بسبب انتقاداته.. إعلام النظام الإيراني يهاجم زعيم السنة ويصف مسجده بـ"مقر الفتنة"

هاجمت صحيفة "إيران" الحكومية خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان، عبد الحميد إسماعيل زهي، متهمةً إياه بالتحريض على "الشغب" خلال احتجاجات الشعب الإيراني، قائلةً إنه بكلماته "المثيرة للشقاق"، يلعب دور "تخريب الأمن والوحدة الوطنية".

وفي مقال نشر اليوم السبت 14 يناير (كانون الثاني)، تحت عنوان "الجهاز الإعلامي لوكالة المخابرات الأميركية يستغل عبد الحميد"، هاجمت صحيفة "إيران" عبد الحميد إسماعيل زهي بسبب مواقفه الانتقادية للنظام ودعمه للانتفاضة الشعبية.

وذكرت هذه الصحيفة في جزء من مقالها: "بينما يسود السلام في جميع أنحاء البلاد، ونفد محتوى الإعلام المناهض للثورة والمناهض لإيران، تحاول حركة عبد الحميد إسماعيل زهي الحفاظ على مسجد زاهدان باعتباره المقر الرئيسي للفتنة والشغب وانعدام الأمن وتستمر في دورها التخريبي في كل مرة من خلال تحريض الشباب والتحرك إلى جانب أعداء الشعب الإيراني".

وفي الأسبوع الماضي، شبّه محمد جواد لاريجاني، أحد الشخصيات السياسية في إيران، مسجد مكي زاهدان بـ"مسجد ضرار" ودعا ضمنًا إلى تدمير "مكان المؤامرة الذي تخرج منه الكلمات النتنة".

وقال لاريجاني: "كان من الصعب جدًا على نبي الإسلام أن يهدم مسجدا ضرارا، لكن المسجد بناه بعض الناس لنشر الأفكار المنحرفة وأمر النبي بهدم ذلك المسجد".

وبعد جمعة زاهدان الدامية في 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، أيد عبد الحميد إسماعيل زهي، مرارًا، انتفاضة الشعب ضد نظام الجمهورية الإسلامية، وحمل علي خامنئي مسؤولية قتل أهالي زاهدان، وطالب بإلغاء أحكام الإعدام والحرابة للمتظاهرين.

يذكر أن الخطب الانتقادية خلال صلاة الجمعة في زاهدان بعد الـ30 من سبتمبر الماضي أصبحت جزءاً من المظاهرات الأسبوعية الثابتة لأهالي زاهدان، والتي تقام بعد الصلاة، واشتهرت بأيام الجمعة الاحتجاجية في هذه المدينة.

كما بدأت منذ ذلك الحين هجمات المسؤولين والشخصيات ووسائل الإعلام التابعة للنظام على عبد الحميد إسماعيل زهي.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قدمت مجموعة الهاكرز "بلاك ريوارد" ملفًا صوتيًا إلى "إيران إنترناشيونال"، أظهر أن النظام الإيراني وضع خطة تشويه سمعة عبد الحميد إسماعيل زهي على جدول أعماله منذ بداية الاحتجاجات في إيران.

وبحسب الملف الصوتي الذي تم الحصول عليه من اختراق وكالة أنباء "فارس"، فإن قاسم قريشي، مساعد رئيس تنظيم الباسيج، قال إن مصطفى محامي، ممثل خامنئي في بلوشستان وهيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، قدم تقريرًا عن مجزرة زاهدان إلى مكتب خامنئي، وهو بدوره أعطى الأوامر رداً على هذه التقارير.

وبحسب ما قاله قريشي، فقد طالب خامنئي، ردًا على هذا التقرير، بتوجيه "توبيخ" إلى مولوي عبد الحميد.

وقال قريشي أيضا: "كنا مخطئين فيما يتعلق بمولوي عبد الحميد. في بداية الثورة قضينا على الإقطاعيين في تلك المنطقة وعملنا على تضخيم عبد الحميد. لا أحد يعتبر هؤلاء بشراً".

كما قال إنه بعد 22 مايو (أيار) 1997، أولى مسؤولو حكومة خاتمي الكثير من الاهتمام لمولوي عبد الحميد وعززوه.

وفي هذا الاجتماع، المتعلق بلقاء مجموعة من مديري وسائل الإعلام التابعة للنظام مع قاسم قريشي، مساعد منظمة الباسيج، اقترح مديرو وسائل الإعلام أن يتم نشر كلام مولوي عبد الحميد ضد حقوق المرأة وأن معظم التمييز ضد المرأة يأتي من السنة، ويتم تطبيقه في بلوشستان.

لكن رغم الضغوط والتهديدات الأمنية، واصل خطيب جمعة أهل السنة في زاهدان تصريحاته الانتقادية.

وقد سخر مولوي، يوم أمس الجمعة (13 يناير)، من كلام علي خامنئي عن دور المداحين الدينيين في "المعارك الحساسة"، قائلاً إن مشاكل البلاد لا يمكن حلها بالمدح والمواعظ، ويجب الاستعانة بالنخب والخبراء.