محاولة اغتيال سلمان رشدي.. إصلاحيو إيران بين الصمت والدفاع عن فتوى الخميني

أعادت محاولة اغتيال سلمان رشدي، المحكوم عليه بالقتل قبل 34 عامًا بسبب نشر رواية "آيات شيطانية" أعادت إلى الذاكرة فتوى الخميني، والمواقف بشأنها؛ فبعض الذين دافعوا عن هذه الفتوى آنذاك، وغيروا مواقفهم في السنوات التالية، التزموا الصمت الآن.

وقد ظل محمد خاتمي، ومير حسين موسوي، اللذان أيدا فتوى روح الله الخميني بقتل سلمان رشدي، صامتين بشأن محاولة اغتياله مؤخرا. وعلى الرغم من أن مير حسين موسوي، الذي كان رئيس الوزراء في ذلك الوقت وأعلن أن هذه الفتوى "سيتم تنفيذها"، هو الآن قيد الإقامة الجبرية، وقد يعلن موقفه لاحقًا، إلا أنه لم يتخذ موقفًا مخالفًا لآراء مؤسس النظام الإيراني، ويشير باستمرار إلى قيادته باسم "العصر الذهبي للإمام".

وبعد الهجوم على سلمان رشدي، فإن عطاء الله مهاجراني، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في الحكومة الأولى لمحمد خاتمي، الذي أجبر على الاستقالة ويعيش الآن في بريطانيا، غرد دون أن يدين الهجوم، قائلا: "قال فالكنز في خطاب جائزة نوبل: على الكاتب أن يزيد الجمال والخير والتقوى وحب الإنسانية بأعماله. نادرًا ما نرى مثل هذه العلامات في مجموعة أعمال سلمان رشدي. أتمنى بعد هذه الحادثة المأساوية أن يجد فرصة لكتابة رواية يراعي فيها ما قاله فالكنز، لا أن يهين محمد وإبراهيم ومريم".

وبينما لم يتضح من هو فالكنز الذي أشار إليه مهاجراني، فقد عبر في تغريدات أخرى عن سعادته بتأليف كتاب عن رواية "آيات شيطانية". وقد كتب أن حقوق التأليف لهذا الكتاب الذي أعيد طبعه 30 مرة "حلال...".
وكتب مهاجراني أنه يرحب بمحاكمة في لندن على تأليف هذا الكتاب.

وبعد دقائق حذف تغريدته وكتب في تغريدة أخرى: "حتى اليوم، بعد إصابة رشدي، تم تجديد نفس فحوى كتابي وفتوى الإمام. أنا أعتبر المحاكمة في محكمة لندن أفضل من المساءلة، وأنا مستعد للاستفادة من هذه الفرصة الذهبية. كونوا جادين".

كما وصف وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي في حكومة الإصلاح، في تغريدة له، عمله بأنه لـ"شرح فتوى الإمام" .

يذكر أنه بعد إصدار الفتوى بقتل سلمان رشدي، كتب مهاجراني كتاب "مؤامرة آيات شيطانية" في 40 يومًا، دفاعًا عن هذه الفتوى. وكتب في هذا الكتاب أن كعب بن الأشرف يكتب قصائد الحب والجنس عن المسلمات، وقد طلب أحد المسلمين الإذن من نبي الإسلام لخداعه وقتله.

وكتب مهاجراني: "سلمان رشدي نظرا لاعترافه الصريح في كتاب (ابتسامة الفهد) حيث وصف نفسه بالكافر، وبسبب إهانة معتقدات المسلمين والاستهزاء بها.. فهو مرتد وساب لرسول الله؛ أي أنه سبّ وقذف نبي الإسلام والقرآن.. وسبه والاستهزاء به وإهانته كانت عمدًا وعن قصد.. وهو مرتد بالفطرة".

وفي الوقت نفسه، في عام 2009، في مقابلة مع قناة "العربية"، قال مهاجراني إنه ضد قتل الكاتب بسبب كتاباته.

وأعلن مير حسين موسوي، الذي كان رئيس للوزراء وقت صدور هذه الفتوى، في بيان: "بلا شك ستنفذ فتوى إمام الأمة بشأن سلمان رشدي، وسيعاقب من أصبح أداة بيد الصهيونية وهاجم الإسلام ونبي الإسلام بوقاحة".

ووصف محمد خاتمي الذي كان وزيرا للإرشاد وقت صدور هذه الفتوى، وصف إصدارها بأنه "أمر بموت الغطرسة العالمية". وقال إن "جنود الخميني المجهولين" حول العالم "سيبقون أمر قتل سلمان رشدي حياً".

لكنه قال خلال زيارته، في فترة رئاسته، للأمم المتحدة: "يجب أن نعتبر قضية سلمان رشدي منتهيةً".

يشار إلى أن روح الله الخميني ، المؤسس والمرشد السابق للنظام الإيراني، أفتى بقتل سلمان رشدي في 14 فبراير (شباط) 1989. وقامت مؤسسة "15 خرداد" بإضافة 500 ألف دولار للجائزة المخصصة لتنفيذ فتوى الخميني بقتل سلمان رشدي لتصل إلى ثلاثة ملايين و300 ألف دولار.

ومع ذلك، قال المسؤولون في النظام الإيراني، في وقت لاحق، إنهم ليست لديهم خطة مستقلة لقتل سلمان رشدي.

ووصف المرشد الحالي علي خامنئي، عام 2004، فتوى روح الله الخميني الفقهية بأنها غير قابلة للتغيير.