الصحف الإيرانية: تشاؤم بوريل يعيد الغموض للملف النووي وإيران لا تملك حليفا وفيا واحدا
بعد أن خاض حملة مكثفة وجهودا حثيثة لإحياء الاتفاق النووي مع إيران، وبشّر بقرب نجاح المحاولات الرامية لإحياء الاتفاق، عاد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، ليعرب عن تشاؤمه إزاء إحياء الاتفاق النووي، مما أعاد الغموض من جديد بشأن المفاوضات.
وأكد بوريل أنه أصبح أقل تفاؤلا تجاه إحياء الاتفاق النووي مع إيران بشكل سريع، كما كان يطمح إليه. وقال تعليقا على ملف المفاوضات النووية بين إيران والقوى العظمى: "يؤسفني أن أقول إنني أقل ثقة اليوم مما كنت عليه قبل 28 ساعة، إزاء احتمالات إبرام الاتفاق الآن".
وأشارت صحيفة "وطن امروز"، المقربة من الحرس الثوري، إلى تصريحات بوريل، وانتقدت تجاهله لما أسمته "انتهاكات" الولايات المتحدة الأميركية؛ التي كانت السبب في توقف عجلة إحياء الاتفاق النووي.
أما صحيفة "كيهان"، المتشددة والمقربة من المرشد خامنئي، فلم تبال بهذا التأزم الجديد في ملف الاتفاق النووي. والذي بكل تأكيد ستكون إيران هي المتضرر الأكبر جراء استعصاء الحل الدبلوماسي لملفها النووي.
وزعمت "كيهان" في تقريرها الرئيسي، اليوم الثلاثاء 6 سبتمبر (أيلول)، أن الاقتصاد الأوروبي أوشك على "الإفلاس"، وذلك بعد أن دعت سابقا الحكومة إلى التريث وعدم الإسراع في إحياء الاتفاق النووي وتعليق المفاوضات لشهرين آخرين، وذلك للحصول على مزيد من الامتيازات من الدول الغربية بعد دخولها في موسم الشتاء، واشتداد حاجتها إلى الطاقة الإيرانية، حسب تقديرات القائمين على الصحيفة.
من الموضوعات الأخرى التي حظيت باهتمام صحف اليوم هو فوز وزيرة الخارجية البريطانية، ليز تراس، بزعامة حزب المحافظين الحاكم لتصبح رئيسة للحكومة، خلفا لبوريس جونسون.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"جمله": الكل أعداء لنا وضعف ملحوظ في دبلوماسية إيران
سلطت صحيفة "جمله" الضوء على ما أسمته "ضعف الدبلوماسية الإيرانية" في عهد وزير الخارجية الحالي حسين أمير عبد اللهيان، وأكدت أن الوزير يتجاهل هذه الحقيقة المتمثلة بضعف الفريق الذي يقود سياسات إيران الخارجية، مقررة أن الجميع أصبح عدوا لإيران، وأشارت في ذلك إلى تصريحات سابقة لقائد الحرس الثوري الأسبق، عزيز جعفري، التي قال فيها إن "إيران لا تملك حليفا وفيا واحدا في العالم".
وأوضحت الصحيفة أن تصريحات قائد الحرس الثوري الأسبق أصبحت اليوم ملموسة أكثر من السابق، وانتقدت وزارة الخارجية الإيرانية التي تقوم بدور "المتفرج" في العلاقات الدولية، وأكدت أن استمرار وزير الخارجية الإيراني الحالي، حسين أمير عبد اللهيان، بمهامه قد يؤدي إلى خلق مخاطر تهدد الأمن القومي الإيراني.
وأشارت الصحيفة كذلك إلى التقارب العربي الإسرائيلي منذ سنتين، وقالت إن هذا التقارب اليوم يزداد رسوخا وتماسكا، والسبب في ذلك هو أن طهران لم تتخذ خطوات للتقارب مع الدول العربية والإسلامية، واكتفت بالشعارات "الجوفاء" في هذا المجال.
"جوان": دعوة رئيسي لعدم المشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة
أما صحيفة "جوان" فقد دعت الرئيس الإيراني، إبراهيم رئيسي، إلى الامتناع عن الذهاب إلى نيويورك للمشاركة في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يعقد في نيويورك أواسط الشهر الجاري، ونصحت في المقابل التوجه إلى أوزبكستان للمشاركة في اجتماع "منظمة شانغهاي" للتعاون، والتي تشرف عليها روسيا والصين، مدعية أن غياب رئيسي عن المشاركة في اجتماع الجمعية العام للأمم المتحدة سيحقق نتائج كبيرة على الصعيد المادي والمعنوي، حسب تعبيرها.
ونوهت الصحيفة إلى وجود مبررات لعدم ذهاب رئيسي إلى نيويورك، وقالت إن "تجاهل" رئيسي لاجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتوجه إلى جيران إيران و"حلفائها في الأيام الصعبة" مثل الصين سيكون أكثر فائدة لطهران.
لكن الصحيفة لم تفصح بشكل واضح عن الفوائد التي ستجنيها إيران من مقاطعتها لاجتماع الجمعية العامة، وادعت في المقابل أن الغرب يهدف بشكل أساسي من استمرار المفاوضات مع إيران منع تقاربها من الشرق (روسيا والصين)، وزعمت أن الدول الاوروبية والولايات المتحدة الأميركية وجلةٌ من التقارب الإيراني مع كل من روسيا والصين التي تعد لاعبا أساسيا بالنظام العالمي الجديد.
"ابتكار": أميركا وإيران اتفقتا على أن لا تتفقا وروسيا وإسرائيل لا تريدان نجاح المفاوضات
وعلى صعيد الاتفاق النووي قال كاتب صحيفة "ابتكار" الإصلاحية، جلال حوش تشهره، إن ما توحي به هذه التطورات، بعد أن كان الجميع يترقب الإعلان عن إحياء الاتفاق النووي، هو أن الولايات المتحدة الأميركية وإيران متفقتان على أن لا تتفقا حول القضايا المختلف عليها بين البلدين.
ورأى الكاتب أن تأجيل المفاوضات وتعليقها كما تطالب أطراف متشددة داخل إيران يصب في مصلحة روسيا وإسرائيل بشكل مباشر، موضحا أن إسرائيل لا تريد أن تكون إدارة بايدن سببا في عودة إيران إلى المجتمع الدولي وإنهائها عزلتها، لهذا فهي تعمل بلا كلل على إفشال المفاوضات وخلق نوع من عدم الثقة بين طهران وواشنطن.
من جهة أخرى ترى روسيا أن عودة إيران إلى المجتمع الدولي قد يؤدي إلى عزلتها دوليا، وبالتالي فإن الروس لن يقبلوا باتفاق نووي إذا كان ذلك سيؤدي إلى أن يصبحوا معزولين عن المجتمع الدولي.
وأضاف أن الروس يهدفون من وراء تجميد المفاوضات تحقيق غايتين: الأولى إبقاء الغرب لا سيما الدول الأوربية في حاجة إلى الطاقة الروسية وعدم تعويضها بالطاقة الإيرانية، والثانية التي يريد الروس تحقيقها من تجميد الاتفاق النووي هو أن تدرك الدول الغربية بأن موسكو لاعب استراتيجي ومؤثر في القضايا الدولية، وعليهم أن يعيدوا النظر في مواقفهم تجاه مصالح روسيا الجيوسياسية، والجيوستراتيجية.