وفاة الملكة إليزابيث.. وإغلاق الحدود مع العراق.. وحاجة أميركا للنفط والغاز

وفاة الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وإغلاق المنافذ الحدودية بين إيران والعراق، هما أكثر الموضوعات تغطية في صحف إيران اليوم السبت 10 سبتمبر (أيلول).

فيما يتصل بوفاة الملكة إليزابيث الثانية، اهتمت الصحف بخبر وفاة الملكة البريطانية إليزابيث الثانية، وكانت كعادتها مختلفة في التعامل مع الموضوع وتقييم دور الملكة الراحلة التي فارقت الحياة أول من أمس الخميس.

وكانت الصحف الأصولية متحاملة كعادتها على كل ما يتعلق بالخارج وتحديدا بالغرب، حيث هاجمت الفقيدة إليزابيث الثانية واعتبرتها مسؤولة عن بعض الأحداث والأزمات السياسية في إيران. وعنونت "جام جم" بالقول: "انتهاء رحلة ملكة الانقلاب"، في إشارة إلى الانقلاب الذي شهدته إيران عام 1953 في عهد النظام السابق ضد حكومة رئيس الوزراء الإيراني، محمد مصدق.

وفي المقابل كانت الصحف الإصلاحية مثل "ستاره صبح" محايدة نسبيا في تقييمها لميرات الملكة البريطانية، وعنونت الصحيفة بالقول: "70 عاما من الملك دون تدخل"، مشيرة إلى أن الملكة وخلال هذه الفترة الطويلة من الحكم لم تتدخل يوما في مهام السلطة التنفيذية والتشريعية في بلادها وهو ما وهبها احتراما ومكانة كبيرة في بريطانيا والعالم.

أما ثاني الموضوعات التي حظيت باهتمام كبير في الصحف اليوم فهو خبر إعلان إيران وقف تسيير رحلات المواطنين الإيرانيين إلى العراق فجأة، وبعد دعاية كبيرة مستمرة منذ أسابيع لتشجيع المواطنين على المشاركة في مسيرة الأربعين السنوية في العراق.

وجاء هذا الإعلان بشكل غير مخطط له، حيث فاجأ الكثيرين، لاسيما وأن نسبة كبيرة من المواطنين الإيرانيين يتواجدون حاليا في العراق، وطالبتهم السلطات الإيرانية بإنهاء زيارتهم على وجه السرعة والعودة إلى البلاد.

وانتقدت صحيفة "جهان صنعت" هذا التخبط في التنسيق والتنظيم، وأشارت إلى حيرة المواطنين في المنافذ الحدودية، وتساءلت بالقول: "ما أسباب حيرة زوار الأربعين؟".

كما لفتت بعض الصحف إلى تصريحات المسؤولين الإيرانيين الذين أرجعوا سبب هذا القرار إلى افتقار العراق لقلة الإمكانيات اللازمة لاستقبال الزوار الإيرانيين، وعنونت "أبرار" بكلام وزير الداخلية الإيراني، أحمد وحيدي الذي قال: "ليس لدى العراقيين الإمكانيات اللازمة لتقديم الخدمات في الحدود والمنافذ".

وفي صعيد آخر، أشارت صحيفة "اعتماد" إلى تجاوز معدل المنتحرين في إيران المتوسط العالمي، وأوضحت أن إيران أصبحت اليوم تحتل الرتبة الثالثة في بلدان العالم الإسلامي في عدد المنتحرين، مشيرة إلى علاقة هذا الانتحار بتدهور المعيشة وتردي الأوضاع الاقتصادية في البلاد.
كما لفتت صحيفة "جهان صنعت" إلى تنامي ظاهرة الفقر في البلاد وعنونت في صفحتها الأولى: "ارتفاع معدل الفقر المدقع 3 أضعاف في إيران".

يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..

"اعتماد": تأجيل المفاوضات بحجة حصول إيران على اتفاق أفضل في الشتاء مجرد سراب

اعتبر الكاتب والناشط السياسي الإصلاحي، عباس عبدي، في مقال له بصحيفة "اعتماد" أن الداعين إلى تأجيل المفاوضات حتى دخول فصل الشتاء يحققون ما تريده إسرائيل بعلم أو بجهل، موضحا أن الدعوة إلى تأجيل المفاوضات بحجة أن إيران ستحصل على اتفاق أفضل في الشتاء هو مجرد سراب لا حقيقة له.

وأكد عبدي أن الداعين إلى تأجيل المفاوضات يعلمون في قرارة أنفسهم أن الادعاء بإمكانية الحصول على اتفاق أفضل في الشتاء هو كذب وسراب لكنهم يطمحون إلى تأجيل هذه المفاوضات لكي تتأزم الأمور الاكثر ويصبح الجانب الأميركي بعد انتخابات الكونغرس أقل حماسا للتوصل إلى اتفاق، ما يعني إلغاء الاتفاق النووي بشكل كامل وحصول هؤلاء الأفراد على هدفهم الرئيسي والذي سيدخل إيران إلى تحد كبير وتفرض عليها قرارات مجلس الأمن الدولي.

وفنّد عبدي حجج أصحاب هذه الدعوى الذين يتصورون أنه وبعد دخول فصل الشتاء ستكون الدول الغربية أكثر حاجة إلى الغاز الإيراني وبالتالي أكثر قبولا لتقديم تنازلات لإيران. وقال إن هذا التحليل خاطئ بشكل كامل لعدة اعتبارات، أولا إذا افترضنا أن أوروبا واجهت أزمة في الطاقة فهل تستطيع إيران تقديم المساعدة لها؟ إيران نفسها تقطع الغاز عن الشركات والمصانع في الشتاء لكي لا يتظاهر المواطنون ضد الحكومة.

وأضاف عبدي: "حتى لو افترضنا توفر هذه الغاز لدى إيران، فكيف يتم إيصاله إلى أوروبا؟ بأي شبكة أنابيب؟".

وشبه عبدي منهج التيار المتطرف في إيران بـ"المنهج البولتوني" في الولايات المتحدة الأميركية الذي يلجأ إلى الخيارات المتشددة في معظم الحالات ودعا حكومة رئيسي إلى عدم الانخداع بتحليلات هؤلاء الأفراد.

"جمهوري إسلامي": سلموا إدارة مسيرة الأربعين للناس

انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" ضعف إدارة إيران لقضية زيارة الأربعين بعد أن روج لها النظام على نطاق واسع وكبير في الفترة الأخيرة لاستثمارها سياسيا. وقالت الصحيفة إن توجه المواطنين بأعداد غفيرة إلى الحدود تأثرا بدعاية الإعلام الرسمي ثم معاناتهم بشكل كبير وتعرضهم للأذى يجعلهم متشائمين تجاه الحكومة ودعايتها.

ودعت الصحيفة الحكومة إلى التخلي عن إدارة هذه المسيرات واقترحت في المقابل أن يسمح للناس بأن يتولوا إدارة هذه الفعالية الدينية، مؤكدة أن ترك الناس أحرارا في إدارة مسيرة الأربعين سيقلل من المشاكل والأزمات التي تلاحظ الآن على نطاق واسع في المعابر والمنافذ الحدودية.

"إيران": أميركا لن تشن حربا ضد إيران

رأت صحيفة "إيران" الحكومية أن الولايات المتحدة الأميركية لن تخوض حربا ضد إيران، مدعية أن أميركا تشهد الآن مرحلة أفول وزوال وأوضحت أن ما شهدناه في أفغانستان وسوريا والعراق هو دليل على هذا المعتقد.

وأضافت الصحيفة: "السبب في ذلك أيضا هو أن الولايات المتحدة الأميركية تعلم جيدا أنه وفي حال شن هجوم ضد إيران فإن كل المنطقة ستشتعل وهذا ما لا تريده واشنطن لحاجتها إلى الاستقرار من أجل الحصول على النفط والغاز بشكل هادئ".