه "في 75 عاما من تخطيطنا التنموي، دمرت الموارد الوطنية ولم تتحقق التنمية، لأن معظم البرامج، بدلاً من رسم المسار للتعويض عن التخلف بما يتناسب مع الإمكانيات والفرص، كانت تعبر عن رغبات قادة البلد".

هذا وتحدث وزير الخارجية الإيراني السابق عن روح الله الخميني وعلي خامنئي، باعتبارهما اثنين من هؤلاء القادة، لكن مقاله هذا تسبب في رد فعل حاد من بعض الشخصيات ووسائل الإعلام المقربة من النظام.

ومن ناحية أخرى، ألقى بعض النشطاء الإعلاميين المعارضين للنظام باللائمة عليه على مواقع التواصل الاجتماعي من خلال إثارة قضية لماذا يرى نفسه منفصلاً عن النظام، وإذا كان ضد الوضع الراهن، فلماذا لا يتحدث بوضوح وشفافية.

وكتب ظريف أن بعض السياسيين الإيرانيين حاولوا في الماضي "تقليص حجم الضرر الذي تسببه التحركات الطموحة"، لكن أُطلق عليهم اسم "المساومين" وحتى "الخونة".

ويعد محمد جواد ظريف أحد أكثر الدبلوماسيين خبرة في النظام الإيراني، وخلال رئاسة حسن روحاني التي استمرت 8 سنوات في الفترة من 2013 إلى 2021، كان مسؤولاً أيضًا عن وزارة الخارجية الإيرانية.

يشار إلى أنه بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي، ازدادت الانتقادات لحكومة حسن روحاني، وخاصة جواد ظريف، ووصفته بعض القوى المقربة من النظام بأنه "خائن".

يذكر أن مقال ظريف الأخيرة نُشر بعد أيام قليلة من زيارة سلطان عمان إلى طهران.

وبالتزامن مع هذه الزيارة، أعلن وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان، عن إجراء مشاورات مع عُمان حول الملف النووي الإيراني وأنشطة مسقط لرفع العقوبات عن طهران.

وقد تم تعليق المفاوضات النووية لإحياء الاتفاق النووي، بهدف عودة إيران والولايات المتحدة إلى هذا الاتفاق، منذ الصيف الماضي. وفي أعقاب احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية"، أعلنت واشنطن، مرارًا وتكرارًا، أن مفاوضات إحياء الاتفاق النووي ليست على أجندة البيت الأبيض حاليًا.

يأتي ذلك في حين أن بعض وسائل الإعلام تحدثت في الأيام الأخيرة عن محادثات بين مسؤولين إيرانيين وأميركيين.

وكتبت صحيفة "فايننشيال تايمز" يوم 2 يونيو (حزيران)، نقلاً عن دبلوماسيين ومحللين، أن روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص بإيران، التقى عدة مرات مع أمير سعيد إيرواني، السفير والممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة.

وقبل ذلك، أفاد موقع "أكسيوس" الأميركي في 30 مايو (أيار) عن محادثة بين مسؤول رفيع في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، مع السلطات العمانية حول إمكانية التواصل الدبلوماسي مع سلطات النظام الإيراني بشأن برنامج إيران النووي.

يشار إلى أن إيران توصلت في الأيام الأخيرة إلى اتفاق لتبادل السجناء مع الدول الأوروبية. كما تحاول تحسين علاقاتها مع بعض دول المنطقة.

وقد زعم المرشد الإيراني، في خطاب ألقاه مؤخرا، أن سياسة "المرونة البطولية" التي أعلنها أسيء فهمها، والآن يجب أن تكون هناك "مرونة" في السياسة الخارجية.