تأزم العلاقات بين طهران وباكو بعد الهجوم المسلح على سفارة أذربيجان لدى إيران

انتقد مسؤولون أذريون السلطات الإيرانية بعد هجوم مسلح في طهران استهدف سفارة أذربيجان وخلّف قتيلا وجرحى بين أفراد أمن السفارة والعاملين فيها.

واتهمت باكو طهران بالتفريط في توفير الأمن اللازم لسفارتها مما ينذر بدخول علاقات البلدين مرحلة جديدة من التصعيد والتأزم.

وعقب الهجوم على سفارة أذربيجان، أعلنت باكو عن إطلاق "حملات ضد جمهورية أذربيجان" في إيران، كما غادر موظفو السفارة الإيرانية في باكو مكان عملهم بسرعة.

وأعلن البرلمان الأذربيجاني أن مسؤولية الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران تقع على عاتق إيران. وأضاف أنه وبعد إطلاق موجة من "الحملات الإعلامية ضد أذربيجان" في إيران، كان ينبغي اتخاذ تدابير وقائية ضد أي احتمال بالاعتداء على البعثات الدبلوماسية.

وقبل ذلك، كانت وزارة خارجية أذربيجان قد أكدت أنه على الرغم من التهديدات السابقة لسفارتها في طهران، فإن إيران لم تظهر اهتماما تجاه الطلبات المتعلقة بضرورة توفير أمن السفارة.

وأضافت وزارة الخارجية الأذربيجانية أن زيادة الحملات الدعائية ضدها في إيران شجعت منفذي الهجمات على المقرات الدبلوماسية لجمهورية أذربيجان.

واستدعت الخارجية الأذربيجانية سفير إيران لديها، عباس موسوي، على خلفية الهجوم المسلح الذي تعرضت له سفارتها في طهران. وأشارت إلى واجبات إيران بضمان أمن السفارات. وأكدت أن مثل هذه الهجمات على البعثات الدبلوماسية غير مقبولة.

ووصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الهجوم على السفارة الأذربيجانية في طهران بالعمل "الشنيع"، مضيفا أن "تركيا تقف دائما بجانب جمهورية أذربيجان كأشقاء".

وأدان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأوكرانية، أوليه نيكولينكو، الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران، كما قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا: "إننا صُدمنا" بسماع نبأ الهجوم.

وبعدما تصاعدت الانتقادات على أداء الشرطة الإيرانية بسبب عدم تدخل الشرطي في الهجوم، زعم رئيس شرطة طهران، حسين رحيمي، أن سبب عدم مواجهة شرطي السفارة للمهاجم المسلح هو أنه لم يكن يحمل سلاحا ناريا ولم يتحرك من مكانه بعد أن شاهد المهاجم وبيده كلاشينكوف وهو يدخل إلى مقر السفارة الأذربيجانية.

إلى ذلك، أكدت السلطة القضائية الإيرانية أن زوجة الشخص الذي هاجم السفارة الأذربيجانية من أذربيجان، وتحديدا من العاصمة باكو، مدعية كذلك أن زوجته وبمساعدة شخصين آخرين من أقربائها غادرت إلى أذربيجان قبل 10 أشهر ولم تعد.

وقال وزير الخارجية الإيرانية، حسين أميرعبداللهيان، خلال محادثاته مع نظيره الأذربيجاني، جيحون بايراموف، قال إنه "يجب أن لا نسمح" لموضوع الهجوم على سفارة أذربيجان في طهران بأن يضر "بالعلاقات بين البلدين".

من جهته أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، وحيد جلال زادة، أن موقف الرئيس الأذربيجاني إزاء الهجوم على السفارة موقف حكيم.

وكتب موقع "نورنيوز" المقرب من مجلس الأمن القومي في إيران، على "تويتر" أن الهجوم على سفارة جمهورية أذربيجان "لا ينبغي أن يضر بالعلاقات بين البلدين من خلال استنتاجات متسرعة. في ديسمبر (كانون الأول) 2016 اغتيل السفير الروسي في إسطنبول على يد عنصر أمني تركي، فماذا كانت المواقف وماذا كانت النتيجة؟".

تجدر الإشارة إلى أن التوتر بين طهران وباكو تصاعد في السنوات الأخيرة بسبب تصريحات مسؤولي الطرفين بعد اعتبارها تدخلا في الشؤون الداخلية لكلا البلدين.