صحف إيران: ثورة 1979 لم تحقق مطالب الشعب والسوق الإيرانية لم تستفد إطلاقا من روسيا

تحل اليوم، الأول من فبراير (شباط)، في إيران ذكرى مجيء روح الله الخميني إلى إيران قبيل انتصار ثورة عام 1979، والتي خطت مرحلة جديدة في التاريخ الإيراني والمنطقة. لكن صحف اليوم لم تهتم كثيرا بهذه المناسبة، واكتفت بعضها بنشر صورة لخامنئي وهو بجوار قبر الخميني.

أما صحيفة "ستاره صبح" فقد اهتمت بالموضوع من زاوية مقصودة؛ إذ إنها نقلت كلام الخميني في بداية الثورة والوعود البراقة التي اقتطعها للشعب، وكذلك كثيرا من التصريحات التي يمكن تطبيقها على واقع إيران اليوم، حيث كان الخميني يقول آنذاك إن الشعب قد انتفض وأريقت دماء شبابه من أجل الحصول على الحرية، وأن البرلمان أوالحكومة التي لا تلبي رغبة المواطنين وتطلعاتهم لا تعد شرعية، وأن كبار السن ومن تجاوزت أعمارهم المائة عام لا يستطيعون أن يحددوا مصير الأجيال القادمة.

كل هذه التصريحات يحدث عكسها تماما اليوم في إيران؛ إذ إن الطاعنين في السن هم الذين يتحكمون بأمر البلاد، ودماء الشباب تراق في سبيل الحرية، والبرلمان والحكومة لا يحظيان بشعبية تذكر. ويبدو أن الصحيفة جاءت بهذه الكلمات لتنزلها بشكل غير مباشر على الواقع الذي تمر به إيران.

من الموضوعات التي حظيت باهتمام بعض الصحف هو الأزمة الإنسانية التي يواجهها مواطنو مدينة "خوي"، شمال غربي إيران، بعد الزلزال الأخير وعجز الحكومة عن توفير أساسيات الحياة الآمنة، ولفتت صحيفة "بيام ما" إلى حاجة المواطنين الماسة إلى الخبز والمستلزمات الطبية وأدوات التدفئة والبطانيات.

وحسب تجربة الزلازل والكوارث الطبيعية في السنوات القليلة الماضية، فإن المواطنين لا يثقون بالمسؤولين لتقديم المساعدات لهم، لكي يوصلوها لمن هم في حاجة لها، وفي المقابل يُقبلون على الشخصيات المستقلة وذات الشعبية لتوفر لهم احتياجاتهم.

لكن السلطات، وفي آخر خطوة لها، أغلقت حساب نجم كرة القدم الإيرانية، كريم باقري، بعد أن أعلن عن تقبله لتبرعات المواطنين لإيصالها إلى المتضررين من الزلازل الأخيرة في مدينة "خوي".

في شأن آخر اعترفت صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، بشكل ضمني بـ"مرض" النظام الإيراني، وذلك خلال هجومها على البرلماني الإصلاحي مسعود بزشكيان الذي يعد كذلك طبيب قلب ماهرا في البلاد، وكتبت مخاطبة إياه: "الدكتور بزشكيان هو طبيب يعرف جيدا أنه يجب مراعاة حال المريض عند ما يريد كتابة وصفة له"، متهمة بزشكيان بأنه يؤجج الوضع في إيران من خلال تصريحاته، وانتقاداته لسياسات النظام الحاكم.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"توسعه إيراني": مقاطعة شعبية واسعة في انتظار الانتخابات البرلمانية القادمة

تطرقت صحيفة "توسعه إيراني" في تقرير لها إلى الانتخابات البرلمانية القادمة في إيران، والتي من المقرر أن تعقد بعد عام تقريبا، وذكرت أن مقاطعة واسعة ستكون في انتظار تلك الانتخابات بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد.

وانتقدت الصحيفة مساعي بعض المسؤولين ونواب البرلمان الحاليين حيث يدأبون في العمل من أجل ضمان مقاعد لهم في البرلمان القادم، في الوقت الذي يعاني منه المواطنون من الفقر والحرمان.

وكتبت الصحيفة تعليقا على المقاطعة الشعبية الواسعة التي تنتظر الانتخابات البرلمانية القادمة، وقالت: "بغض النظر عما حدث بعد مقتل مهسا أميني، فإن القطع الواسع للإنترنت والإعدامات والأحكام القضائية المشددة والفوضى في الأسواق والعزلة الدولية التي تعيشها إيران، كل ذلك جعل الآمال في مشاركة شعبية في الانتخابات القادمة تتراجع بشكل كبير".

وكانت الانتخابات البرلمانية السابقة هي الأقل إقبالا من قبل الناخبين منذ بداية تأسيس نظام الجمهورية الإسلامية، لكن صحيفة "توسعه إيراني" توقعت أن تكون الانتخابات القادمة أسوأ بكثير من التي سبقتها.

"دنياي اقتصادي": غياب إيران عن خارطة الاقتصاد العالمي

قال رئيس مركز بحوث الغرفة التجارية الإيرانية، محمد قاسمي، في مقابلة مع صحيفة "دنياي اقتصادي" إن إيران غائبة عن خارطة التجارة الدولية، وإن وجود الاقتصاد الإيراني يساوي عدمه في التأثير على الاقتصاد العالمي، مؤكدا أن بنية الإنتاج في إيران لا يمكنها أن تنافس دولا مثل تركيا، مما يعني أن روسيا لن تكون مستعدة لتصبح البضاعة الإيرانية بديلا عن التركية، وأضاف: "العلاقة مع روسيا لم تنفع تجارتنا على الإطلاق".

وتابع قاسمي: "منذ الحرب العالمية الثانية لم تستطع أي دولة أن تحسن من اقتصادها إلا إذا دخلت مجال التجارة العالمية، أي إن شرط النمو الاقتصادي هو وجود تجارة دولية لبلد ما، كما أن شرط وجود تجارة دولية هو امتلاك سياسة نقدية وتجارية مناسبة، وتبني سياسة خارجية منسجمة مع التجارة الدولية".

هم ميهن": تضخم أكبر في انتظار الاقتصاد الإيراني

في شان اقتصادي آخر تطرقت صحيفة "هم ميهن" إلى فشل الحكومة في السيطرة على الحجم الكبير للسيولة، وقالت إن تحليل سياسات الحكومة والظروف الصعبة في مجال تصدير النفط جعلت التوقعات تسير نحو وجود تضخم أكبر في العام الإيراني القادم (يبدأ في 21 مارس/آذار المقبل).

ونوهت الصحيفة إلى أنه وبالرغم من كثرة وعود المسؤولين عن خفض نسب التضخم إلا أن الأرقام والإحصاءات تكشف عكس ذلك.

ونقلت الصحيفة كلام الخبير الاقتصادي، مرتضى افقه، الذي توقع أن يتخطى التضخم في العام القادم حاجز 50%، مؤكدا أن رئيس البنك المركزي الجديد لن يستطيع مقاومة التضخم والسيولة في البلاد.