بعد القمع الرقمي.. إيران على رأس قائمة الدول التي تشهد "مرورا ضارا" على الإنترنت

تظهر التقارير الإحصائية التي نشرتها شركة "كلودفلر" للخدمات السحابية أن إيران على رأس قائمة البلدان التي تشهد "مرورا ضارا" على الشبكة العنكبوتية بالتزامن مع القيود الشديدة على الإنترنت في البلاد إثر مقتل مهسا أميني.

وفي تعريفات الإنترنت، عندما تتم زيارة موقع ويب أو تطبيق بواسطة غير بشرية، يتم تصنيف حركة المرور الضارة على أنها "روبوت" أو حركة مرور آلية.

ووفقًا لتقرير شركة "كلودفلر"، فمنذ نهاية سبتمبر (أيلول) 2022، زاد المرور الضار على شبكة الإنترنت في إيران بشكل غير طبيعي. ووصلت هذه الزيادة إلى ذروتها يوم 26 أكتوبر (تشرين الأول) عندما تم تحويل 95 في المائة من إجمالي حركة المرور في البلاد إلى مرور ضار.

وترى "كلودفلر" حاليًا أن أكثر من 83 في المائة من حركة الإنترنت في إيران من النوع الضار.

وقد تم إنشاء بعض هذه الروبوتات لتقديم خدمات للمستخدمين. على سبيل المثال، يستخدم "غوغل" برنامج الروبوت الخاص به للزحف إلى الويب وجمع البيانات من مواقع الويب.

ومن ناحية أخرى، يتم إنشاء العديد من هذه الروبوتات بهدف إتلاف مواقع الويب وخدمات الإنترنت.

وتشير الإحصاءات المنشورة إلى أن ثلث حركة الإنترنت، خاصة بالروبوتات. وجزء كبير من هذا الحجم هو برامج الروبوت الخبيثة.

ويعتقد بعض الخبراء أن سبب احتلال إيران المرتبة الأولى في قائمة حركة المرور الضارة على الإنترنت هو أن المواطنين يستخدمون أدوات غير آمنة لتجاوز الحجب.

ويعد تزامن صعود إيران في هذه القائمة مع بداية القمع الرقمي في البلاد، أحد أسباب هذه الفرضية.

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) 2019، تم نشر تقرير من قبل شركة تقدم الخدمات السحابية في إيران، أظهر أن مصدر بعض أكبر هجمات رفض الخدمة الموزعة (DDoS) ضد المواقع المحلية هي لوكلاء مستخدمي "تلغرام"، والمعروفة باسم MTProxy.

ووفقًا لبيانات شركة "data.ai"، التي تجمع إحصاءات التطبيقات في متاجر الهواتف المحمولة، فإن أكثر من 80 في المائة من قائمة أفضل 100 تطبيق لمتجر "غوغل" في إيران تقوم بحجب أدوات رفع الحجب. ولا تتمتع بعض هذه الأدوات بأي دعم محدد من حيث المصداقية أو طريقة تقديم الخدمة، ويمكن أن تتسبب هذه المشكلة في إساءة استخدام الأجهزة المحمولة أو أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالأشخاص لتنفيذ عمليات الإنترنت الضارة.

وبعد مرور أكثر من 3 أشهر على بداية الانتفاضة الشعبية في إيران، فرضت سلطات النظام الإيراني أشد القيود على شبكة الإنترنت في البلاد. كما أن حجب منصات مثل "إنستغرام" و"واتساب" لعشرات الملايين من المستخدمين الإيرانيين جعل الناس يبحثون عن طرق للهروب من سجن شبكة المعلومات المحلية.

وقبل ذلك، قال أبو الحسن فيروزآبادي، رئيس المركز الوطني للفضاء السيبراني، إن 80 في المائة من الناس يستخدمون تطبيقات أجنبية فيما بينهم، لكن الحكومة حجبت الآن جميع هذه القنوات الاتصالية.

وتُظهر إحصائيات "كلودفلر" أن حركة الإنترنت في إيران انخفضت يوم 26 نوفمبر بنسبة 30 في المائة، مقارنة ببداية عام 2022. وفي الوقت نفسه، يُظهر المتوسط العالمي لحركة المرور على الإنترنت في عام 2022 نموًا بنحو 23 في المائة.

وبالإضافة إلى الأشخاص، فإن الحجب والقيود الشديدة على الإنترنت تتسبب أيضًا في ملايين الدولارات من الخسائر اليومية للنظام الإيراني؛ وهي مشكلة أدت إلى غضب جميع مشغلي الهواتف المحمولة في البلاد.

وعلى الرغم من ذلك، كان رد فعل وزارة الاتصالات، باعتبارها المؤسسة المسؤولة عن إنشاء الإنترنت في البلاد، قد ركزت فقط على الخدمات المحلية، مما أجبر المواطنين على الانتقال إلى الخدمات الخاضعة لسيطرة النظام.