تزامنا مع أحكام مشددة ضد الطلاب.. الأمن الإيراني يهدد المعلمين المحتجين على حوادث التسمم
مع استمرار الهجمات الكيماوية على المدارس واحتجاجات المعلمين، تلقت "إيران إنترناشيونال" تقارير تفيد بإرسال رسائل تهديد نصية إلى بعض المعلمين، فيما تتواصل الاستدعاءات وإصدار الأحكام بحق النشطاء المدنيين والسياسيين والطلاب.
في آخر قضية صدرت فيها أحكام قاسية بحق نشطاء مدنيين، حُكم على الناشطة سمانة أصغري بالسجن 18 عامًا وثلاثة أشهر.
وتشير التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" إلى أن عددًا من المعلمين والنشطاء النقابيين التربويين الذين نظموا تجمعات واحتجاجات في الأيام الماضية للتعبير عن القلق على صحة الطالبات، تعرضوا للتهديد من قبل الأجهزة الأمنية، وتم استدعاؤهم للجهات القضائية.
وخلال التجمعات التي عمّت عموم البلاد في 7 مارس (آذار)، والتي أقيمت احتجاجًا على التسمم المتسلسل لطالبات المدارس، هاجمت قوات الأمن وإنفاذ القانون بعنف معلمي وأولياء أمور الطلاب في مدن مختلفة، وبالإضافة إلى الاعتداء على المتظاهرين وإطلاق الغاز المسيل للدموع، اعتقلت عدداً منهم.
ومنذ ديسمبر (كانون الأول) من هذا العام، عندما تم الإعلان عن أول أنباء عن حالات تسمم، حتى 6 مارس (آذار)، تم الإبلاغ عما لا يقل عن 297 حالة تسمم في مدارس 25 محافظة.
ولم تقتصر هذه الهجمات الكيماوية على المدارس، ففي الأيام الماضية تم استهداف الطالبات الجامعيات ومهاجعهن في بعض المدن، حيث وردت أنباء عن تسمم ونقل ما يقرب من ألفي طالبة إلى المستشفيات والمراكز الطبية خلال هذه الفترة.
في الوقت نفسه، تتواصل الاستدعاءات وإصدار الأحكام بحق النشطاء المدنيين والسياسيين والطلاب، وقد حكمت المحكمة الثورية، مؤخرًا، على الناشطة في مجال حقوق الطفل سمانة أصغري بالسجن 18 عامًا وثلاثة أشهر، ستة أعوام وثلاثة أشهر منها قابلة للتنفيذ.
وسمانة أصغري، طالبة في جامعة "خارزمي" وناشطة في مجال حقوق الأطفال العاملين، اعتقلت في 11 أكتوبر (تشرين الأول) خلال الانتفاضة الشعبية الإيرانية في طهران.
وأصدر الفرع الخامس عشر من المحكمة الثورية بطهران حُكمًا بحق هذه الناشطة الحقوقية، الموجودة في سجن "قرتشك" منذ أكتوبر، وعارض إطلاق سراحها بكفالة.
كما غردت ليلى حسين زاده، ناشطة سياسية وطلابية، مؤخرًا، بأن وزارة المخابرات قد استدعتها.
وفي إشارة إلى طريقة استدعائها، أوضحت: "قلت: منذ متى تستدعي المخابرات؟ قال عاملهم: إذا لم تأت سوف نأتي نحن ونستدعيك بطريقة أخرى ونأخذك. قلت: تفضلوا".
يذكر أن حسين زاده، التي اعتقلت من أمام منزلها في 20 أغسطس (آب) 2022، أفرج عنها مؤقتًا في 9 يناير (كانون الثاني) 2023 بعد دفع الكفالة.
وبحسب التقارير، تتواصل الضغوط والقيود المتزايدة على الطلاب الآخرين والنشطاء الطلابيين، وفي هذا الصدد، تم استدعاء العديد من طلاب جامعة "أمير كبير" إلى اللجنة التأديبية وطرد أحدهم.
منذ بداية انتفاضة الشعب الإيراني في نهاية سبتمبر (أيلول) من عام 2022، أضرب مئات الطلاب في عشرات الجامعات في البلاد، واحتجوا جنبًا إلى جنب مع تجمعات الشعب في الشوارع.
وقد تم اعتقال العديد من الطلاب بسبب مشاركتهم في هذه التجمعات الاحتجاجية، وتم منعهم من متابعة دراستهم من خلال إصدار أحكام بالطرد والتعليق والمنع من دخول الجامعة.
وعلى الرغم من هذه الضغوط، نظم عدد من طلاب جامعات البلاد، إلى جانب المعلمين والتربويين، في 7 مارس تجمعات احتجاجية ضد تسمم الطالبات.