"شتاء قاس" في إيران.. إغلاق المدارس ومحطات الوقود وانقطاع الغاز

مع استمرار أزمة الطاقة في إيران، وبينما توقعت سلطات طهران "شتاء قاسيا" في أوروبا، لا تزال الدوائر والمدارس في مختلف المدن مغلقة.

ومن ناحية أخرى، حدث انقطاع للغاز المنزلي في المزيد من المدن، وهو ما يسبب مشاكل خطيرة للمواطنين.

بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائي وإغلاق بعض محطات الوقود بسبب نقص البنزين، وفي الوقت الذي تتفاقم فيه الأزمة يوما بعد يوم، تشير التوقعات إلى انقطاع الغاز المحلي في المزيد من المناطق الإيرانية هذا الأسبوع. كما أعلن وزير خارجية إيران، حسين أمير عبداللهيان، يوم الجمعة 13يناير (كانون الثاني)، في لقائه مع المسؤولين اللبنانيين، مرة أخرى، استعداد إيران لإرسال الوقود إلى لبنان، وقال إن إيران تصدر الغاز إلى العراق وبعض الدول.

ورد عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إيران على تصريحات أمير عبداللهيان وقالوا إن إيران تناشد لبنان قبول وقود إيران، بينما لا يوجد غاز في البرد والصقيع داخل إيران.

ويرى المواطنون الإيرانيون أن إرسال المحروقات إلى لبنان في وضع تواجه فيه إيران أزمة طاقة، بمثابة مغامرة من قبل النظام الإيراني ومحاولة منه لاسترضاء بعض الأطراف في المنطقة.

استمرار إغلاق المدارس والدوائر

إن نقص الغاز الذي تسبب الأيام الماضية في وضع أكثر من نصف المدن في حالة شبه مغلقة، استمر اليوم السبت 14 يناير (كانون الثاني). وفي طهران، بالإضافة إلى المدارس والمراكز التعليمية تم إغلاق المكاتب الحكومية والأجهزة التنفيذية في هذه المحافظة باستثناء البنوك.

كما تم إغلاق المكتبة الوطنية، في المساء، حتى إشعار آخر بسبب "ضرورة الاستهلاك الأمثل للطاقة".

وبعد أزمة الغاز، تم إغلاق الدوائر، والمنظمات، والمدارس، والجامعات، بقرار من سلطات المحافظات في مازندران، وأصفهان، وقزوين، وأذربيجان الشرقية، والبرز، وكيلان، وقم، وخراسان الجنوبية، وغيرها.

نقص البنزين في محطات الوقود

لم تقتصر أزمة نقص الطاقة على إغلاق المدارس والدوائر، ففي الأيام القليلة الماضية كانت هناك تقارير عن انقطاع الغاز في المنازل وانقطاع الكهرباء وإغلاق محطات الوقود.

على سبيل المثال، في طهران، أرسل بعض المواطنين مقاطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" وقالوا إن بعض محطات الوقود في هذه المدينة مغلقة أو تواجه أعطالًا.

وفي بابل بمحافظة مازندران، تسبب إغلاق محطات الوقود في مشاكل تزويد السيارات بالبنزين.

وقال أحد المشاهدين في مقطع فيديو أرسله إلى "إيران إنترناشيونال"، ساخراً من تحذيرات وتهديدات مسؤولي النظام الإيراني بشأن "الشتاء الصعب في أوروبا"، إنه في مساء أمس الجمعة 13 يناير (كانون الثاني) مع حلول فصل الشتاء، تم إغلاق محطات البنزين في بابل.

وفي الوقت نفسه، أعلنت شركة غاز كيلان أن محطات الغاز الطبيعي المضغوط "سي إن جي" في هذه المحافظة قد خرجت من الخدمة لتوفير استهلاك الغاز.

قطع الغاز والكهرباء في المنازل

وفي صباح اليوم السبت، تم قطع الغاز المنزلي عن 16000 مشترك في سبزوار بسبب انخفاض الضغط.

وكان قائمقام خواف قد أعلن أمس السبت، أنه بسبب انخفاض ضغط الغاز في محافظة خراسان رضوي، انقطع الغاز عن بعض منازل المواطنين.

كما أعلن قاسم مايلي رستمي، المدير التنفيذي لشركة مازندران للغاز، عن إمكانية قطع الغاز المنزلي للأفراد في 4 مدن بهذه المحافظة إذا استمر الاستهلاك في الزيادة.

وأرسل مواطنون من طهران مقطع فيديو إلى "إيران إنترناشيونال" للإعلان عن قطع الغاز المنزلي في بعض المناطق ، بما في ذلك المنطقة 17.

يأتي قطع الغاز المنزلي فيما أعلنت هيئة الأرصاد الجوية، اليوم السبت، أن درجة الحرارة الصغرى ستكون صفرًا وتحت الصفر في 27 محافظة في البلاد.

من ناحية أخرى، توقع بعض الخبراء أنه مع استمرار أزمة الطاقة، سينقطع الغاز المنزلي في المزيد من مناطق إيران هذا الأسبوع، وستشهد المحافظات الشمالية والشمالية الغربية من إيران هذه الأزمة على نطاق أوسع.

لكن رغم هذه الأزمة، طلب وزير النفط جواد أوجي من الأشخاص، على صفحته في "إنستغرام"، الإبلاغ عن "الجيران الذين يشتبه في أنهم يفرطون في استهلاك الغاز" أو "تحركات الأعداء لتعطيل شبكة الغاز" إلى وزارة المخابرات أو استخبارات الحرس الثوري الإيراني.

يذكر أن طاقة إنتاج واستخراج الغاز في إيران محدودة وتبلغ نحو 800 مليون متر مكعب في اليوم، منها نحو 650 مليون متر مكعب، بحسب وزارة الطاقة، تستهلك في القطاعات المحلية والتجارية والإدارية. لكن هذه البيانات تغيرت كثيرًا في سنوات مختلفة وتتعارض مع بيانات منظمة الطاقة العالمية.

وفي هذا السياق، تقول منظمة الطاقة العالمية إن أقل من 40 في المائة من الغاز الإيراني يُستهلك في القطاع المنزلي، لكن النظام الإيراني يحاول إلقاء اللوم على القطاع المنزلي في نقص الغاز.