إيران: الأمن يهرب أمام المتظاهرين.. والملالي دون عمائم.. والمحققون: لا نفهم هؤلاء المحتجين

انطلقت اليوم الأحد 6 نوفمبر (تشرين الثاني) المظاهرات الاحتجاجية في عدد من مدن إيران على مدار اليوم. ويبدو أن النظام ضاق ذرعا بالمحتجين لدرجة أن 227 عضوا بالبرلمان الإيراني أصدروا بيانا اتهموا فيه المتظاهرين بـ"الحرابة"، وطالبوا القضاء بإعدامهم.

وكانت الأنباء الواردة من مدينة مريوان بإقليم كردستان قد أفادت بأن سكان هذه المدينة تجمعوا اليوم الأحد 6 نوفمبر (تشرين الثاني) في شارع مردوخ بهذه المدينة، ورددوا هتاف "الموت لخامنئي"، قبل أن يطلق عناصر الأمن النار على المتظاهرين.

كما تشير الصور المرسلة، اليوم الأحد، إلى أن أصحاب المحلات التجارية في مدينة مريوان دخلوا في إضراب عام وأن المحلات التجارية في هذه المدينة مغلقة.

وفي حي صادقية بطهران اندلعت مظاهرات مسائية بهتافات ضد المرشد علي خامنئي.

وفي حدث لافت تم إضرام النار في بوابة مقر الباسيج في الأهواز. وفي أصفهان انتشر مقطع فيديو لأحد عناصر الباسيج وهو يهرب أمام طلاب جامعة أصفهان.

وفي سياق مواز، نقل وزير التراث الثقافي الإيراني، عزت الله ضرغامي، عمن وصفه بأنه "المحقق الرئيسي للمعتقلين تحت عشرين عاما"، وقال المحقق: "لقد قضيت عمري في استجواب شخصيات سياسية كبيرة، لكن هذه الأيام أقوم بأصعب عمليات استجواب في حياتي، حيث لا أفهم ما يقولون، ولا يفهمون ما أقول".

وأشار المساعد السياسي في مكتب علي خامنئي للتوجيه السياسي والعقائدي، رسول سنائي راد، في برنامج تلفزيوني مساء أمس السبت، إلى استمرار الاحتجاجات في إيران، قائلا إن "النظام لم يسقط، لكننا تلقينا ضربة".

وأضاف: "إننا اليوم نواجه ظاهرة اجتماعية متعددة الأبعاد ومتعددة الطبقات... كان لدينا بعض الإهمال. بما في ذلك خلال عصر كورونا والاستخدام المفرط للفضاء السيبراني من قبل الشباب والمراهقين".

وفي حي "هفت حوض" بطهران انتفض المحتجون ورددوا هتافات مناهضة للنظام، وطالبوا بالتضامن في الاحتجاجات، بالقول: "كردستان إلى زاهدان روحي فداء لإيران".

ومع انتشار ظاهرة إسقاط عمامة رجال الدين التابعين للنظام في شوارع إيران، انتشر اليوم على وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو لرجل دين إيراني يسير في الشارع دون عمامته خشية إسقاطها بيد المحتجين.

وفي الجامعات الإيرانية، أعلن طلاب جامعة كيلان، شمالي إيران، اليوم الأحد، في رسالة موجهة إلى أساتذة الجامعة: "نتمنى أن يبقى فيكم شيء من الإنسانية والشرف وأن تفضلوا الشرف على المصالح وأن تخرجوا عن صمتكم".

كما تجمع طلاب جامعة أرومية للتكنولوجيا، شمال غربي إيران، وهم يرددون هتافات "عار عليك أيها الباسيجي. ارحل من الجامعة"، و"يجب إطلاق سراح الطلاب السجناء".

تأتي هذه الاحتجاجات بعد دفن جثمان نسرين قادري، فجر اليوم الأحد، في مدينة مريوان، دون مشيعين بضغط من الأجهزة الأمنية. وكانت قادري قد دخلت في غيبوبة، قبل يومين، في طهران بسبب ضربات متعددة بالهراوات من قبل القوات الأمنية وتوفيت الليلة الماضية.

هجوم على مقر عسكري في ماهشهر

وفي سياق متصل، قالت العلاقات العامة لفيلق ولي عصر بمحافظة خوزستان، جنوب غربي إيران، إن اثنين كانا يستقلان دراجة نارية "هاجموا" مقرًا عسكريًا في مدينة ماهشهر (معشور) بمحافظة خوزستان، وبعد إطلاق القوات الحكومية النار عليهم، "قتل أحدهم وتمكن الثاني من الفرار".

وفي الوقت نفسه، زعمت وكالة "فارس" للأنباء، اليوم الأحد، اعتقال عدد من الأشخاص، بحسب هذه الوكالة، "كانوا يخططون لاغتيال بعض الشخصيات العربية في خوزستان".

ودون أن تنشر وكالة "فارس" وثائق أو صورًا لادعاءاتها، زعمت وكالة الأنباء التابعة للحرس الثوري الإيراني أن هؤلاء الأشخاص شكلوا "فريقًا" بـ"دعم وتوجيه دولة أوروبية" وأن هذا "الفريق" دمره جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني قبل اتخاذ أي إجراءات ضد الأمن".