طهران "محاصرة" بالعشوائيات.. وتراجع قياسي في بناء المساكن خلال 23 عاما
أفادت وسائل إعلام إيرانية بتراجع بناء المساكن في العاصمة الإيرانية "إلى أدنى مستوى خلال 23 سنة ماضية"، كما حذر خبير إسكان من نمو "العشوائيات" حول طهران.
حذر أحمد رضا سرحدي، خبير الإسكان، في مقابلة مع موقع "انتخاب"، من ظاهرة "المنازل المشتركة"، و"تأجير الأسطح" في طهران. وقال إن دخول المواطنين "لا تتناسب" مع إيجارات المساكن.
وقال سرحدي: "بعض الناس لا يستطيعون استئجار منزل حتى في الأحياء الفقيرة من طهران.. استئجار منزل مساحته 50 مترًا في نازي آباد [جنوبي طهران] يكلف الآن 100 مليون [مقدمًا] و10 ملايين [إيجار] شهريًا".
وأضاف هذا الخبير أنه إذا لم تتم السيطرة على التضخم في إيران "فسوف يزداد الوضع سوءًا، وستحاط المدينة بالعشوائيات".
تزايد ظاهرة "البيات على الأسطح" وغياب الرقابة على إيجار المساكن في إيران
وقال الخبير رضا سرحدي أيضًا عن دور الحكومة الإيرانية في الوضع الحالي لسوق الإسكان: "خطط الحكومة في مجال الإسكان فشلت تمامًا. والخطة الوحيدة التي تم تنفيذها إلى حد ما هي: مشروع مهر السكني، حيث حصل بعض المواطنين على مساكن، أما المخططات الأخرى فلم يكن لها إنتاج على الإطلاق".
وذكر علي أكبر عيوضي، عضو مجلس إدارة جمعية متقاعدي العمال بطهران، لوكالة أنباء "إيلنا": "لا يوجد إيجار شهري يقل عن 7 أو 8 ملايين تومان في أي مكان في طهران، بشرط أن تدفع 200 مليون تومان للرهن العقاري، على الأقل".
وقد أدى ارتفاع تكلفة السكن في إيران في السنوات الأخيرة إلى زيادة العشوائيات وظهور ظواهر "النوم في القبور، أو النوم على الأسطح، أو المنازل المشتركة".
ركود بناء المساكن في إيران وخاصة في طهران
في بداية حكومة إبراهيم رئيسي وعد المسؤولون ببناء 4 ملايين وحدة سكنية في إيران خلال 4 سنوات. لكن مع مرور الوقت، تراجعت حكومة رئيسي عن هذا الوعد. والآن- من خلال أخذ ضريبة باهظة من المنازل الخالية- تخطط لجلب عدد من المنازل المبنية مسبقًا إلى سوق الإسكان.
يأتي الركود في بناء المساكن في إيران في وقت كتب فيه موقع "نود اقتصادي" الأصولي، اليوم الأحد، أنه بحسب إحصائيات مركز الإحصاء الإيراني، فإن بناء المساكن في العاصمة "بلغ أدنى مستوى له في الـ23 سنة الماضية".
ووفقاً لهذا التقرير، فمن بين عدد تراخيص البناء الصادرة لبناء مساكن في البلاد، بلغ عدد الوحدات المشمولة في رخصة بناء العاصمة في 9 أشهر من عام 2022، 30 ألفاً و38 وحدة، أي بانخفاض قدره 8.9 في المائة مقارنة بـ 9 أشهر من عام 2021.
وبناءً على هذه الإحصائيات، أيضا، بلغ عدد الوحدات التي تم ترخيصها في طهران عام 2021 ما مجموعه 44549 وحدة، وهو أقل عدد من الإنشاءات منذ 1998.