التقرير الطبي حول مقتل أميني.. والاستقطاب في إيران.. و"تفاؤل" النظام بإحياء الاتفاق النووي

بعد طول انتظار لمعرفة الحقيقة كاملة وبشكل شفاف خرجت منظمة الطب الشرعي الإيرانية ببيان داعم لرواية النظام حول ملابسات مقتل مهسا أميني في مركز للشرطة الإيرانية.

وقد جاء في البيان أن "وفاة أميني لم تكن بسبب ضربة في الرأس أو أي عضو من جسمها".

وكتبت هذه المنظمة أن أميني فقدت وعيها "فجأة" في مبنى شرطة الأخلاق.

ورحبت صحف النظام، السبت 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، بهذا التقرير وكأنه تقرير صادر عن منظمة دولية نزيهة تبرئ المتهم، وليس منظمة تابعة للنظام نفسه، فصحيفة "إيران" الحكومية عنونت حول الموضوع وكتبت في المانشيت: "وفاة مهسا أميني لم تكن جراء ضربة"، فيما استخدمت "جوان" المقربة من الحرس الثوري عنوان "تبرئة الشرطة".

وأضافت: "بعد تبرئة الشرطة حان الآن دور محاكمة المحرضين على الاحتجاجات".

أما صحيفة "ستاره صبح" فقد لفتت إلى التقرير الصادر عن الطب الشرعي الإيراني حول "وفاة" مهسا أميني، وأكدت أن هذا التقرير صدر من قبل الحكومة نفسها ومنظمة الطب الشرعي التابعة لها ولم يستمع إلى رأي الأطباء الموثوقين الذين طالب محامي أسرة مهسا أميني بضرورة أخذ رأيهم في الموضوع وعدم الاكتفاء برأي الطب الشرعي.

وفي سياق متصل تحدثت بعض الصحف مثل "هفت صبح" عن تبعات القطبية والانقسام المجتمعي في إيران، وأكدت صحيفة "آرمان امروز" على ضرورة القيام بنوع من الحوار والتفاهم بين القطبين المنقسمين في الشارع الإيراني.

وكتبت: "المجتمع المنقسم إلى قطبين في حاجة إلى الهدوء والحوار".

وفي شأن اقتصادي، نشرت صحيفة "آسيا" الاقتصادية وعدد من الصحف الأخرى البيان المشترك لخمسة خبراء إيرانيين مشهورين هم، مسعود نيلي، ومحمد طبيبيان، وموسى غني نجاد، ومحمد مهدي بهكيش، وحسن دركاهي.

وأكد الخبراء على أن المجتمع الإيراني بسبب كثرة الأزمات الاقتصادية أصبح عبارة عن مادة قابلة للانفجار في كل لحظة، مؤكدين أنه وفي حال لم يتم الاستماع إلى مطالب المحتجين فإن هذه الاحتجاجات ستتحول إلى غضب والغضب يتحول بدوره إلى بغض وعداء وهذا العداء يلجأ إلى العنف بشكل أساسي للتعبير عن رأيه وموقفه.

وعلى صعيد الاتفاق النووي يبدو أنه لا تطور يذكر بالرغم من محاولات بعض الصحف الادعاء بوجود تقدم في المفاوضات النووية واحتمالية التوصل إلى اتفاق، فصحيفة "آرمان امروز" وهي صحيفة إصلاحية ادعت أن شهر أكتوبر (تشرين الأول) سيشهد مفاجآت كبيرة على صعيد الاتفاق النووي، حيث سيتم إحياؤه في هذا الشهر.

وعنونت بالقول: "إحياء الاتفاق النووي المفاجأة الكبرى لشهر أكتوبر"، وعنونت "ابتكار" وقالت:"زيادة الآمال في إحياء الاتفاق النووي".

ويمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..

"ستاره صبح": الدستور الإيراني ينص على مشروعية الاحتجاجات لكن السلطات لا تسمح بها

قال المحلل والناشط السياسي، جمال خضري، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن الدستور في إيران لا يطبق فيما يتعلق بحق التظاهر والاحتجاج حيث تنص المادة رقم 27 على مشروعية المظاهرات والاحتجاجات، مؤكدا أنه لو تم الاعتراف بهذا الحق للمتظاهرين والمحتجين لم نكن سنرى ما نراه اليوم من احتجاجات.

ونوه خضري إلى أن السلطات في إيران تتعامل بتمييز مع المظاهرات، حيث إن وسائل الإعلام الحكومية تغطي وعلى نطاق واسع المظاهرات الداعمة للنظام لكنها تتعامل بتمييز مع احتجاجات المنتقدين لعمل الحكومات، لافتا إلى أن قبول مبدأ الاحتجاج والتظاهر يقوي من أعمدة النظام السياسي في البلاد.

لكن في إيران يضيف خضري لا يتم الاعتراف بهذا الحق للمواطنين وحتى الطلاب أيضا يحرمون من هذا الحق، مشيرا إلى التعامل العنيف لقوات الأمن مع طلاب جامعة "شريف" الصناعية في طهران قبل أيام، وأكد أن هذا الواقع يتعارض مع تصريحات الرئيس الإيراني قبل أيام حول مشروعية الاحتجاج وقبول النظام بها.

"هم ميهن": لا تفرحوا بصمت المشاهير فإنه دليل على اليأس وليس الرضا عن الأوضاع

أما صحيفة "هم ميهن" فأشارت إلى مواقف الفنانين والرياضيين والأساتذة الجامعيين من الأحداث الأخيرة، حيث دعا كثير منهم السلطات الحاكمة إلى الاستجابة لمطالب المتظاهرين والمحتجين في البلاد، محذرين من تبعات عدم الإسراع في الاستماع إلى رأي الشارع الغاضب.

وانتقدت الصحيفة الإصلاحية الاتهامات التي طالت هؤلاء المشاهير من قبل الأطراف الحكومية وأكدت أن هذه المواقف من المشاهير تدل على وجود أمل لدى هؤلاء بالتغيير والإصلاح لكن الصمت إذا استمر فهذا لا يعني قبول الأوضاع الحالية وإنما يعني فقدان الأمل لدى هؤلاء.

"جوان": تهديد أسرة ومحامي مهسا أميني

هاجمت صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري عائلة مهسا أميني ووكلاءها من المحامين والحقوقيين، واتهمت أسرة الراحلة أميني بأنها تتغذى من "تيار خاص"، مشيرة إلى رفض أسرتها لتقرير الطب الشرعي ومطالبتهم بأن يطلع أطباء موثوقون على تفاصيل الحادثة ليعطوا رأيهم حول سبب الوفاة. وأعتبرت الصحيفة ذلك دليلا على أن هذه الأسرة تحاول تهييج الأوضاع.

كما هددت الصحيفة بشكل غير مباشر المحامين الذين توكلهم أسرة مهسا أميني، وقالت إن على هؤلاء المحامين أن يعطوا النصائح والإرشادات الصحيحة لأسرة أميني ولو حدث مكروه لهذه الأسرة بسبب إرشاداتهم التي تتعارض مع الحقائق فإنهم سيتحملون المسؤولية وإن لم يكونوا قادرين على تولي هذا الملف فعليهم أن يتركوه لغيرهم من المحامين.

"جهان صنعت": تصريحات عبداللهيان المتفائلة حول إحياء الاتفاق النووي للاستهلاك المحلي

في موضوع الاتفاق النووي أشارت صحيفة "جهان صنعت" إلى تصريحات لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عبر فيها عن تفائله بإحياء الاتفاق النووي في الفترة المقبلة، لكن الصحيفة رأت أن مواقف وتصريحات عبداللهيان هو"تفاؤل لا أساس له وياتي من أجل الاستهلاك الداخلي"، مؤكدة أن كل القرائن والأدلة تؤكد أنه لا تطور جديدا في ملف الاتفاق النووي ومواقف الأطراف المتعارضة.

ولفتت الصحيفة إلى مواقف الأطراف الأوروبية وقالت إن هذه الأطراف ليست غير متفائلة فحسب بل تؤكد في تصريحاتها إلى وصول المفاوضات النووية إلى طريق مسدود وفشل هذه المفاوضات، مشيرة في ذلك إلى تصريحات مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل التي أكد فيها أنه فقد أمله في إحياء الاتفاق النووي.