اختراق الإعلام الرسمي.. وشعبية الإعلام المناوئ لطهران.. وتحذيرات حكومية من وسائل التواصل
لا تزال أصداء الاحتجاجات تتردد في صحف إيران اليومية بشكل كبير، رغم ادعاء الصحف الموالية للحكومة بانحسار هذه الاحتجاجات وتراجع حدتها، خلافا لما تظهر الصور والمقاطع المنتشرة من مختلف المدن والمحافظات الإيرانية.
صحيفة "كيهان" على سبيل المثال عنونت في مانشيت اليوم الاثنين 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بالخط العريض: "خطة الأعداء فشلت.. مطلب الشعب معاقبة الأشرار المجرمين"، وهي بطبيعة الحال تقصد بالأشرار المجرمين المتظاهرين والمحتجين في الأسابيع الماضية.
كما علقت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" على تهديد وزارة الداخلية الإيرانية وتوعدها المحتجين في الأيام القادمة وعنونت بالخط العريض: "أحكام رادعة في انتظارالمعتقلين الجدد"، وكان مساعد وزير الداخلية الإيراني للشؤون الأمنية، مجيد مير أحمدي، عبر في تصريحات له عن غضب النظام من عدم توقف الاحتجاجات، وهدد المتظاهرين بالقول: "من الآن فصاعدا لن يتم الإفراج عن المعتقلين حتى تتم محاكمتهم، وستتم المحاكمات بسرعة، وستصدر بحقهم أحكام حازمة ورادعة".
فيما أشارت صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة إلى عدد قتلى قوات الباسيج وقوات الأمن في الاحتجاجات الجارية ناشرة صورة كبيرة تشمل 24 شخصا من هؤلاء الضباط والمنتمين إلى قوات الباسيج التي تعمل بجانب قوات الأمن لقمع الاحتجاجات.
وعلقت بعض الصحف مثل "آفتاب يزد"، و"أترك"، على حادثة اختراق القناة الإيرانية الأولى ونشر مقطع قصير داعم للاحتجاجات ومهاجم للمرشد خامنئي.
وتساءلت الصحيفتان عما إذا كان هذا الاختراق فعلا قد تم عبر هجوم سيبراني أم كان عملية تخريب من داخل المؤسسة الإعلامية، فيما عنونت "آرمان امروز" في مانشيت اليوم وكتبت: "العملاء المندسون المتهمون الرئيسيون في حادثة اختراق القناة الأولى".
وفي شأن متصل بالاحتجاجات ومواقف الفنانين والممثلين والشخصيات المشهورة من هذه الاحتجاجات أشارت بعض الصحف إلى قيام السلطات في مطار "الإمام الخميني" بطهران بمصادرة جواز سفر المطرب الإيراني الشهير، همايون شجريان، بعد عودته إلى إيران وذلك لدعمه الاحتجاجات وموقفه المساند للمتظاهرين.
ويمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"کیهان": اخرجوا إلى الشوارع واستمتعوا بالأمن الذي جلبته لكم "الجمهورية الإسلامية"
في مقال يصلح أن يكون مزحة ونكتة في تقرير صحف اليوم، ادعت صحيفة "كيهان" المقربة من المرشد خامنئي أنه لا توجد أي اضطرابات أو أحداث ذات أهمية في إيران، ودعت في المقابل المواطنين الإيرانيين إلى الاستمتاع بالأمن والاستقرار اللذين وفرهما النظام الإيراني للإيرانيين.
وجاء في مقال الصحيفة بقلم محمد عماد أعرابي: "اتركوا هواتفكم المحمولة جانبا وخذوا جولة خارج البيت واستمتعوا بالأمن والأمان الذي جلبته لكم الجمهورية الإسلامية في أكثر مناطق العالم اضطرابا، وتأكدوا أنه لا شيء يحدث على أرض الواقع".
واتهم كاتب الصحيفة وسائل التواصل الاجتماعي بتأجيج الأحداث في إيران وشكك في صحة أن يكون هذا التعاطف العالمي مع قضية مهسا أميني التي قتلت في مركز للشرطة الإيرانية، وأثار موتها الاحتجاجات الجارية في إيران، حقيقيا، مدعيا أن ذلك من صناعة أعداء إيران الدوليين.
"ستاره صبح": الجمهور الغاضب من الأوضاع في إيران لا يقتصر على المشاركين في الاحتجاجات
حاولت بعض الصحف المعتدلة مثل "ستاره صبح" استجلاء الأسباب الحقيقية وراء الأحداث التي تشهدها إيران هذه الأيام وتساءلت عن سبب زيادة غضب الناس وأكدت أن ذلك يأتي نتيجة للإهمال المستمر والتجاهل الدائم لمطالب المواطنين وتطلعاتهم.
وأجرت الصحيفة مقابلة مع المدير العام لمؤسسة "إيسبا" لدراسة الرأي العام الإيراني، مهدي رفيعي بهابادي، حيث قال للصحيفة إن إيران شهدت في السنوات الخمس الماضية 3 موجات كبيرة من الاحتجاجات وكل مرة يتم إنهاء الاحتجاجات لكن ذلك لا يعني أن "الاستياء من الحكومة" قد انخفض أو زال بل إنه يتراكم ويعبر عن نفسه في المرات القادمة بشكل أكبر، لهذا نرى كل احتجاجات تكون أوسع وأشد عنفا من الاحتجاجات السابقة.
كما لفت رفيعي بهابادي إلى أنه لا ينبغي أن نتصور أن نسبة "الغاضبين من الحكومة" مقتصرة على هذه الجموع التي تشارك في المظاهرات بل إن النسبة أكبر من ذلك، لأن بعض "الغاضبين" يعتقدون أن الاحتجاجات غير مثمرة لهذا فهم لا يشاركون فيها من هذا المنطلق.
"آفتاب يزد": ضعف مؤسسة الإعلام الإيراني سبب تزايد شعبية وسائل الإعلام الفارسية في الخارج
أشارت صحيفة "آفتاب يزد" في تقرير لها إلى تراجع شعبية مؤسسة الإعلام الإيرانية بشكل كبير وحاولت طرح عدد من الأسباب الكامنة وراء ذلك وخلصت إلى وجود عدة أسباب، منها عدم مواكبة الأحداث بشكل سريع، لا سيما وأن المواطن أصبح يصل إلى المعلومة بسرعة كبيرة عبر العالم الافتراضي، وكذلك التغطية المنحازة وأحادية الصوت ونشر الاعترافات القسرية للمتهمين وغير ذلك من الأسباب والعوامل التي جعلت وسائل الإعلام الناطقة بالفارسية خارج إيران تتفوق على الإعلام الإيراني بشكل ملحوظ.
ونقلت الصحيفة كلام الناشط السياسي الإصلاحي عباس عبدي الذي قال إنه لا يشاهد الأخبار من التلفزيون الإيراني لأن مؤسسة الإعلام الإيرانية الرسمية لا تنشر أخبارا أساسا وإنما تنشر بروباغندا وما تريد أن يسمعه المواطن.
كما نقلت كلام المرشح الرئاسي السابق مصطفى هاشمي طبا الذي قال إن مؤسسة الإعلام الإيرانية تعمل بشكل أساسي على تجهيل المتلقي سواء على صعيد الأخبار والأحداث العالمية أو الإيرانية.
"إيران": يجب معاقبة متظاهري السبت بشكل صارم لكي يكونوا عبرة لغيرهم
دعت صحيفة "إيران" الحكومية إلى إنزال العقاب بشكل حازم وشديد بحق المتظاهرين أول من أمس السبت مدعية أن ذلك مطلب شعبي وأنه في حال القيام بذلك فإنه سيكون سببا يردع الآخرين ويكون عبرة لغيرهم.
كما طالبت الصحيفة بإجراء محاكمات عاجلة وفورية بحق المتظاهرين، مشددة على أن التساهل مع هؤلاء المتظاهرين هو ظلم بحق الآخرين وقوات الأمن، واصفة المحتجين بأنهم "مثيرو شغب مدربون"، في إشارة إلى أنهم ربما يعملون لصالح جهات أجنبية وهي تهمة تحاول السلطات وصف المتظاهرين بها بشكل مستمر.