مولوي عبدالحميد، مخاطبا نظام طهران: إذا لم تستطيعوا حل المشاكل فتنحوا
واصل زعيم أهل السنة في زاهدان، مولوي عبدالحميد، انتقاداته للنظام الإيراني، وطالب بتنحي سلطات النظام في طهران عن السلطة. فيما تشير التقارير الواردة من زاهدان إلى شن عناصر النظام الإيراني موجة اعتقالات واسعة للمواطنين.
ووجه عبدالحميد خطابه في صلاة الجمعة اليوم 24 فبراير (شباط)، إلى سلطات النظام، قائلا: "بدلا من اعتقال الشعب، وإلقاء القبض على المواطنين، أطلقوا سراحهم واستمعوا إلى مطالبهم، أو تنحوا لمن يستطيع حل مشاكل الناس".
وتزامنا مع تصريحات مولوي عبدالحميد، وردت تقارير عن انتشار أجواء أمنية في زاهدان وانقطاع للإنترنت لمنع البث المباشر لكلمة إمام أهل السنة.
وشدد على أنه لن يحدث تطور ما دام مسؤولو النظام لم يعترف بأخطائهم الماضية، وكرر مطالبه باستقالة المسؤولين، مشيرا إلى اقتباس من الخميني، المرشد السابق لإيران.
وقال مولوي عبدالحميد: "المسؤولون في كل مكان في العالم هكذا، يتنحون عن المسؤولية عندما لا يستطيعون فعل شيء. في كل مكان، يستقيل الرئيس ورئيس الوزراء ويتنحى كبار المسؤولين حتى يتمكن شخص آخر إصلاح الأوضاع". وأردف: "لكن مسؤولينا للأسف لا يعرفون التنحي".
كما انتقد عبدالحميد في جزء آخر من خطبته "الإسلام السياسي"، وقال: "الإسلام ليس شأنا سياسيا، ولا الدين كذلك. ولكن يجب أن تكون السياسة إسلامية، موضحا أن الحاكم في مثل هذه السياسة يختاره الشعب والحاكم لا يحدده الله".
وأكد على تقارب "السياسة الإسلامية" مع الديمقراطية وحقوق الإنسان. وأضاف أنه في مثل هذه السياسة لا يوجد انتزاع اعتراف قسري من المتهم، كما أن النظام القضائي له استقلاليته ويمكن للقاضي استدعاء الحاكم وحتى عزله.
وبحسب مقاطع الفيديو والتقارير الواردة على وسائل التواصل الاجتماعي، فقد خرج أهالي زاهدان في جمعة أخرى إلى الشوارع عقب الصلاة، ورفعوا شعارات ضد النظام الإيراني. ودخلت احتجاجات زاهدان اليوم الجمعة أسبوعها الحادي والعشرين على التوالي منذ جمعة زاهدان الدامية يوم 30 سبتمبر (أيلول) الماضي.
وانتقد عبدالحميد في خطبة اليوم ارتفاع أسعار اللحوم والدولار في إيران وحذر السلطات الإيرانية: "لا تتركوا الشعب الإيراني يموت جوعا".
وشدد على أن "المصالح الوطنية" أهم من أي شيء آخر، وقال: "قبل أن تقوموا بإطعام مناطق أخرى من العالم والدول قوموا بإطعام الشعب الإيراني وإشباعه قبل أن يضطر للتورط في الفساد والسرقة".
وفي الختام، دعا مولوي عبدالحميد المواطنين إلى "الاحتفاظ بهدوئهم"، وجاء ذلك وسط انتشار تقارير عن هيمنة الأجواء الأمنية المشددة حول مسجد مكي، وهو المكان الذي يلقي فيه عبدالحميد خطبه.
وقال إن "أمن المدينة وأمن المنطقة أمران حيويان بالنسبة لنا. وعلى الضباط الذين جاءوا اليوم أيضا التزام الهدوء وضبط النفس".
تأتي هذه الأجواء الأمنية في بلوشستان، بعدما أكد مسؤول بالشرطة الإيرانية، مساء أمس الخميس، مقتل المواطن إبراهيم ريكي، أحد المعتقلين في احتجاجات زاهدان، بعد إعادة اعتقاله في مركز الشرطة، ولكن قال إن مقتله نجم عن "تصرف شخصي".
وتعتبر بلوشستان، جنوب شرقي إيران، إحدى المحافظات التي شهدت أكبر عدد من الاحتجاجات ووقع فيها أكبر عدد من الضحايا خلال الانتفاضة الشعبية ضد النظام.