مراسلون بلا حدود: إيران من أكبر سجون العالم للصحافيين ووضع حرية الإعلام فيها "مقلق للغاية"
في تقريرها الجديد قيمت منظمة "مراسلون بلا حدود" وضع حرية الإعلام في إيران بأنه "مقلق للغاية"، وأعلنت أن الجمهورية الإسلامية تحتل المرتبة 177 من بين 180 دولة من حيث حرية الإعلام.
وأضافت "مراسلون بلا حدود" في تقريرها الحادي والعشرين أنه منذ سبتمبر( أيلول) من العام الماضي وبعد مقتل جينا (مهسا) أميني، عززت إيران مكانتها كواحدة من أكثر الدول قمعاً في العالم من حيث حرية الصحافة.
ويصف التقرير إيران بأنها "واحدة من أكبر سجون العالم للصحافيين".
ووفقًا لهذا التقرير، على الرغم من أن قمع الوصول إلى المعلومات قوي جدًا وواسع الانتشار في إيران، وأن الصحافيين يواجهون دائمًا خطر "الاعتقال والاستجواب والسجن والمراقبة والمضايقة والتهديد"، لكن الوضع نفسه اشتد وتفاقم أكثر مما كان عليه في فترة الاحتجاجات على وفاة مهسا أميني في حجز "دورية الإرشاد".
ووصل الوضع إلى حد تم فيه اعتقال أكثر من 70 صحافياً، خلال الاحتجاجات، كثيرا منهم من النساء؛ لأن "السلطات تتخذ أي إجراء لمنع تغطية الاحتجاجات".
كما أشارت "مراسلون بلا حدود" إلى قمع واعتقال الصحافيين في إيران، وتهديدات ومضايقات الصحافيين الإيرانيين في الخارج وكتبت: "الصحافيون الإيرانيون الذين يعيشون في الخارج هم أيضا ضحايا ضغوط من النظام تتراوح ما بين المضايقات عبر الإنترنت إلى التهديد بالقتل".
في العام الماضي، احتلت إيران المرتبة 178 في العالم، وهي أفضل فقط من إريتريا (179) وكوريا الشمالية (180).
ووفقًا لـ"مراسلون بلا حدود"، منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في إيران في السنوات الأربعين الماضية، قام النظام باعتقال وسجن وإخفاء أو إعدام وقتل ما لا يقل عن ألف صحافي ومواطن صحافي.
يأتي نشر هذا التقرير في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن فوز الصحافيات المسجونات، نيلوفر حامدي، وإلهه محمدي، ونرجس محمدي، الليلة الماضية، بجائزة اليونسكو العالمية لحرية الصحافة، "غيلرمو كانو 2023".
وفي إشارة إلى حالة الصحافيات المسجونات الحائزات على الجائزة، قالت زينب سلبي، عضوة لجنة تحكيم هذه الجائزة: "لقد دفعت هؤلاء الصحافيات ثمناً باهظاً لالتزامهن بتقديم التقارير وقول الحقيقة. كما إننا ملتزمون بضمان إيصال أصواتهن إلى جميع أنحاء العالم حتى يصلن إلى الحرية والأمن".
وأشار المدير العام لليونسكو إلى المخاطر التي تهدد الصحافيات، مشيداً بهؤلاء الصحافيات لالتزامهن بالحقيقة والمساءلة.
يذكر أن إلهه محمدي، مراسلة جريدة "ههم ميهن"، ونيلوفر حامدي مراسلة جريدة "شرق"، نشرتا تقارير عن مقتل مهسا أميني ومراسم تشييع الجنازة، لكن تم القبض عليهما في الموجة الأولى من الاعتقالات خلال الانتفاضة، في أواخر سبتمبر (أيلول) وأوائل أكتوبر (تشرين الأول).
كما تقضي نرجس محمدي عقوبتها، البالغة 9 سنوات و8 أشهر، في سجن إيفين منذ 2021.
في غضون ذلك، ذكرت صفحة نرجس محمدي على "إنستغرام"، الأسبوع الماضي، أن مكتب سجن إيفين أبلغ هذه السجينة السياسية بثماني تهم جديدة في ملف قضائي جديد أُعد لها.