الموت يلقي بظلاله على 3 محتجين في أصفهان وسط إيران.. وهتافات من خلف القضبان: أبرياء

"لم يكن معي سلاح.. ولم أطلق حتى مفرقعة".. "ضربوني وأرغموني على الإدلاء ببعض الأشياء في المحكمة"، "لا حيلة بيدي.. أحتاج إلى دعم".. هذه بعض أقوال المتظاهرين الإيرانيين الثلاثة المحكوم عليهم بالإعدام في قضية عرفت باسم "بيت أصفهان" والذين تتعرض حياتهم للخطر.

وقد حكم القضاء الإيراني في هذه القضية الغامضة على 3 مواطنين هم: صالح ميرهاشمي، ومجيد يعقوبي، وسعيد كاظمي، المتهمين الثلاثة من الصف الأول، وحكم عليهم بالإعدام بتهم مثل "الحرابة" بسبب مقتل 3 عناصر أمنية إيرانية.

كما حكم على أمير نصر آزاداني، لاعب فريق تراكتورسازي تبريز السابق، بالسجن 26 سنة بصفته المتهم الرابع في قضية "بيت أصفهان"، واتهم هذا اللاعب بـ"العضوية في التجمعات غير القانونية بهدف الإخلال بأمن البلاد"، و"التجمع والتواطؤ بهدف ارتكاب جرائم ضد الأمن"، و"المشاركة في الحرابة".

وعُقدت جلسات المحاكمة لهؤلاء المتظاهرين، الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا، خلف أبواب مغلقة ولم يتم نشر أي معلومات عنهم. لكنهم الآن يحاولون إيصال أصواتهم من السجن وربما يستخدمون فرصتهم الأخيرة لإثبات براءتهم والكشف عما حدث لهم في السجن.

صالح مير هاشمي.. لم يطلق مفرقعة واحدة

صالح ميرهاشمي هو بطل كاراتيه ومدرب كمال أجسام يبلغ من العمر 36 عامًا، وهو شاب بدأ للتو حياته الزوجية قبل بضعة أشهر من اعتقاله في قضية "بيت أصفهان".

وتشير التقارير التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" من المصادر المطلعة والمقربين لهذا الشاب المحكوم بالإعدام بأنه احتجز لمدة 40 يوما في الزنزانة الانفرادية ولم تكن أسرته على علم بأوضاعه.

وتلقت "إيران إنترناشيونال" تفاصيل من عمليات تعذيبه من أجل انتزاع اعترافات قسرية منه وتظهر هذه التقارير أنه تعرض في السجن للضرب المبرح مما أدى إلى تمزيق طبلة أذنه وكسر أسنانه.

وفي وقت سابق أيضا، قال عدد من الأشخاص الذين شاهدوا الشاب صالح في يوم المحاكمة، قالوا لـ"إيران إنترناشيونال" إن آثار التعذيب لا تزال ظاهرة على وجه وجسم ميرهاشمي.

ونفى أقارب صالح ميرهاشمي بشكل قاطع الاتهام بصلته بمنظمة مجاهدي خلق، وأكدوا أنهم انتزعوا اعترافًا من هذا الرياضي المسجون بتهديد زوجته ووالده. كما أشارت التقارير الواردة إلى أن عناصر الأمن الإيراني اقتحموا منزله عدة مرات، لكن لم يتمكنوا من العثور على أي دليل ضده.

وتلقت "إيران إنترناشيونال" ملفا صوتيا من محادثة صالح ميرهاشمي مع والدته من السجن، والذي يقول فيها إنه خلافا للاتهامات الواردة ضده، فإنه لم يحمل أسلحة ولم يطلق النار على أحد، وأكد أن اعترافاته تم انتزاعها بالتهديد والإجبار.

وقال ميرهاشمي لوالدته: "أتمنى لو كنت قد أطلقت مفرقعة نارية حتى. كان قلبي يتألم للأسر داخل السيارات. [في ليلة الحادث] كان هناك رجل عجوز كنت أساعده في المرور من الشارع".

مجيد كاظمي: ضربوني وأرغموني على اعترافات قسرية

والمتهم الثاني في قضية "بيت أصفهان" هو مجيد كاظمي، يبلغ من العمر 30 عامًا من مواليد عام 1993، كان يعمل في ثني النحاس قبل اعتقاله وكان لديه ورشة خاصة.

وقال أمير كاظمي، ابن عم مجيد الذي يعيش في ألمانيا، إن مجيد تم اعتقاله في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، مع شقيقه حسين كاظمي، وانقطعت أخباره لمدة 40 يوما عن والديه.

وعينت المحكمة محاميا لمجيد كاظمي ومنعته من اختيار محامٍ لنفسه خلال جلسات المحاكمة، ولكنه يتمتع حاليا بمحامٍ اختاره هو وقد احتج على حكم إعدامه.

وأضاف مجيد كاظمي، في ملف صوتي من داخل السجن، تلقته "إيران إنترناشيونال"، أنه أجبر على الإدلاء بشهادة ضد نفسه تحت التعذيب.

وأكد في الملف الصوتي: "لم تكن لدي أسلحة.. لقد ضربوني وقالوا السلاح لك، ثم قلت نعم إنه لي. ضربوني وأرغموني على إعادة بناء مشهد القتل. ثم ضربوني، وقالوا يجب عليك الإدلاء بهذه الأقوال في المحكمة. كنت تحت التعذيب دائما. ولكن لم تكن لي أسلحة ولم أفعل أي شيء".

وقال ابن عم مجيد لـ"إيران إنترناشيونال"، إن الأمن الإيراني ألقى القبض على شقيق مجيد، للضغط عليه وتم تهديده بتورط شقيقه في هذه القضية في حال رفض التعاون مع الضباط.

سعيد يعقوبي.. معيل والديه المسنين

سعيد يعقوبي المتهم في قضية "بيت أصفهان" يبلغ من العمر 37 عاما وهو آخر طفل في الأسرة. كان سعيد مسؤولاً عن رعاية والديه البالغين من العمر 80 عامًا، وتركت عائلته بمفردها بعد اعتقاله.

لم ترد معلومات كثيرة عن أوضاع هذا المتظاهر في السجن، لكنه على الأرجح أُجبر على الاعتراف ضد نفسه تحت التعذيب الشديد.

وقالت والدة سعيد يعقوبي في مقطع فيديو نُشر سابقا إن ابنها اعتقل في 18 نوفمبر بمحل عمله في محل عقارات وانقطعت أخباره عنها منذ أكثر من شهر.

وطالبت الوالدة في مقطع فيديو آخر نشره حساب "1500 صورة"، بالإفراج عن ابنها، وقالت إن سعيد "معيل الأسرة الوحيد".

اللاعب آزاداني: كونوا صوتي

يعتبر اللاعب السابق لنادي تراكتور لكرة القدم، أمير نصر آزاداني، وهو المتهم الخامس في قضية "بيت أصفهان"، يعتبر أشهر متهم في هذه القضية بسبب مهنته وكذلك الحملات الدولية التي أطلقها أشخاص بارزون ورياضيون أجانب ومحليون تضامنا مع هذا اللاعب الإيراني.

وفي هذه القضية التي حكم فيها على هذا اللاعب بالسجن 26 عاما، تناقضات كثيرة، كما نشرت وكالتا "فارس" و"تسنيم" التابعتان للحرس الثوري الإيراني، روايات مختلفة عن هذه القضية ولطالما غيرت تفاصيلها.

وجاء في التقارير الأولية أن مسلحين اثنين على دراجة نارية هاجما القوات الأمنية، ولكن لاحقا ذكر أن سائق سيارة بيجو ومسلحين على دراجة نارية، هاجموا الضباط بسلاح الكلاشينكوف وفتحوا النار عليهم.

وقال نصر آزاداني في هذا الملف الصوتي الذي تلقته "إيران إنترناشيونال" عبر عدة مصادر: "أرسلوا صوتي إلى رفاقي، أصدقائي في كرة القدم، حتى يعرفوا ما أنا فيه ويمكننا أن نكون معًا مرة أخرى يومًا ما".

وأكد أزاداني على براءته. وأضاف: "أنا بالتأكيد في حاجة إلى دعم لاعبي كرة القدم.. هذه أيام صعبة للغاية.. ليس بيدي حيلة".

وسبق أن احتج عدد من الرياضيين والروابط الرياضية الدولية على احتمال إعدام أمير نصر آزاداني، اللاعب السابق في فريق تراكتور لكرة القدم.

ونشرت الرابطة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين تغريدة أعربت فيها عن قلقها وأسفها من احتمال إعدام هذا اللاعب.