صحف إيران: قلق من صدور قرار ضد إيران في اجتماع الوكالة الذرية وتعطل المفاوضات يشعل الدولار

سجلت أسعار العملات الأجنبية والذهب في إيران خلال الأسابيع الماضية تحسنا نسبيا وتراجعا ملحوظا على ضوء الأخبار المتداولة عن اقتراب موعد إحياء الاتفاق النووي، بعد أكثر من سنة من المفاوضات المستمرة والمتعثرة أحيانا بين إيران والدول الغربية.

لكن هذا التحسن لم يدم طويلا، وذلك على خلفية "شبه الانهيار" الذي وصلت إليه المفاوضات، وعودة التعقيد والغموض في ملف المفاوضات النووية في العاصمة النمساوية فيينا، فضلا عن وجود مخاوف من صدور قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الذرية.

وعلقت صحيفة "همدلي" في عددها اليوم، الأربعاء 14 سبتمبر (أيلول)، على الانعكاسات السلبية لأخبار الاتفاق النووي، وكذلك تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، على أسعار العملات الأجنبية والذهب في إيران، وعنونت الصحيفة في صفحتها الأولى وكتبت: "رسالة غروسي للذهب والدولار"، وأوضحت أن عودة سعر الدولار إلى خانة 31 ألف تومان يؤكد وجود مأزق جديد في المفاوضات النووية بين إيران والقوى العظمى.

كما استخدمت صحيفة "ستاره صبح" عنوان: "الاتفاق النووي خطوة إلى الوراء.. الدولار خطوة إلى الأمام"، للإشارة إلى الانعكاسات السلبية والمباشرة لتراجع الآمال بإحياء الاتفاق النووي في المستقبل القريب على أسعار العملات الأجنبية في إيران.

أما صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، فلفتت كذلك إلى تصريحات رافائيل غروسي، مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، في اجتماع مجلس محافظي الوكالة، الاثنين 12 سبتمبر، لكنها لم تنظر إلى الآثار السلبية لهذه المواقف الدولية، واتهمت في المقابل غروسي بأنه جعل من الوكالة الدولية منصة لترديد إملاءات الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وأكدت أنه لا صحة لما يقوله غروسي عن فقدان الشفافية في نشاط إيران النووي في عدد من المواقع غير المعلنة.

من الموضوعات الأخرى التي تناولتها بعض الصحف في إيران اليوم هو عودة التصعيد على الحدود الشمالية الغربية لإيران بعد اندلاع مواجهة بين القوات الأرمينية والأذربيجانية.

وكتبت "شرق" عن الموضوع وعنونت: "تصعيد في القوقاز"، كما أشارت الصحيفة إلى موقف طهران المعارض لتغيير شكل الحدود بينها وبين أرمينيا، واحتمالية فتح ممر بري بين أذربيجان وجمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي، ما يعني فقدان إيران لحدودها بالكامل مع أرمينيا.

أما صحيفة "خراسان" الأصولية فأشارت إلى هذه المحاولات الرامية إلى تغيير شكل الحدود بين إيران وأرمينيا، وعنونت بالقول: "فتنة تغيير الحدود في القوقاز".

نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:

"هم ميهن": تعامل النظام الإيراني مع الأحزاب ليس صحيحا ولا منطقيا

انتقد السياسي وعضو حزب "اتحاد ملت" الإيراني، مرتضى مبلغ، طريقة تعامل النظام الإيراني مع الأحزاب في إيران، وقال في مقابلة مع صحيفة "هم ميهن" الإصلاحية إن "سلوك النظام مع الأحزاب ليس صحيحا ولا منطقيا، فهو يعتبرها مصدر إزعاج ومشاكل، وليس من المستبعد أن يقوم النظام بإزالة جميع الأحزاب والقضاء عليها"، على حد تعبيره.

وأوضح السياسي الإيراني أن هناك خطأ في فهم طبيعة الأحزاب في إيران، فالنظام لا يدرك أنها ركن أساسي للديمقراطية وحكم الشعب، مضيفا: "نلاحظ في إيران أن الحزب الناجح الذي يستطيع أن يكون شعبية واسعة له يتعرض لمضايقات وضغوط من قبل السلطة الحاكمة".

"اطلاعات": الشباب الإيراني المتعلم يفضل العيش في كل بقاع العالم على العيش في إيران

في شأن منفصل هاجمت صحيفة "اطلاعات"، وهي من الصحف المحسوبة على الحكومة والموالين لها، الأوضاع الداخلية في إيران، واعتبرت أن هجرة الشباب ورغبتهم في ترك البلاد سببه الأخطاء التي ترتكب في الداخل من قبل الساسة وصناع القرار.

وخاطبت الصحيفة صناع القرار هؤلاء والمؤثرين في السلطة داخل إيران، وقالت: "أيها السادة! لاحظوا.. ماذا فعلتم لكي يصبح الشباب الدارس والجامعي يفضل العيش في أي بقعة من بقاع العالم على العيش في إيران!".

وأضافت الصحيفة: "لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتبار هؤلاء الشباب المنتقدين جميعا بسطاء وساذجين ومتأثرين بالدعاية الخارجية"، مؤكدة أن "العالم اليوم بات يعيش في قرية صغيرة، وكل شاب يستطيع بسهولة أن يقارن طريقة حياته مع الشباب الآخرين في الدول والبلدان المختلفة في العالم".

ونوهت الصحيفة إلى أن شح وقلة الإمكانات ليست هي السبب الوحيد في تزايد رغبة الشباب في الهجرة، وإنما فقدان التمييز واعتماد الجدارة والأهلية في التعيينات، والأمل بمستقبل أفضل ، هو ما يدفعهم إلى الهجرة ومغادرة البلاد.

"جهان صنعت": سراب الاستثمار الخارجي

في شان اقتصادي آخر أشارت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية إلى محاولات النظام الإيراني جذب الاستثمار الأجنبية من خلال خفض نسبة الأموال التي على المستثمر إدخالها للسوق الإيرانية، والحصول على التسهيلات في هذا السياق.

وقالت إنه وبالرغم من إعلان إيران خفض نسبة الاستثمارات المطلوبة إلى 100 ألف دولار وليس 250 ألف دولار كما كان سابقا لإعطاء الإقامة في إيران، إلا أنه لم يلاحظ وجود إقبال من المستثمرين الأجانب.

وعزت الصحيفة هذا العزوف من قبل المستثمرين إلى قيمة الجواز الإيراني دوليا، حيث لا يحظى بمكانة تذكر مقارنة مع دول الجوار الإيراني مثل تركيا والإمارات التي هي الأخرى تعمل وبنجاح على جذب المستثمرين الأجانب من خلال الوعود بإعطاء الأجانب إقامات وجنسية.

ووصفت الصحيفة محاولات النظام لجذب المستثمرين عبر اعتماد هذه الطرق بـ"سراب الاستثمار الخارجي"، مشيرة إلى تصريحات لمساعد وزير الداخلية الإيراني الذي أكد أن شخصا واحدا لم يقدم على الاستثمار في إيران عندما كان المبلغ المحدد لإعطاء الإقامة 250 ألف دولار.

ورأت الصحيفة أن الخطة الجديدة وخفض نسبة الاستثمار هي الأخرى ستكون غير ناجحة لأسباب وعوامل عدة.

"آرمان ملي": قلق من صدور قرار ضد إيران في اجتماع الوكالة الذرية

في شأن آخر استبعد المحلل السياسي، قاسم محبعلي، في مقاله بصحيفة "آرمان ملي" صدور قرار ضد إيران في اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأن صدور مثل هذا القرار- حسب الكاتب- لابد وأن يكون أكثر حدة من القرار السابق قبل ثلاثة شهور، وهو ما لا ترغب فيه الدول المختلفة، لأن ذلك سيؤدي إلى تصعيد أكبر، كما رأى أن صدور قرار في الاجتماع الحالي يعني ذهاب ملف إيران إلى مجلس الأمن الدولي.