بعد قصف أحزاب كردستان العراق.. الخارجية الإيرانية: أهدافنا المقبلة "مناطق مزدحمة بالسكان"
استهدف الحرس الثوري مواقع الأحزاب الكردية في إقليم كردستان العراق بهجوم صاروخي. وفي الوقت نفسه، هدد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية بأن هجمات الحرس الثوري القادمة ستكون على المدن والقرى والمناطق السكنية في هذه المنطقة.
وكان أول رد فعل رسمي لسلطات النظام الإيراني على هذه الهجمات من ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة خارجية إيران، الذي قال إن الهجمات المقبلة ستستهدف "المناطق المزدحمة بالسكان" في كردستان العراق.
وأضاف كنعاني أن منطقة بكرجو في السليمانية وقرية توبوز آباد من المناطق التي يسكنها مواطنون عاديون و"سنستهدفها بالتأكيد في العمليات القادمة".
وهدد أهالي هذه المناطق بأنهم إذا أرادوا استتباب أمنهم فعليهم نبذ هؤلاء "الإرهابيين".
تأتي هذه التهديدات بينما أسفرت الجولة الجديدة من هذه الهجمات، بحسب ما قاله وزير الصحة في إقليم كردستان، سامان برزنجي، عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 8 أشخاص بجروح.
وفي معرض إدانته لهذا الهجوم، وصف رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، الضحايا بـ"الشهداء" وأكد أن هجوم الحرس الثوري الإيراني اليوم يعد انتهاكًا لسيادة العراق وإقليم كردستان.
هذا وأعلن مسؤول العلاقات في الحزب الديمقراطي، محمد صالح قادري، في مقابلة مع "إيران إنترناشيونال" عن تعرض عدة نقاط أخرى حول هذا المخيم لهجمات بالصواريخ.
ومن ناحية أخرى، ندد رئيس وزراء إقليم كردستان بالهجمات الجديدة للحرس الثوري الإيراني ووصفها بأنها "انتهاك واضح للسيادة الوطنية لإقليم كردستان وأراضي العراق".
وفي إشارة إلى الاحتجاجات والاضطرابات، قالت وزارة التعليم العالي في كردستان العراق إن الوزارة تتابع عن كثب أوضاع طلابها في إيران.
وأفادت الأنباء بأنه عقب هذه الهجمات، تعرضت معسكرات حزب كومله في السليمانية لهجمات صاروخية.
وفي الوقت نفسه، ندد مكتب الأمم المتحدة في العراق بـ"الهجمات الصاروخية والطائرات المسيرة الإيرانية المتكررة على إقليم كردستان" ووصفها بأنها انتهاك للسيادة العراقية. وحذر: "لا ينبغي استخدام العراق ساحة لتصفية الحسابات ويجب مراعاة سلامته الإقليمية".
يذكر أن الهجمات التي أكدتها وكالة أنباء "فارس" التابعة للحرس الثوري الإيراني تمت بصواريخ وطائرات مسيرة.
وكان الحرس الثوري قد استهدف، منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، مواقع ومعسكرات الأحزاب الكردية الإيرانية في إقليم كردستان العراق عدة مرات بالصواريخ والطائرات المسيرة الانتحارية.
وقد بدأت قوات الحرس الثوري الإيراني هجماتها، يوم السبت 24 سبتمبر الماضي، رداً على انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الجمهورية الإسلامية، والتي بدأت بدعوة الأحزاب الكردية لإضراب المدن الكردية في إيران.
وأسفرت الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 17 شخصًا، بينهم نساء وأطفال، وإصابة عشرات آخرين. كما أشارت التقارير إلى أنه خلال هذه الهجمات، استهدف الحرس الثوري الإيراني إحدى المدارس.
واستمرت هذه الهجمات رغم تحذير الولايات المتحدة والأمم المتحدة.
وأدانت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها "بشدة" الهجمات "المخزية" للحرس الثوري الإيراني في إقليم كردستان، وقالت: "هذه الهجمات انتهاك غير مبرر لسيادة العراق وسلامته الإقليمية".
وفي الوقت نفسه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن قلقه من قصف إقليم كردستان العراق، بما في ذلك قصف مناطق مدنية، ودعا إلى وقف التصعيد الفوري واحترام سيادة العراق وسلامة أراضيه ومبدأ حسن الجوار.