صحف إيران: إعدام المتظاهرين.. والتصعيد مع طالبان حول المياه.. وتفاقم التضخم

قضيتان محوريتان في تغطية صحف إيران الصادرة اليوم السبت 20 مايو (أيار)، الأولى إعدام 3 متظاهرين في أصفهان. والثانية ردود الفعل الغاضبة تجاه الموضوع، سواء تلك التي في الداخل أو ردود الفعل على صعيد المواقف الدولية.

حادثة الإعدام التي نفذت فجر أمس الجمعة قوبلت باحتجاجات ليلية في عدد من المدن مثل أصفهان وطهران ومشهد وكرج، حيث هتف المتظاهرون ضد النظام ووصفوه بـ"نظام الإعدامات"، وذكروا أن الطريق الوحيد لإنهاء هذه الدوامة من الإعدامات هو إسقاط النظام والتخلص منه.

أما ردود الفعل الدولية فتمثلت في الإدانات الأوروبية والغربية حيث شجبت الكثير من الدول هذه الحادثة واعتبرتها دليلا على "وحشية النظام" وأنه يمارس هذه الأعمال لـ"بث الرعب" في قلوب الناس وتخويفهم من المظاهرات.

وقد تركز أهم نقد وجهته الصحف الصادرة صباحا حول حرمان المتهمين من الوصول إلى محامين مستقلين أكفاء للدفاع عن قضيتهم وتأكيدهم أن الاعترافات انتزعت منهم تحت التعذيب.

صحيفة "هم ميهن" نقلت عن الخبراء الحقوقيين هذه الملاحظات، وأكد الباحث حسين بيات أن ملف هؤلاء الشباب كانت تنقصه التحقيقات الشفافة والعادلة، لهذا لم يقتنع الشارع الإيراني بالحكم الصادر في حقهم، كما انتقد إسراع النظام في تنفيذ أحكام الإعدام وقارن بين أحكام القصاص التي تصدر في قضايا عادية وكيف أنها تستغرق سنوات طويلة لكي يتم تنفيذها، لكن بالنسبة للقضايا المتعلقة بالسياسة والمظاهرات نلاحظ تسارع النظام في تنفيذ الإعدامات وهو ما يثير علامات استفهام وتساؤلات حول مدى قانونية مثل هذه الممارسات.

أما الصحف الأصولية مثل "كيهان"، و"جوان" المقربة من الحرس الثوري، فزعمت أن تنفيذ أحكام الإعدام جاء تلبية لمطالب الشعب الذي لا ينفك عن المطالبة بإنزال أشد العقوبات ضد "هؤلاء الإرهابيين" المتهمين بقتل عناصر الباسيج والحرس الثوري.

وهناك موضوع آخر كان أكثر بروزا نظرا لطبيعته والشعور بالأمن عند الخوض فيه، مقارنة مع موضوع الإعدامات، وهو موضوع التصعيد والتوتر الأخير بين حركة طالبان والمسؤولين الإيرانيين بعد الشجار الدبلوماسي والاتهامات المتبادلة حول قضية مياه نهر "هلمند" الذي ينبع من أفغانستان ويصل إلى مدن شرق إيران.

الصحف الإصلاحية عادت لكي تذكّر الحكومة والنظام بطبيعة طالبان وأنه من الخطأ اعتبارها صديقا وأن سلوكها قد تغير، كما حاول النظام تصوير ذلك عقب عودة طالبان للحكم.

صحيفة "جمهوري إسلامي"، وهي أكثر الصحف تحذيرا من خطورة العلاقة مع طالبان ومحاولة النظام تطبيع العلاقات معها عادت لوصف طالبان بـ"الإرهاب" وأن النظام يقع في "خطأ استراتيجي" عند محاولته بناء علاقات طبيعية معها، وشددت على ضرورة أن تكون التهديدات الإيرانية لطالبان جادة وحقيقية.

اقتصاديا علقت صحيفة "خراسان" على أرقام التضخم التي كشف عنها مركز الإحصاء الإيراني الشهر الماضي، حيث بلغت نسبة التضخم أكثر من 55 في المائة، وعنونت الصحيفة في مانشيت اليوم: "التضخم يحطم رقما قياسيا"، مؤكدة أن هذه النسبة الكبيرة من التضخم غير مسبوقة في السنوات العشر الأخيرة.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..

"جمهوري إسلامي": إيران أدركت خطأها في التعامل مع حركة طالبان

علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على التقاذف الإعلامي بين إيران وحركة طالبان أفغانستان حول أزمة المياه، وأشارت إلى تحذير الرئيس الإيراني للحركة من مغبة تجاهل حق إيران من مياه نهر هلمند واعتبرت أن مثل هذه المواقف كانت مطلوبة وأنها تأتي متأخرة لكنها أفضل من أن لا تأتي مطلقا.

وقالت الصحيفة إن صانع القرار في إيران قد أدرك خطأه الحسابي عندما تعامل بحسن نية مع طالبان، مضيفة أن الطريق الوحيد الذي يمنع طالبان من الاستمرار في هذا النهج هو أن تظهر طهران عزما جديا في مطالبها وأن تحذير الرئيس الإيراني جاد وحقيقي.

ونوهت الصحيفة أن حركة طالبان لم ترتكب هذا الخطأ فحسب بل إنها مارست كثيرا من السياسات التي تستوجب المساءلة مثل انتهاك حقوق النساء في أفغانستان وزعزعة الاستقرار في المنطقة وكذلك افتعال الصدامات الحدودية بين إيران وأفغانستان.

"آفتاب يزد": تهديدات المسؤولين الإيرانيين لطالبان موقف انفعالي لا يخدم مصلحة البلاد

اعتبر المحلل السياسي علي بيكدلي أن مواقف المسؤولين الإيرانيين الأخيرة والنبرة التصاعدية في الخطاب مواقف انفعالية من إيران، مؤكدا ضرورة اللجوء إلى الطرق الدبلوماسية في حل قضية المياه التي باتت تعد أزمة عالمية ومناخية لا تنحصر على دولة دون أخرى.

وأوضح بيكدلي في مقابلة مع صحيفة "آفتاب يزد" أن استخدام لغة التهديد والوعيد لا تعود بالنفع على البلاد وأنها ستغلق كافة الطرق الدبلوماسية التي من الممكن اللجوء إليها لحل هذه المشكلة.

وأضاف بيكدلي: "لا أحد ينكر ان إيران تعيش أزمات دولية عدة، ولا يخفى ذلك على طالبان بطبيعة الحال، ولذا فربما تكون طالبان قد تحركت انطلاقا من هذا الوضع الذي تعيشه إيران، لإجبار طهران على تقديم تنازلات لها في بعض المجالات السياسية.

"اعتماد": تجاهل النظام للاحتجاجات الأخيرة خطير وقد ينتهي بكارثة

في مقاله بصحيفة "اعتماد"، قال المتحدث السابق باسم الحكومة علي ربيعي إن ما يلاحظ في ممارسات منظومة الحكم في إيران هو تجاهلها الكبير لما جرى في العام الأخير، وكتب في هذا الخصوص قائلا: "مع الأسف بعد احتجاجات العام الماضي لا نلمس أي إشارات من النظام الحاكم تدل على أنه بحث جذور المشكلة وعللها، ولا نلحظ أي محاولات للإصلاح والتهدئة بل ما نراه فقط هو إنكار كل ما جرى وكأن شيئا لم يحدث على الإطلاق".

وحذر المسؤول السابق من خطورة هذه السياسة، وقال: "النسيان والتجاهل في النظام السياسي قد تكون له تبعات كارثية على البلاد".

وعن الوضع الاقتصادي قال ربيعي: "لا بوادر لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين، حتى من كانوا يكذّبون الأرقام والإحصاءات في السابق أصبحوا الآن يقرون بأنه لا إمكانية للتنمية الاقتصادية دون تدفق الاستثمارات وحل مشاكل إيران الدولية".

وختم الكاتب والمسؤول في حكومة روحاني السابقة بالقول: "اليوم حل مشاكل إيران الدولية لا يتأتى دون حل المشاكل في الداخل وزيادة الثقة بين الشعب والنظام".