توقيع 15 اتفاقية تعاون بين طهران ودمشق.. وإيران تسعى لـ"التواجد الاقتصادي" على ساحل سوريا
بحضور الرئيسين الإيراني إبراهيم رئيسي والسوري بشار الأسد؛ وقع مسؤولون إيرانيون وسوريون، اليوم الأربعاء 3 مايو (أيار)، 15 اتفاقية تعاون بين البلدين، فيما أعلن المساعد السياسي للرئيس الإيراني أن بلاده تسعى ليكون لها تواجد اقتصادي على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وتعتبر هذه الزيارة الأولى من نوعها يجريها رئيس إيراني إلى سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية بالبلاد في عام 2011.
وقبيل زيارته إلى دمشق، قال الرئيس الإيراني لقناة "الميادين": "العلاقات بين إيران وسوريا استراتيجية تماما وسوف تستمر".
فيما قال مساعد الرئيس الإيراني، محمد جمشيدي لوكالة أنباء "تسنيم" قبل الزيارة: "نسعى إلى إيجاد تعاون اقتصادي مستدام في سوريا، بحيث نتمكن في النهاية من الحضور الملموس على سواحل البحر الأبيض المتوسط".
واتهم جمشيدي الحكومات الإيرانية الماضية بعدم الرغبة في دفع العلاقات مع سوريا، وأضاف: "في الفترات الماضية، بعض الحكومات اعتقدت أنه من أجل الحصول على صلاحيات ومصالح اقتصادية، يجب منح صلاحيات جيوسياسية مقابلها، أي التنازل عن قوة إيران الإقليمية من أجل الحصول على مصالح اقتصادية".
وتابع: "لكن حكومة رئيسي لا تعتقد هكذا. فإننا نسعى إلى تعزيز التعاون الاقتصادي إلى جانب حفاظنا والتزامنا بالقدرة الاستراتيجية والإقليمية والمقاومة".
ويأتي تأكيد هذا المسؤول الإيراني على ضرورة دفع العلاقات الاقتصادية مع سوريا، في وقت نقلت فيه صحيفة "كيهان" عن الرئيس السابق للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، حشمت فلاحت بيشه، قوله إن ديون إيران المستحقة على سوريا بلغت 30 مليار دولار.
من جهته، قال حسن شمشادي، الأمين العام للغرفة التجارية الإيرانية السورية المشتركة، في مقابلة مع موقع "نود اقتصادي" الإيراني: "طلبنا من منظمة الملاحة تقديم دعم لخط الشحن إلى سوريا، لكنهم لم يلتفتوا إلى مطالبنا". وأضاف: "لسوء الحظ لا يوجد خط ملاحي منتظم بين إيران وسوريا".
كما أعلن مساعد رئيسي عن توقيع اتفاقيات بين البلدين خلال هذه الزيارة، وقال "لقد عملنا فترة طويلة على هذه الاتفاقيات، وأن فيها جوانب اقتصادية أساسية واسعة".
في السنوات الأخيرة، بذل النظام الإيراني جهودًا كثيرة لإبراز "البعد الاقتصادي" للعلاقات مع سوريا، لكن وفقًا لتقارير غربية مختلفة وإسرائيلية على وجه الخصوص، فإن الوجود العسكري في سوريا أكثر أهمية بالنسبة لطهران.
من ناحية أخرى، واجهت زيارة رئيسي إلى سوريا ردود فعل حادة من قبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إيران، حيث وصفوا لقاء رئيسي والأسد بأنه "جزار يزور جزارًا آخر" و "لقاء اثنين من المتهمين الكبار بارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
يذكر أن بشار الأسد متهم بقتل مئات الآلاف من المواطنين السوريين وخصومه خلال الحرب الأهلية، بينما إبراهيم رئيسي كان عضوا أيضًا في "فرقة الموت"، وأحد منفذي إعدام آلاف من السجناء السياسيين الإيرانيين عام 1988.