"نيويورك تايمز": المرشد الإيراني بالمستشفى بعد تدهور صحته وخضوعه لجراحة لإزالة انسداد معوي

ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلاً عن أربعة مصادر مطلعة أن المرشد الإيراني، علي خامنئي، ألغى جميع اجتماعاته العامة الأسبوع الماضي بعد أن أصيب بمرض خطير وتدهورت صحته، وهو الآن في الفراش بعد خضوعه لعملية جراحية لإزالة انسداد معوي.

وبحسب هذا التقرير، فقد عانى خامنئي الأسبوع الماضي من آلام شديدة في القلب وارتفاع في درجة الحرارة، وخضع بعدها لعملية جراحية لإزالة انسداد معوي في عيادة أقيمت في منزله.

وقال أحد هذه المصادر المطلعة على هذه العملية الجراحية، لصحيفة "نيويورك تايمز" إن حالة خامنئي كانت حرجة الأسبوع الماضي، لكنها الآن تتحسن، ويقوم فريق من الأطباء برعايته في السرير على مدار 24 ساعة.

وبحسب هذا التقرير، فإن أطباء المرشد الإيراني قلقون من ضعف خامنئي الشديد وعدم قدرته على الجلوس.

ووفقًا لأحد هذه المصادر الأربعة المطلعة التي تحدثت إلى صحيفة "نيويورك تايمز"، فإن خامنئي أخبر رفاقه خلال رحلته الأخيرة إلى مشهد أن هذه قد تكون آخر مرة سيتمكن فيها من الذهاب إلى هناك.

وقال هذا المصدر المطلع: إن المرشد مرض بعد وقت قصير من وصوله إلى طهران وتدهور وضعه الصحي خلال الأسبوع الماضي.

ووفقًا للمصادر فقد ألغى مكتب خامنئي اجتماعا سنويا مهما مع مجلس الخبراء في 6 سبتمبر، لشدة مرضه وعدم قدرته على الجلوس.

في غضون ذلك، فإن محمد مرندي، مستشار فريق التفاوض النووي الإيراني، وابن أحد أطباء خامنئي الخاصين، كتب في "تويتر" أن تقرير صحيفة "نيويورك تايمز" حول المرض الشديد للمرشد "يفتقر للمصداقية".

كما أفادت وكالة أنباء "تسنيم" أن خامنئي سيشارك في مراسم عزاء المواكب الطلابية الجامعية اليوم السبت.

وأصبحت قضية صحة المرشد الإيراني، علي خامنئي (83 عاما)، التي كانت موضع نقاش في الأسابيع الأخيرة، أكثر بروزا بعد إلغاء لقائه مع أعضاء مجلس "خبراء القيادة"، وكذلك عدم بث صور اللقاء الذي قيل إنه أجراه مؤخرًا مع "مجموعة من الرياضيين"، وأثيرت التكهنات حول حالته الصحية.

وفي آخر الأخبار بهذا الصدد، أزالت وكالة أنباء "إيرنا" الخبر الذي نشرته أمس نقلًا عن قائم مقام كركان الذي قال إن "مجموعة من الباسيج في هذه المدينة" ستلتقي بخامنئي.

وقبل ثلاثة أيام، قال عضو مجلس الخبراء، هاشم زاده هريسي، لصحيفة "همدلي" حول عدم لقاء أعضاء هذا المجلس بالمرشد: "بما أن المرشد يتحدث عن قضايا مختلفة، ولم ير هذا الوقت مناسبًا لإلقاء كلمة، ألغي هذا الاجتماع مراعاةً لراحته ووقته".

هذا على الرغم من أنه قبل ذلك، وبعد انتهاء جلسات اجتماع الخبراء، كان أعضاء هذا المجلس يلتقون بخامنئي.

وكانت وسائل إعلام مقربة من النظام الإيراني قد أفادت، الثلاثاء 6 سبتمبر / أيلول، أنه في نهاية اجتماع الخبراء، سيجتمع أعضاء هذا المجلس مع خامنئي، لكن هذا الاجتماع أُلغي فجأة.

في غضون ذلك، كان علي رضا أفشار، الذي قدمته بعض وسائل الإعلام، بما في ذلك موقع "العربية"، كحارس شخصي سابق لمير حسين موسوي، ادعى يوم الأحد 11 سبتمبر، في صفحته على "تويتر" أنه بعد مرور يومين "لم تتغير الحلقات الأربع للحراس الشخصيين [لخامنئي]؛ "هناك أنباء داخل قصر مرمر [بيت المرشد] لا يريدون تسريبها".

كما نشرت بعض وسائل إعلام النظام، يوم الإثنين، خبرًا، نقلًا عن صفحات "إنستغرام"، عن لقاء خامنئي مع عدد من الرياضيين، الأمر الذي تداوله مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الموالون للنظام على نطاق واسع، لكن لم يتم نشر أي أخبار أو صور رسمية لهذا الاجتماع المزعوم حتى الآن.

وسابقا، في الحالات التي لم تكن فيها الحالة العامة للمرشد الإيراني مناسبة، كان يتم إلغاء اجتماعاته العامة.

وبسبب عدم وضوح المعلومات حول الحالة الجسدية لعلي خامنئي، انتشرت شائعات كثيرة حول تدهور حالته الجسدية وحتى وفاته، لكن لم تتمكن أي وسيلة إعلام أو منظمة مستقلة من تأكيد المعلومات في هذا الصدد.

جدير بالذكر أن خامنئي يبلغ من العمر 83 عامًا، وبحسب بعض التقارير غير الرسمية، فقد أصيب بسرطان البروستاتا.

وفي منتصف سبتمبر 2014، أُعلن رسميًا أن خامنئي خضع لعملية جراحية في البروستاتا في أحد المستشفيات الحكومية (مستشفى رجائي)، والتي وفقًا لهذا التقرير، تم إجراؤها بنجاح.

وكانت هذه واحدة من الإفادات الرسمية القليلة حول حالة المرشد الإيراني الصحية.
وكان خامنئي قد أصيب في تفجير أوائل الثمانينيات، وقد تسبب هذا الانفجار بإعاقة في إحدى يديه.

وحظي عقد اجتماع خبراء القيادة هذا العام باهتمام بالغ بسبب نشر مقال للمرشح الرئاسي الإيراني السابق وآخر رئيس وزراء في إيران مير حسين موسوي، حذر فيه من توريث منصب المرشد في إيران.

وفي هذا السياق، قال عضو مجلس خبراء القيادة، غياث الدين طاها محمدي، يوم الإثنين، يجب أن يكون المرشد التالي "في جعبة" مجلس الخبراء حتى إذا حدث شيء ما، سيختار الشخص الأفضل من بين جميع علماء الأمة.