صحف إيران:البنتاغون"يحرك الاحتجاجات"..وغياب الرموز السياسية..واستفادة روسيا من أحداث إيران
لا جديد في إيران من حيث المشهد الساخن هذه الأيام، فمن جانب يستمر المتظاهرون في الاحتجاج ضد النظام، وفي المقابل يواصل النظام تجاهل هذه المظاهرات أو إلصاق التهم بها ووصفها بـ"الإرهاب"، و"النزعات الانفصالية"، كما فعلت صحيفة "كيهان" التابعة للمرشد.
أما في تغطية اليوم الاثنين 3 أكتوبر (تشرين الأول) 2022، فنجد صحيفة "إيران" الصادرة عن الحكومة تعنون في صفحتها الأولى وتكتب: "البنتاغون غرفة إدارة الشغب في إيران"، في إشارة إلى الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت منذ أكثر من أسبوعين على خلفية مقتل الشرطة للشابة مهسا أميني، بسبب مزاعم عدم الالتزام بالحجاب الإجباري المفروض من قبل النظام على النساء في إيران.
وفي شأن آخر، علقت بعض الصحف على استمرار تقييد الإنترنت في إيران في ظل الاحتجاجات المستمرة، ونقلت صحيفة "اقتصاد بويا" كلام وزير السياحة، عزت الله ضرغامي، حيث ادعا أن "تقييد الإنترنت تم من أجل توفير الأمن للشعب"، لكن هذا الرأي عارضته صحيفة "آرمان ملي" التي أكدت في تقرير لها أن تقييد الإنترنت وحجب مواقع التواصل الاجتماعي زاد من حدة الاحتجاجات التي كانت السلطات تحاول إخمادها عبر قطع الإنترنت وتقييد التواصل بين المتظاهرين.
وفي موضوع غير بعيد أقرت صحيفة "وطن امروز" بشكل لافت بما جناه النظام السياسي الحاكم في إيران من تفريغ للمشهد السياسي من أي مراجع سياسية ذات اعتبار ومقام في الأوساط الشعبية وعنونت في مانشيتها وكتبت بالخط العريض: "فقدان المراجع السياسية".
وفي سياق آخر، أشارت بعض الصحف الإصلاحية مثل "آرمان امروز" إلى إطلاق سراح إيران لسجينين سياسيين يحملان الجنسية الأميركية بالإضافة إلى الجنسية الإيرانية وهما باقر نمازي وسيامك نمازي (أب وابن) وتزامن ذلك مع حديث عن الإفراج عن أموال إيرانية مجمدة تقدر بـ7 مليارات دولار واعتبرت أن ذلك مؤشر جديد للتوصل إلى اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، لكنها أكدت في الوقت نفسه أن الإقراج عن هذه الأموال الإيرانية المجمدة لن يغير شيئا من الواقع الاقتصادي في البلاد.
أما "سياست روز" فأشارت إلى هذا الموضوع واعتبرته دليلا على "الانسجام الداخلي والاقتدار على صعيد سياسات إيران الخارجية".
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"وطن امروز": إيران تعاني من فقدان مراجع سياسية معتبرة
أقرت صحيفة "وطن امروز" التابعة للحرس الثوري الإيراني بفقدان الشارع الإيراني لمراجع سياسية يمكن لها أن تقنع الشارع الغاضب، وأكدت أن السنوات الأخيرة أظهرت عدم وجود مراجع سياسية في البلاد يمكن لها أن تلعب دور الشارح للأحداث والراسم للمستقبل والوسيط عند حدوث النزاعات والخلافات السياسية بين الأطراف المتنازعة، لكن الصحيفة لم تذكر سبب هذا الغياب في "المراجع السياسية" حيث كان النظام نفسه السبب الرئيسي في خلق هذا الواقع الأحادي الصوت بعد أن همّش جميع المنتقدين أو زج بهم في السجون أو اضطرهم إلى الهرب خارج البلاد والعيش في المنافي.
وأشارت الصحيفة إلى مواقف المشاهير من الممثلين والرياضيين. وقالت إن هؤلاء أصبحوا ذوي مكانة في الأوساط الشعبية بعد أن خلت الساحة السياسية من المراجع السياسية المعتبرة، واتهمت هؤلاء المشاهير بأنهم يبحثون عن مزيد من الشهرة وراء دعم الاحتجاجات الشعبية في البلاد، كما أن الصحيفة لم تبين ماهية هؤلاء المراجع المعتبرين حسب رأيها.
وأضافت "وطن امروز" في تحليلها إلى أن غياب المراجع المعتبرة في الشارع أدى إلى ظهور مراجع سيئة تقود الأحداث، وهذا ما أدى- حسب قراءة الصحيفة- إلى أن نشهد نوعا من الانغلاق وعدم إمكانية التواصل بين الشارع والحكومة، مشددة في الختام على ضرورة إحياء المراجع الاجتماعية المعتبرة والتي تم إضعافها في السنوات الأخيرة بشكل كبير.
"جوان": الإفراج عن الأموال الإيرانية في الخارج دليل يأس واشنطن من إسقاط النظام عبر الاحتجاجات
أما "جوان" وهي الأخرى مقربة من الحرس الثوري، فقد احتفت بإطلاق سراح إيران للسجينين نمازي، وتزامن ذلك مع الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة في الخارج، وسبب هذا الاحتفاء أن هذا الحدث المتزامن يحمل رسالة يأس وقنوط إلى الأطراف التي تعمل على إسقاط النظام عبر الاحتجاجات، مضيفة أن هذا التطور يؤكد أن واشنطن نفسها ليس لديها أمل كبير في إسقاط نظام إيران الحالي عبر الاحتجاجات والمظاهرات.
والغريب أن الصحيفة نفسها وغيرها ممن سار في فلكها تعتبر أن الولايات المتحدة والغرب هما المحركان الأساسيان للأحداث الحالية التي تشهدها إيران.
وتجاهلت الصحيفة سبب قيام طهران بإطلاق سراح السجينين نمازي، واهتمت بتحليل الخطوة المقابلة وهي الإفراج عن أموال إيران المجمدة من قبل أميركا، وقالت إن السر في الخطوة الأميركية هذه هو أن واشنطن لا تطيق ابتعاد إيران عن طاولة المفاوضات.
"مستقل": روسيا المستفيد الأول من الفرقة الداخلية في إيران
في شأن متصل، قال الناشط السياسي محمود دركشان في مقابلة مع صحيفة "مستقل" إن النظام قد أخطأ عندما كابر في قضية مهسا أميني ولم يعترف بحقيقة مقتلها على يد الشرطة، موضحا أنه كان الأولى بالنظام السياسي قبول الخطأ والاعتراف به وأن يبعث بوفد رفيع المستوى لعائلة مهسا أميني ويقدم اعتذارا رسميا. وأضاف أن ذلك لو حصل بشكل صحيح لما شهدنا هذه الأحداث والتطورات.
في جانب آخر، أشار دركشان إلى الجهات الدولية المستفيدة من الأحداث في إيران وقال إن الروس هم المستفيدون الرئيسيون مما يجري في إيران هذه الأيام، لأنه كلما أصبحت إيران ممزقة وتعاني من فرقة داخلية كلما اتجه النظام نحو روسيا وارتمى في أحضانها بنسبة 180 درجة، حسب تعبيره.