تسميم الطالبات في إيران يشبه الهجمات الكيماوية لطالبان والإسلاميين الشيشان على المدارس
رصدت "إيران إنترناشيونال" في تقرير لها أوجه الشبه بين الهجمات الكيماوية على مدارس البنات في إيران وما قام به المتطرفون في الشيشان وطالبان أفغانستان من هجمات كيماوية، ومن ذلك ما تم ضد طالبات المدارس في جمهورية أوسيتيا الشمالية المتمتعة بالحكم الذاتي في روسيا يوم 1 سبتمبر 2004.
وكانت مجموعة من الإسلاميين المتطرفين في جمهورية أوسيتيا الشمالية قد هاجمت مدرسة ابتدائية ونفذت مذبحة هناك حين احتجزت 777 طالبًا كرهائن، وقتلت أكثر من 160 طفلا.
وبعد عام، حدثت سلسلة من حالات التسميم المتسلسلة في مدارس شمال شرقي الشيشان، وتم نقل الطلاب إلى المستشفى وهم يعانون من أعراض فقدان الوعي والغيبوبة والتشنجات والضعف والنسيان والاختناق وتنميل الأطراف.
وبعد أن شكلت الحكومة الفيدرالية الروسية لجنة للتحقيق في القضية، أعلن خبير عسكري أن سبب التسمم مادة صلبة أو سائلة سامة تؤثر على الجهاز التنفسي.
يأتي ذلك في حين أنه منذ عام 1994 مع بداية الحرب الشيشانية الثانية، كان سكان هذه المنطقة يعلمون أن القوات الفيدرالية الروسية كانت تختبر أسلحة جديدة هناك منذ 12 عامًا. وبعد فترة وجيزة غيرت لجنة الحكومة الفيدرالية موقفها واتهمت وسائل الإعلام ووصفت أمهات الضحايا بالمرتزقة.
وأعلنت هذه اللجنة أن سبب سوء حالة الطلاب هو "عفونة نفسية ذاتية"، و"قلق اجتماعي".
وقد قُتلت آنا بوليتكوفسكايا، الصحافية التي انتقدت فلاديمير بوتين، والتي حققت في تسميم تلاميذ المدارس الشيشانية، عام 2007، بالتزامن مع عيد ميلاد بوتين.
وفي أفغانستان، يوم 6 سبتمبر (أيلول) 2016، أصيبت طالبات مدرسة للبنات في هرات بالتسمم بالغاز السام، وأعلنت طالبان على الفور مسؤوليتها عن هذا الهجوم الإرهابي البيولوجي. وبعد تنفيذ هذا الهجوم الكيماوي، أعلنت حركة طالبان أن الإسلام ضد تعليم الفتيات.
وفي وقت سابق، استخدم بشار الأسد، وصدام حسين، الأسلحة الكيماوية ضد شعبيهما. وكان علي حسن المجيد التكريتي، ابن عم صدام، مسؤولاً عن هذه الهجمات الكيماوية في العراق، وأصبح يعرف فيما بعد بـ"علي الكيماوي".
وفي حين أن الهجمات الكيماوية على المدارس الإيرانية مستمرة منذ أسابيع، فقد كان رد الفعل الوحيد للنظام الإيراني هو إرسال قوات قمع ضد مدارس الفتيات لقمع الأسر المحتجة على التسمم.
وفي إشارة إلى الدور البارز للطالبات والتلميذات في الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد نظام الجمهورية الإسلامية، يرى العديد من المواطنين أن التسمم المتسلسل للطالبات هو انتقام علي خامنئي من هذا الجيل.
وأشار مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي إلى أحد تصريحات علي خامنئي خلال انتفاضة الشعب، حيث قال خامنئي، في إشارة إلى المراهقين الذين نزلوا إلى الشوارع: "يمكن حل مشكلتهم من خلال معقابتهم".