الهبوط الأرضي في إيران وصل إلى حالة "حرجة للغاية".. ونحو نصف السكان معرضون للخطر
أكد الخبراء في إيران أن القشرة الأرضية في إيران تمر حاليا بحالة "حرجة للغاية"، حيث قال علي بيت اللهي، عضو اللجنة العلمية في مركز أبحاث الطرق وبناء المدن أن الهبوط الأرضي يعرض حياة أكثر من 39 مليون شخص للخطر.
وسبق لبيت اللهي أن حذر خلال السنوات الأخيرة أيضا من خطر الهبوط الأرضي في البلاد، وفي أحدث مقابلة له قال إن المساحة التقريبية لمناطق الهبوط الأرضي في البلاد، بناءً على أحدث التقييمات وتجميع الخرائط المتاحة، تصل إلى نحو "18 مليونا و500 ألف هكتار، أي ما يعادل تقريباً 11 في المائة من إجمالي مساحة إيران".
وأضاف هذا الخبير الإيراني أن عدد الأشخاص المعرضين لخطر الهبوط الأرضي في البلاد يصل إلى نحو 39 مليون شخص، أي ما يعادل "49 في المائة من سكان البلاد".
وأكد بيت اللهي: "هناك 380 مدينة و9200 قرية معرضة لخطر الهبوط الأرضي".
كما أشار إلى طهران وخراسان الرضوية وأصفهان باعتبارها المحافظات الأكثر تعرضًا لخطر هبوط الأرض بسكانها، فيما تحتل محافظة خراسان الرضوية المرتبة الأولى من حيث مساحة المناطق المعرضة لخطر الهبوط.
وأكد كامران داوري، عضو هيئة التدريس لقسم العلوم وهندسة المياه بجامعة فردوسي بمدينة مشهد، في مقابلة مع وكالة أنباء "إيسنا"، أكد أن هناك العديد من التقارير حول حالات هبوط أرضي واسعة تحدث في بعض مناطق سهل مشهد، شمال شرقي إيران.
وقال داوري إن الهبوط الذي تم تسجيله في سهل مشهد يتراوح بين 3 سنتيمترات على الأقل و17.5 سم (شمال غربي مدينة مشهد)؛ في حين أن الهبوط الذي يتم التحكم فيه في دول مثل اليابان والولايات المتحدة والصين يصل إلى "سنتيمتر واحد في السنة".
وشدد على أن الهبوط الذي يحدث أقل من هذا الرقم يعتبر أيضا أزمة في العالم، مضيفا: "إن الهبوط الذي نشهده في البلاد يفوق ذلك".
يشار إلى أن الهبوط الأرضي يخلف العديد من العواقب البيئية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأحيانا يهدد استمرار الحياة في منطقة جغرافية محددة.
ومن الآثار الدائمة المترتبة على الهبوط الأرضي، يمكن الإشارة إلى موت طبقات المياه الجوفية، وتدمير الزراعة، وتحويل السهول إلى صحارى، وخلق شقوق عميقة وخطيرة على سطح الأرض.
ومن الأسباب التي أدت إلى وصول الهبوط الأرضي إلى مرحلة متأزمة للغاية في إيران الجفاف الدائم والاستخدام المفرط للمياه الجوفية، إلى جانب فقدان الإدارة الصحيحة والمسؤولة.