صحف إيران: علاقة طهران ودمشق.. ومقاطعة الانتخابات.. والرهان الخاسر على الصين وروسيا

بعد أسابيع من الصخب والتحركات الدبلوماسية التي كانت الحكومة الإيرانية تعول من ورائها على تحسين الوضع الداخلي للبلاد، أصبح واضحا أن هذه التحركات ليست كافية لخلق الاستقرار في الاقتصاد الإيراني.

كما اتضح أن البلاد في حاجة إلى سياسات وإجراءات إصلاحية كبرى تبدأ من تحسين علاقات إيران الدولية والإقليمية وتكتمل بخلق بيئة سياسية منفتحة في الداخل تستوعب كافة التيارات والشخصيات السياسية البارزة دون إقصاء أو تمهيش.

الصحف الإيرانية أشارت في تغطيتها اليوم إلى هذا الواقع، لافتة إلى الأرقام والإحصاءات التي يتحدث بها خبراء الاقتصاد، صحيفة "اقتصادي ملي" مثلا نقلت كلام الخبير الاقتصادي هاشم بسران، الذي حذر من تضخم كبير في إيران قد يتجاوز الـ70 في المائة وأكد أنه وفي حال استمرت علاقات إيران الخارجية والعقوبات الدولية على ما هي عليه فإن وصول التخضم إلى هذه المستويات ليس مستبعدا.

أما صحيفة "اعتماد" فذكرت أنه وفقا لبيانات غرفة تجارة طهران، خلال الـ23 عاما الماضية، فإن حالة الاقتصاد الإيراني، وخاصة بشأن التصدير والاستيراد، في أدنى مستوى، مقارنة بالدول النامية مثل بولندا وتركيا والسعودية والبرازيل وفيتنام.

وفي سياق اقتصادي آخر علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على الزيادة الكبيرة في أسعار اللحوم والدجاج هذه الأيام، وقارنت بين مواقف رئيس البرلمان، محمد باقر قاليباف، أثناء حكومة روحاني وفي الوقت الراهن، حيث يدير البلاد شخصية أصولية مقربة من تيار قاليباف.

الصحيفة ذكرت أن رئيس البرلمان الأصولي عندما كان الدجاج يباع بسعر 29 ألف تومان في عهد روحاني خرج بتصريحات نارية ضد الحكومة واصفا سياساتها بـ"الغبية" وقال إنه يجب أن لا تتجاوز الأسعار 10 آلاف تومان. لكن، تضيف الصحيفة أن قاليباف يلتزم الآن الصمت المطبق وقد تجاوز سعر كيلو الدجاج 70 ألف تومان في عهد حكومة رئيسي الأصولية.

إذا تركنا الموضوع الاقتصادي الذي شكل الحصة الأكبر في اهتمام الصحف اليوم نجد بعض التقارير والمقابلات التي تحاول استشراف مستقبل المشهد السياسي في إيران، صحيفة "اعتماد" أجرت مقابلة مع الناشط السياسي الإصلاحي، محسن ميردامادي الذي أكد أن التيار الإصلاحي في إيران بات يرى أن مقاطعة الانتخابات هي الخيار الوحيد المطروح على الطاولة لديهم، مؤكدا أن تدخل المؤسسات الأخرى في رفض وإقصاء المرشحين جعل الإيرانيين يفقدون أي ثقة في هذه الانتخابات.

أما الصحف الأصولية مثل "كيهان"، و"جوان"، فأبرزت زيارة الرئيس الإيراني إلى سوريا وتحدثت بتفصيل وإسهاب عن أهميتها السياسية والاقتصادية وتجاهلت مواقف الخبراء والمتخصصين الذين يواصلون التذكير بأن علاقة إيران وسوريا ليست بذات شأن أو تأثير كبير على الوضع الداخلي الإيراني، إذ إن سوريا هي الأخرى تعاني من أزمة طاحنة وتحتاج لمن ينقذها ويخلصها مما هي فيه.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..

"رسالت": ممثل خامنئي ارتكب خيانة عند هجومه على الفتيات الرافضات للحجاب الإجباري

تستمر التعليقات والانتقادات على موقف رسول فلاحتي، ممثل المرشد في محافظة كيلان، تجاه النساء غير المحجبات بعد أن هاجم فتيات صغيرات بسبب امتناعهن عن ارتداء الحجاب الإجباري في اجتماع حضره فلاحتي. المقطع المتداول أظهر كلمة ممثل خامنئي للفتيات الحاضرات، حيث قال بشكل صريح: "أنا أكرهكم.. أكره كل الفتيات هنا اللاتي لم يلتزمن بالحجاب".

صحيفة "رسالت" الأصولية لم تستطع أن تصمت حيال ما اعتبرته "معصية وخيانة" من قبل ممثل المرشد لمنصبه ومَن يمثله، وانتقدت موقفه الفج من هذه الفتيات، وقالت كان الأولى به أن يعلن براءته وكرهه للمعصية أو الذنب وليس للعاصي أو المذنب.

وأضافت الصحيفة: "لو كان يفترض أن كل من يذنب نتبرأ منه فسنجد أنفسنا أمام واقع نكون قد تبرأنا فيه من الجميع فلا أحد معصوم من الذنب والخطأ".

وختمت الصحيفة: "لماذا البعض وبسبب قلة الفهم يحصرون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أمور الحجاب والمحجبات؟".

"اعتماد": الإيرانيون لم يعودوا يرون صناديق الاقتراع طريقا لإصلاح الأوضاع

في مقابلة مع صحيفة "اعتماد"، قال الناشط والسياسي الإصلاحي البارز محسن ميردامادي إن إجراء انتخابات حرة وتنافسية هو الشرط الوحيد الذي من شأنه أن يخفف حدة الاحتجاج المجتمعي في إيران، مشيرا إلى أن البلاد منذ سنوات تعيش أجواء احتجاجية على الأوضاع وأن قبول النظام عقد انتخابات حرة يشارك فيها كافة الأطياف والتيارات دون إقصاء أو تهميش قد يساعد في الخروج من هذا الواقع الفعلي.

كما لفت ميردامادي إلى أن الانتخابات الحرة والتنافسية تحتاج إلى مقدمات وتمهيدات وعلى رأسها وجود ثقة لدى الناخبين بتأثير مشاركتهم الانتخابية، وهذا الأمر ليس متوفرا الآن في إيران مما يعني أن المواطن الإيراني لا يشعر بأن مشاركته في الانتخابات سيكون لها تأثير على مصير البلاد ومستقبلها، مضيفا أن فقدان هذه الثقة حصل بشكل متراكم منذ عقود.

وأكد الباحث والسياسي الإصلاحي أن الشعب في إيران لم يعد يعتقد أن حل مشاكل البلاد يمكن أن يتم عبر صناديق الاقتراع، في إشارة منه إلى زيادة الميل نحو الرغبة في إسقاط النظام السياسي برمته وتأسيس نظام سياسي جديد أكثر احتراما وتطبيقا للمبادئ الديمقراطية والانتخابات الحرة.

كما لفت ميردامادي إلى واقع البرلمان الإيراني الذي أصبح جسدا بلا روح بعد تجريده من جميع صلاحياته وقال: "عمليا البرلمان لم يعد له دور يذكر، لقد سلبَ مجلس صيانة الدستور ومجمع تشخيص مصلحة النظام والمجلس الثقافي الثوري، ومجلس الأمن القومي ومجلس إدارة العالم الافتراضي، صلاحيات البرلمان وأصبح بلا قوة أو تأثير.

"هم ميهن": إيران تراهن على الحصان الخاسر في اعتمادها على روسيا والصين

علقت صحيفة "هم ميهن" على سياسات النظام في عهد حكومة رئيسي، وقالت إن الحكومة الإيرانية حاليا أصبحت يائسة من مجيء الشركات الغربية للعمل والاستثمار في إيران وهي لا تعتبر هذه الشركات شريكا تجاريا لها، لهذا فهي لجأت في الناحية الاقتصادية إلى الصين، والأمنية والعسكرية إلى روسيا.

الصحيفة استدركت بالقول إن هذا الاعتماد الاقتصادي على الصين، والعسكري والأمني على روسيا يعد عملية فاشلة ورهانا على الحصان الخاسر.