موسوي يحذر من "توريث" منصب المرشد.. ويهاجم "الدور القمعي" للحرس الثوري في إيران وسوريا
وجه مير حسين موسوي، المرشح الذي احتج على نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2009، انتقادات حادة للنظام في إيران وللحرس الثوري الإيراني لـ"دوره القمعي" في إيران وسوريا، محذرًا من خطوات "توريث" منصب المرشد الإيراني.
ووصف موسوي، والذي لا يزال قيد الإقامة الجبرية، حسين همداني، أحد كبار قادة الحرس الثوري، الذي قُتل في سوريا، بـ"القائد الفاشل"، وذلك بسبب دوره في قمع الاحتجاجات التي أعقبت انتخابات 2009.
واعتبر أن مصير المسؤولين مثل حسين همداني "عبرة للآخرين، ليعرفوا أن المستبد يطالبهم بكل شيء مقابل الفريسة التي يضعها عند أقدامهم".
وفي مقالته الأخيرة، التي نشرها موقع مقرب منه، لم يذكر موسوي بشكل مباشر اسم همداني أو غيره من قادة الحرس الثوري الإيراني، لكنه ذكر عاشوراء 2009 و"توظيف البلطجية لتشويه سمعة الشباب الإيراني"، وكتب: "ما كان جزاء ذلك القائد الفاشل الذي اعترف وتفاخر بهذه الجريمة سوى أن حياته راحت ضحية لطاغية آخر في المنفى".
وحسين همداني، الذي كان قائد فيلق محمد رسول الله في طهران أثناء قمع حركة الاحتجاج بعد الانتخابات الرئاسية لعام 2009 في يوم عاشوراء من ذلك العام، قُتل في حلب بسوريا في 8 أكتوبر (تشرين الأول) 2015.
وفي عام 2015، أشار القائد العام للحرس الثوري في ذلك الوقت، محمد علي جعفري، في برنامج تلفزيوني، إلى إجراءات حسين همداني واصفا إياه بـ"قامع فتنة 2009".
وقال همداني نفسه في مقابلة حول أفعاله عام 2009: "حددنا 5 آلاف شخص كانوا متواجدين في أعمال الشغب، لكنهم لم يكونوا في أحزاب وحركات سياسية، وكانوا من المجرمين والبلطجية، وقمنا بالسيطرة عليهم في منازلهم؛ وفي اليوم الذي تتم فيه الدعوة للتظاهر، نُخضع هؤلاء للمراقبة ولم نسمح لهم بمغادرة المنزل".
وأضاف همداني: "استأجرت جميع دور السينما في طهران، سيطرنا على كل المدارس والحسينيات، أعددنا ما يقرب من 30 مجموعة مرتبطة بي، وات إحضار المجموعات إلى ساحة الجامعة، وفي يوم عاشوراء قامت هذه الكتائب الثلاث بإنهاء الاحتجاجات".
وفي نهاية المقابلة، قال قائد الحرس الثوري الإيراني إن "هذه الكلمات يجب أن تُسجل في التاريخ"، مضيفًا: "في هذه الأحداث، قدمنا 830 معاقًا، ففتنة 2009 أهم من سوريا وحرب الثماني سنوات. كان هناك 45 ألف مقاتل من "الباسيج" في هذا المعركة، وبالإضافة إلى أنهم لم يتلقوا المال، فإنهم دفعوا أيضًا ثمن البنزين في سياراتهم ونفقات أخرى".
كذلك، بعد مقتل القائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، كتب محمد علي جعفري، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، في تغريدة أن سليماني لعب دورًا في قمع احتجاجات عامي 1999 و2009 في إيران، و"كان متواجدًا في ساحة مواجهة المعارضين في الشوارع".
وبدأت احتجاجات عام 1999 ردًا على إغلاق صحيفة "سلام"، حيث هاجمت قوات القمع حرم جامعة طهران.
كما وُصفت احتجاجات عام 2009، التي جاءت ردًا على إعلان فوز محمود أحمدي نجاد في الانتخابات الرئاسية في ذلك العام، بأنها أكبر حركة احتجاجية في إيران بعد الثورة حتى ذلك الوقت.
يشار إلى أن كتابات موسوي الجديدة هي مقدمته لـ"الترجمة العربية لبيانات الحركة الخضراء" التي نُشرت خلال هذه الاحتجاجات.
موسوي ينتقد بشدة السياسة الإقليمية للنظام الإيراني
وبينما اندلعت احتجاجات الدول العربية المسماة "الربيع العربي" بعد فترة وجيزة من احتجاجات عام 2009، كتب موسوي: "غيّر النظام اسم الربيع العربي إلى الصحوة الإسلامية لتحريف حقيقة الحركة الهادفة إلى الحرية والعدالة لدى الشعوب التي سئمت الديكتاتورية والجوع والفقر والظلم والبرلمانات المزيفة."
كما انتقد موسوي، الذي يعد آخر رئيس وزراء للنظام الإيراني، تدخل النظام في دول المنطقة، بما في ذلك سوريا.
وبينما يبرر النظام الإيراني وجوده في سوريا تحت عنوان "الدفاع عن الضريح"، كتب موسوي: "عنوان الدفاع عن الضريح، والذي يعني حماية قلب المؤمن من أقل ميل للظالمين، يطلقونه على سفك الدماء في بلاد أجنبية من أجل إرساء قواعد نظام يقتل الأطفال".
واعتبر "ملايين المهاجرين ومئات الآلاف من القتلى في سوريا، وممارسات حزب الله لبنان المشينة، وظهور داعش، والحروب العرقية والقبلية في اليمن، وميل الدول العربية إلى الارتباط بإسرائيل، وشعار الهلال الشيعي دليل شؤم على نوايا هذا الانحراف".
وأضاف: "المشاكل التي سببتها هذه الإجراءات لإيران والمنطقة كلها نابعة من خطأ كبير واحد، وهو التدخل في الجوهر الحقيقي لإرادة الشعوب".
التحذير من توريث منصب المرشد
في جزء آخر من كتاباته حول خلافة المرشد الإيراني علي خامنئي، حذر موسوي من إمكانية وجود مرشد "وراثي" في إيران.
وكتب: "خبر هذه المؤامرة يسمع منذ 13 عاما، إذا كنتم لا تبحثون عن ذلك حقًا، فلماذا لا تنكرون مثل هذه النية مرة واحدة؟".
وتم ذكر مجتبى خامنئي، أحد أبناء خامنئي، الذي يتمتع بنفوذ كبير في الحرس الثوري الإيراني، كواحد من المرشحين لشغل منصب المرشد المستقبلي لإيران.
ودخلت الإقامة الجبرية لمير حسين موسوي وزهرا رهنورد، ومهدي كروبي، عامها الثاني عشر في 14 فبراير (شباط) 2022، ولا يزالون رهن الإقامة الجبرية دون محاكمة.
وكانت وكالة أنباء "ميزان"، التابعة للقضاء الإيراني، قد أعلنت في شهر مايو (أيار) عن "رفع القيود المادية" أمام منزل مير حسين موسوي، وزهرا رهنورد، لكن محامي زعيم "الحركة الخضراء" أكد أنه "خلافا لبعض الأخبار، فإن القيود لم يتم إزالتها".
وكان أخر تعليق سياسي لكروبي يتعلق بمحاولة النظام فرض المزيد من "الحجاب الإجباري".
وقال نجل مهدي كروبي، مؤخرًا، إن والده يعارض "الحجاب الإجباري، وأكد أن جعل الحجاب إجباريًا بعد الثورة كان عملًا خاطئًا.