وقف رحلات شركتي طيران إيرانيتين إلى سوريا عقب الهجوم الإسرائيلي على مطار دمشق

تلقت "إيران إنترناشيونال" معلومات من مصادر استخباراتية غربية تفيد أنه عقب الهجوم الإسرائيلي على مطار دمشق في 9 يونيو (حزيران) الماضي، توقفت رحلات شركتي "كاسبين إير" و"قشم فارس إير" الإيرانيتين إلى سوريا، وتتم الآن فقط رحلات شركة "ماهان" للطيران إلى هذا البلد.

وتخضع شركة "ماهان" الإيرانية لعقوبات أميركية منذ عام 2011 بسبب دورها في أنشطة فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، بما في ذلك نقل الأسلحة إلى الميليشيات التابعة له في سوريا.

وأفادت المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" أنه عقب وقف نشاط شركتي "كاسبين إير" و"قشم فارس إير"، ارتفع عدد رحلات شركة "ماهان" إلى سوريا بنحو 30 في المائة، وتتم معظم هذه الرحلات إلى مطار حلب.

وأفادت المصادر الاستخباراتية الغربية أن رئيس شركة "ماهان" للطيران، حميد عرب نجاد، شارك مؤخرا في مراسيم افتتاح خط جديد لهذه الشركة في مطار حلب.

علما أن "ماهان" وبالإضافة إلى نقل الأسلحة، متهمة بنقل بضائع مهربة للبيع في السوق السورية دون دفع الضرائب والجمارك.

ونشرت مجموعة "هوشياران وطن" السيبرانية في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي معلومات حول "التعاون الوثيق بين شركة "ماهان" وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وكشفت عن عمليات عديدة تم خلالها حجز تذاكر بأسماء وهويات مزيفة.

وكشفت المجموعة السيبرانية أيضا أن "ماهان" وفي تعاونها مع فيلق "القدس" سجلت آلاف التذاكر باسم "همره" في قوائم الركاب، وتحدث مرات ويسافر مئات الأشخاص باسم "السيد همره، همره".

ويأتي هذا بينما سعت إسرائيل، لا سيما خلال الفترة الأخيرة، إلى تتبع ومواجهة أنشطة فيلق القدس في نقل الأسلحة، واتخذت مختلف الإجراءات بهذا الخصوص، وصلت إلى داخل الأراضي الإيرانية.

وفي السياق نفسه، حصلت "إيران إنترناشيونال" على معلومات حصرية تُظهر أن مسؤولًا كبيرًا آخر في الحرس الثوري الإيراني يدعى "يد الله خدمتي" تم استجوابه من قبل عملاء الموساد داخل إيران، وأنه قدم معلومات- خلال هذا الاستجواب الذي استمر عدة ساعات- حول نقل أسلحة إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وفي مقطع فيديو تم تسجيله خلال هذا الاستجواب وحصلت عليه "إيران إنترناشيونال"، أكد خدمتي دوره في قسم "الدعم والتوفير" في الحرس الثوري الإيراني، والتواصل مع علي أصغر نوروزي، قائد هذا القسم، وأعرب عن ندمه لنشاطه في إرسال أسلحة إلى مجموعات تعمل بالوكالة للنظام الإيراني، وطالب رفاقه بعدم القيام بمثل هذه الأمور.

أجنحة الحرس الثوري لنقل الأسلحة

علما أنه خلال فترة قيادة قاسم سليماني لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قدمت شركة "ماهان" خدمات كاملة لهذا الفيلق، كما وردت تقارير موثقة عن دور سليماني في عملية نقل الأسلحة بمساعدة هذه الشركة.

وكشف أمير أسد اللّهي، الكابتن الطيار بخطوط "ماهان" الإيرانية، في يونيو (حزيران) 2020 أن سليماني كان من بين الركاب المدنيين، وعددهم 200 شخص برفقة 7 أطنان "شحنة غير قانونية" على متن الطائرة في طريقه إلى دمشق، وقد طلب من الطائرة الهبوط في مطار بغداد، ثم تمكنوا من الوصول إلى سوريا دون الهبوط في بغداد بعد تقديم رشاوي إلى المراقبين.

كما تبين من الملف الصوتي المسرب من تصريحات وزير الخارجية الإيراني السابق، محمد جواد ظريف، تبين دور سليماني في نقل الأسلحة إلى سوريا، وذلك عند إصرار قاسم سليماني على تنفيذ العمليات مع شركة "هما" للطيران بدلًا من "ماهان" من أجل تقليل المخاطر.

وبحسب الملف المسرب، قال ظريف إن سليماني يقول: لأن الميدان [المجال العسكري] هو الأصل، فإذا كانت "هما" أكثر أمانا من "ماهان"، حتى لو بنسبة 2 في المائة، يجب أن نستخدم "هما" ولو تضررت الدبلوماسية 200 في المائة".

وتزامنا مع تزايد الهجمات الإسرائيلية على مخازن الأسلحة في سوريا، يبدو أن اعتماد فيلق القدس على شركة "ماهان" قد ازداد أكثر من السابق.