النظام الإيراني ينتقم من أقارب المحتجين بالفصل من العمل والدراسة
يواصل النظام الإيراني الانتقام من أهالي المتظاهرين المعدومين أو المقتولين خلال الاحتجاجات، حيث تم منع شقيقة مجيد رضا رهنورد، المحتج الذي أُعدم في مدينة مشهد، من متابعة دراستها الجامعية. كما تم فصل فاطمة حيدري، شقيقة المتظاهر المقتول جواد حيدري، من وظيفتها.
وقالت فاطمة حيدري، شقيقة المتظاهر جواد حيدري، الذي قتل برصاص الأمن الإيراني إنها فصلت من العمل مؤخرا. وكتبت في تغريد لها: "قبل أيام وصلتني رسالة حول فصلي من العمل. كم أنتم بؤساء وحقيرون. حتى لو فقدت حياتي- وليس وظيفتي فقط- فلن أتوقف عن الثأر والانتقام لأخي".
وأضافت: "كنت موظفة نموذجية للعام السابق، وحاصلة على أعلى مرتبة، وفي النهاية مفصولة شتاء هذا العام".
ووفقًا لإعلان حساب "1500 صورة" على تويتر، تم إخبار أخت مجيد رهنورد أيضًا أنه ليس لها الحق في دخول الجامعة وتم طردها.
يذكر أنه بعد ثلاثة أشهر من إعدام هذا المتظاهر، ضايق النظام الإيراني عائلته بهدف الانتقام.
وكان مجيد رضا رهنورد متظاهرًا يبلغ من العمر 23 عامًا تم اعتقاله في "مشهد" 19 نوفمبر وتم إعدامه بعد 23 يومًا بتهمة الحرابة.
وبعد إعدام هذا المتظاهر، نُشرت أنباء عن ضغوط ومضايقات على عائلته؛ بما في ذلك إغلاق محل بيع الأحذية والحقائب الخاص بها، وكسر نوافذ منزل الأسرة، ووضع علامات وكتابة شعارات على جدران المبنى.
وبحسب هذه التقارير، تعرضت عائلة مجيد رضا رهنورد لمضايقات مستمرة من قبل قوات الباسيج والقوات المتخفية بالزي المدني، خلال الأشهر الثلاثة الماضية.
وفي آخر هذه المضايقات، مُنعت شقيقة مجيد رضا رهنورد من حضور دروس جامعية.
كما وضع النظام الإيراني أيضًا عائلات وأقارب خصومه تحت الضغط وحرمانهم من الخدمات العامة، من خلال انتهاك مبدأ الطبيعة الشخصية للجرائم والعقوبات.
هذا وقد تحدثت زهرا باكري شقيقة "الشهيدين مهدي وحميد باكري"، بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2009، في رسالة مفتوحة نشرتها تحت عنوان "رد فعل على استمرار إهانات بعض دوائر أصحاب السلطة لزوجات باكري"، عن الإهانات التي تلقتها هي وأسرتها بسبب معارضتها لنظام الجمهورية الإسلامية.
وأشارت في رسالتها إلى أن أهالي معتقلي النظام "ليس لهم الحق" في التعرف على أوضاع سجنائهم والتحدث عن أوضاعهم السيئة في السجن، مضيفةً: "في عهد النظام السابق، أُعدم أخي الأكبر وكان أخي الآخر في السجن، وكان لنا ولأشخاص مثلنا الحق في مقابلة محامين وممثلي منظمة العفو الدولية والتحدث عن سجنائنا".
كما تحدثت زهرا باكري عن إقامة مراسم عزاء أخيها المعدوم، بما فيها مراسم اليوم السابع والأربعين، وقالت: "بعد بضعة أشهر من إعدام أخي، تم توظيفي رسميًا في التعليم، وتم تعيين أختي الصغرى كرئيسة لمدرسة التعليم العالي، وتم قبول أخي مهدي في امتحان القبول بالجامعة، ولم يتسبب النظام السابق في حدوث أي مشكلة لنا".
وبحسب قولها، في عهد محمد رضا شاه، وعلى الرغم من أن المعارضين كانوا يطلق عليهم "المخربون"، فلا أحد "يجرؤ" على إهانة عائلة الشخص المسجون أو الذي تم إعدامه؛ الأمر الذي يحدث بكثرة في عهد نظام الجمهورية الإسلامية.
يشار إلى أن أكثر الإجراءات التي يتخذها النظام الإيراني لإيذاء السجناء وأسرهم، هي إبعادهم ونقلهم إلى سجون في مدن بعيدة عن مكان إقامة أسرهم. وبحسب المحامين، فإن هذا الإجراء يهدف إلى "معاقبة أسر معارضي النظام".