زعيم أهل السنة في إيران: هيمنة النظرة الدينية سبب كل مشاكل البلاد خلال 40 عاما

قال إمام أهل السنة في زاهدان، مولوي عبدالحميد، إن هيمنة النظرة الدينية على البلاد هي سبب الجمود السياسي في إيران، مضيفا أن إيران تتشكل من مختلف الأقوام والمذاهب، ولكن النظرة الدينية الحاكمة منذ 44 عاما فشلت في تحقيق المساواة والعدالة وواجهت فشلا ذريعا.

وأضاف مولوي عبدالحميد اليوم الجمعة 17 مارس (آذار) أنه "لو كان أحد المسؤولين ذا نظرة ضيقة فسيكون الشعب في مأزق أيضا"، مردفا: والمشكلة التي تورطت فيها البلاد هي أن نظرة الحاكم نظرة مذهبية، وذلك بينما المذهب فرع من الدين، وأن دائرة الدين أوسع من دائرة المذهب.

4 عقود من التمييز ضد أهل السنة

كما أشار إمام أهل السنة إلى 4 عقود من التمييز ضد أهل السنة، وقال إن المتميزين والنخبة من أهل السنة لا مكان لهم في المناصب الإدارية الإقليمية ولا في مناصب عليا، أو في السلطة القضائية أو القوات المسلحة ولا في مختلف مؤسسات السلطة.

كما لفت عبدالحميد إلى التمييز الذي يطال أتباع الشيعة أيضا ممن لا يلتزمون بالقضايا الدينية ولكنهم أكاديميون ومفكرون ومدراء أكفاء.

واستخدم إمام أهل السنة في زاهدان تعبير "قوس قزح" لوصف الشعب الإيراني بمختلف أطيافه وقومياته وأكد أن النظرة الدينية الحاكمة في البلاد فشلت في تحقيق المساواة له.

كما شدد أن الجمود السياسي والدولي والمشاكل التي تعصف بالبلاد ناجمة عن هذه النظرة الضيقة للسلطة ما أدى إلى أن تسير البلاد نحو أجواء أمنية تماما، موضحا: اليوم، تسود جميع إيران نظرة أمنية وعسكرية ولكن لا تتطور بلاد تكون نظرة حاكمها أمنية وعسكرية.

وقال عبدالحميد إن النظرة الأمنية والعسكرية "ترهق البلاد وتشل الاقتصاد"، مضيفا: يجب أن تكون نظرة النظام شاملة ووطنية، لا مذهبية لأنها ستفشل.

وشدد مولوي عبد الحميد على أنه "لا يمكن لحزب أو قوم أو مذهب خاص يحكم البلاد"، واعتبر الجمود الحالي في السياسة الإيرانية بأنها بسبب سلطة النظرة المذهبية الضيقة على البلاد وقال: "يجب توظيف الطاقات والنخبة الإيرانية والانتفاع بها في إطار المصالح الوطنية من أي عرق أو قوم أو لغة أو دين كانت تنتمي".

وقال إن إيران لا يمكنها أن تتخطى المآزق المحلية والدولية إلا بنظرة طموحة وشاملة [في الحكم].

كما أشار مولوي إلى قيمة العملة الوطنية ما قبل ثورة الخميني، واعتبر النظرة الدينية الضيقة الحاكمة في البلاد بأنها السبب في إلحاق الضرر بمبدأ دين الاسلام.

وفي جزء آخر من خطبته اليوم، أدان إسماعيل زهي مرة أخرى "التعذيب والقمع والقتل والاعتداء على حقوق الشعب"، وقال إن ظلم الآخرين "أسوأ" من الشرك والكفر بحسب الدين.