صحف إيران: موسكو حريصة على توريط طهران في أوكرانيا وواشنطن تنفي طلبها إحياء الاتفاق النووي

إيران أمام يوم آخر من أيام المظاهرات الحاشدة بعد دعوات كثيرة أطلقها ناشطون ومواطنون إيرانيون لتنظيم مظاهرات اليوم، الأربعاء 26 أكتوبر (تشرين الأول)،بالتزامن مع "أربعينية" مهسا أميني التي قتلت على يد الشرطة الإيرانية بعد أن احتجزتها واقتادتها إلى أحد مراكزها بتهمة "الحجاب السيء".

وبالرغم من كثرة هذه الدعوات والأخبار حول الاحتجاجات إلا أن الصحف اليومية تحاول بشكل ملحوظ تجاهل ما يجري في البلاد، وتكتفي بتحليلات حول أسباب الاحتجاجات وطرق الخروج من الأزمة، كما فعلت صحيفة "مردم سالاري" و"آرمان امروز"، حيث نقلت كلام الخبراء والمختصين الذين أكدوا على ضرورة إيجاد حلول هيكلية ومعالجة جذرية للأزمة الحالية، منتقدين أساليب الحكومة التي تعطي عناوين خاطئة في محاولتها التعامل مع الموضوع.

أما الصحف المقربة من أروقة الحكم فهي لها أسلوبها الذي بات معروفا في هذا الموضوع، إذ تعتمد طريقة التشويه وإنكار الواقع، فهي تنكر تارة حدوث احتجاجات بهذا الحجم في البلاد، وتتهم الدول الأخرى بافتعال هذه الاحتجاجات والتحريض عليها.

فصحيفة "كيهان"، القريبة من المرشد، تلجأ إلى أسلوب طريف في بعض الأحيان وهو التركيز على الأزمات الاقتصادية والسياسية في أوروبا أو أميركا.

وفي آخر عناوينها التي تخصص لها صفحتها الأولى في العادة كما فعلت اليوم عنونت بالقول: "رعب قادة أوروبا من فوران غضب الناس"، متجاهلة حجم الغضب المتزايد في إيران تجاه النظام الذي يتعمد إنكار ما يجري في داخل البلاد، ويوعز لوسائل إعلامه بالتركيز على قضايا الخارج أو القضايا التي لا تشكل أولوية بالنسبة للمواطن الإيراني.

في موضوع آخر زعمت وسائل إعلام وصحف إيران في الأيام القليلة الماضية أن الولايات المتحدة الأميركية بعثت برسائل سرية لطهران من أجل التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي، لكن يبدو أن هذه الأخبار كاذبة ولا صحة لها من الأساس، وقد جاء بها وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، إذ ادعا قبل أيام بأن إيران قد تلقت منذ أيام رسالة من الولايات المتحدة تطالب فيها بالاستعجال في التوصل إلى اتفاق في أقرب وقت ممكن.

ونفى المتحدث باسم الخارجية الأميركية في تصريح صحافي هذه الأخبار، وقال: "بالتأكيد لم يكن هناك مثل هذه الرسالة لإيران"، مضيفا: "رسالتنا الوحيدة هي أوقفوا قتل شعبكم وأوقفوا إرسال أسلحة إلى روسيا".

وفي تغطية صحف اليوم أشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى هذا الموضوع، وعنونت في مانشيت اليوم: "نفي واشنطن لإرسال رسائل إلى إيران".

في شأن آخر ادعت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن إيران قد اقترحت على أوكرانيا تشكيل لجنة مشتركة لدراسة مزاعم استخدام الطائرات المسيرة الإيرانية في الحرب ضد أوكرانيا، لكن الأوروبيين يرفضون تشكيل هذه اللجنة، ويصرون على نقل الملف إلى مجلس الأمن الدولي.

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"آرمان ملي": الاحتجاجات الأخيرة هي "تمرد المطرودين"

أشار الخبير الاجتماعي، عماد أفروغ، إلى الاحتجاجات المستمرة في إيران منذ أسابيع، واعتبر أنها تمرد لمن أسماهم "المطرودين" على الصعيد السياسي والاجتماعي والثقافي، معتقدا أن هؤلاء المطرودين (المهمشين- المقصيين) شكلوا نواة هذه الاحتجاجات في إيران، وشدد على أن الطريق الوحيد للخروج من الوضع الحالي يتم عبر القيام بإصلاحات جذرية، وإنهاء أشكال "الطرد" الذي تتعرض له فئات كثيرة في المجتمع الإيراني.

وذكر أفروغ، كما جاء في صحيفة "آرمان ملي"، أن النظام الإيراني يشكو من فقدان العدالة الاقتصادية حيث تحتكر أطراف بعينها الامتيازات الاقتصادية، وتحرم أكثرية الشعب من ذلك.

كما رحب الكاتب بامتداد الاحتجاجات الشعبية في إيران إلى الجامعات، وقال إن انخراط الجامعات في هذا الحراك يمكن أن يقود إلى "انتفاضة طلابية" تؤدي رسالة فاعلة، ويكون العلم بذلك مؤثرا في السياسة والاقتصاد بدل أن يؤثر هذان العاملان على العلم والجامعة.

وأضاف أفروغ أن الاحتجاجات الأخيرة لا تعتبر "انتفاضة اجتماعية" بل هي "غضب الشارع" و"تمرد المطرودين"، ولو أرادت هذه الاحتجاجات أن تتحول إلى انتفاضة فيجب عليها أن تمتلك قيادة وتنظيما وانسجاما إيديولوجيا.

"ستاره صبح": أسباب رغبة روسيا في توريط إيران في حربها ضد أوكرانيا

في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ستاره صبح" قال الخبير العسكري حسين علائي إن روسيا تتعمد توريط إيران في حربها ضد أوكرانيا لأسباب عدة، منها أن لا تكون وحيدة في الساحة، وأيضا لكي تتحمل طهران جزءا من الضغوط الغربية، وكذلك لتحصل روسيا على ضمان بعدم حلحلة موضوع إيران النووي، وبالتالي استخدامه كورقة ضغط على الأطراف الأخر، وأخيرا- يضيف الكاتب- أن روسيا سعت إلى إقحام إيران في الحرب ضد أوكرانيا لكي تضمن تأثيرها على السياسات الإيرانية الخارجية مستقبلا.

"جوان": رسالة مشتركة لإيران وروسيا إلى مجلس الأمن حول الطائرات المسيرة

نقلت صحيفة "جوان" الأصولية عن "مصدر مطلع" قوله إن روسيا وإيران بعثتا بشكل مشترك رسالة إلى مجلس الأمن الدولي اعتبرتا فيها أن طرح موضوع الطائرات الإيرانية المسيرة في المجلس "غير قانوني".

وأضافت الحصيفة أن طهران أكدت أكثر من مرة أن موضوع حظر الأسلحة المفروض على إيران بموجب قرار مجلس الأمن رقم 2231 قد انتهى منذ فترة، وفي الأساس فإن موضوع الطائرات المسيرة لا علاقة له بهذا القرار، حسب ادعاء الصحيفة.

واستبعدت الصحيفة المقربة من الحرس الثوري أن تنجح محاولات نقل الملف إلى مجلس الأمن، وقالت: "حتى لو وصل الملف إلى مجلس الأمن فمن المستبعد أن ينجح بسبب الفيتو الروسي".