صحف إيران: تباين حول مسؤولية فشل مفاوضات الدوحة و250 مليون دولار خسارة يومية بسبب العقوبات
لا يزال موضوع المفاوضات النووية وفرص إنقاذ الاتفاق النووي وإحيائه هو العنوان الرئيسي للصحف اليومية، بالرغم من محاولات الصحف الأصولية والمتشددة التقليل من أهمية الموضوع، ولوم الأطراف الغربية على عدم التوصل إلى اتفاق في المفاوضات الأخيرة التي استضافتها العاصمة القطرية الدوحة.
ونقلت الصحف الأصولية الصادرة اليوم، الثلاثاء 5 يوليو (تموز)، كلام وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان الذي قال إن الولايات المتحدة الأميركية لم تحمل معها أي مبادرة عند مجيئها إلى قطر، واكتفت بتكرار مواقفها السابقة وهو ما "أفشل" المفاوضات.
لكن الصحف الأخرى ترى أن مواقف طهران المتصلبة هي التي حالت دون التوصل إلى اتفاق، ورأت صحيفة "ستاره صبح" أن ضعف فريق إيران التفاوضي، وكذلك الانطباعات والقراءات الخاطئة لطهران عن المفاوضات هما السبب في "فشل" مفاوضات الدوحة.
في سياق متصل أشار كاتب صحيفة "شرق" إلى فشل المفاوضات وزيارة بايدن المرتقبة إلى المنطقة، وقال إنه لو نجحت هذه المفاوضات الأخيرة في قطر لكانت فرص خصوم الاتفاق النووي في المنطقة أقل، حيث سيحاولون الآن استغلال زيارة بايدن للضغط على طهران، مشيرا إلى أن إيران تخسر يوميا 250 مليون دولار بسبب عدم العودة إلى الاتفاق النووي.
على صعيد آخر علقت صحيفة "اقتصاد بويا" على خبر وكالة " بلومبرغ" للأنباء حول قيام إيران ببيع نفطها إلى الصين بسعر أرخص من ذي قبل لمنافسة النفط الروسي، حيث تسعى موسكو هي الأخرى للاستحواذ على حصة إيران النفطية في سوق الصين بعد العقوبات الغربية المفروضة على موسكو.
ولفتت الصحيفة إلى أن إيران تبيع نفطها إلى الصين بخفض يصل إلى 10 دولارات للبرميل الواحد، بعد أن كانت في السابق تبيع بخفض يصل إلى 4 أو 5 دولارات.
في موضوع منفصل حذرت صحيفة "همدلي" من عودة كورونا بعد أن أعلنت وزارة الصحة الإيرانية، أمس الاثنين 4 يوليو (تموز)، أن إحصاءات كورونا اليومية تخطت مرة أخرى حاجز الألف إصابة، ووصلت إلى 1007 مصابين.
ونوهت الصحيفة أن ما يزيد من مخاطر الإصابات هذه المرة هو انها تتزامن مع سوء التغذية في البلاد، حيث إنه وبسبب المشاكل الاقتصادية في البلاد بات الإيرانيون يعانون من سوء التغذية، وهو ما يؤثر سلبا على نظام مناعتهم البدنية ويضعف مقاومته أمام فيروس كورونا.
في موضوع آخر رحبت صحيفتا "كيهان" و"خراسان" الأصوليتان بخطة الحكومة التجريبية حول بيع الخبز وفق نظام الحصص، وادعت هاتان الصحيفتان أن هذا النظام وإلغاء الدعم عن الخبز سيوفر 50 ألف مليار تومان.
لكن صحيفة "ثروت" انتقدت هذه الخطة الحكومية وتوقعت ارتفاع سعر الخبز 4 أضعاف بعد قيام الحكومة برفع الدعم عن الخبز.
نقرأ الآن تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"آرمان ملي": واشنطن استخدمت البرنامج النووي كفخ استراتيجي ضد إيران
قال الناشط والمحلل السياسي، مهدي مطرنيا، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية إن الولايات المتحدة الأميركية حولت البرنامج النووي الإيراني إلى "فخ استراتيجي" ضد طهران، وباتت تمارس على إيران ونظام الجمهورية الإسلامية الحاكم ضغوطا من هذه النافذة.
وذكر مطهرنيا أنه وفي حال لم تستطع إيران أن تتوصل إلى اتفاق في ظل الظروف الحالية فعليها أن تنتظر ضغوطا أكبر وتحالفات إقليمية ودولية ضدها.
كما نوه إلى تصريحات وزير الخارجية الأميركي الأسبق هنري كيسنجر، حول الاتفاق النووي، وتأكيده على عدم كفاية الاتفاق النووي الأول، واعتبار العودة إلى الاتفاق النووي بصيغته السابقة أمرا خطيرا للغاية، وأكد مطهرنيا أن هذه المواقف تظهر أن مساعي إحياء الاتفاق النووي والوساطات المبذولة حتى الآن لم تستطع تلبية التوقعات الأميركية من المفاوضات النووية.
"ستاره صبح": فهم إيران الخاطئ وضعف فريقها التفاوضي منعا إحياء الاتفاق النووي حتى الآن
فيما قال المحلل السياسي قاسم محبعلي، لصحيفة "ستاره صبح" إن إيران قد ضيعت فرصة التوصل إلى اتفاق مع الأطراف الغربية في الدوحة، مؤكدا أن فريق إيران التفاوضي ضعيف وغير قادر على اتخاذ القرار، وقال إنه من الصعب الحصول على فرصة أخرى مشابهة لفرصة الدوحة.
وقال محبعلي إن الفهم الخاطئ لدى إيران، وكذلك ضعف فريقها التفاوضي، هما السبب في عدم إحياء الاتفاق النووي حتى الآن، مشيرا إلى أن فريق ظريف التفاوضي كان مختلفا كل الاختلاف عن فريق باقري كني، حيث كان لظريف وفريقه خبرة طويلة وتجارب متراكمة من العمل الدبلوماسي والتفاوض والاطلاع على تطورات العالم والمنطقة.
"إيران": المشككون بتقرير الصحيفة حول تفاؤل الإيرانيين إزاء المستقبل "قاتلو الأمل" لدى الناس
يبدو أن صحيفة "إيران" الحكومية شعرت بالإحراج من تقريرها الذي نشرته يوم أمس عن "سعادة الإيرانيين" وشعورهم بالرضا من الحكومة، لا سيما وأنها استندت إلى إحصاءات من مراكز لم تذكر اسمها، وهو ما واجه انتقادات وسخرية أجبرت الصحيفة على نشر تقرير آخر اليوم حول الموضوع، وادعت أنها استندت على إحصاءات لمراكز معتبرة نسبتها إلى الاستخبارات والإذاعة والتلفزيون الحكومية ومركز تقييم أفكار الطلبة (ايسبا).
وهاجمت الصحيفة المشككين بهذه الإحصاءات والأرقام، حيث كانت "إيران" قد ادعت أن 70 في المائة من الإيرانيين متفائلون تجاه المستقبل واصفة هؤلاء المشككين بـ"قاتلي الأمل".
وأكدت الصحيفة أن ما رفع من نسبة الأمل لدى الإيرانيين هو إجراءات الحكومة وإصلاحاتها الاقتصادية.
"تعادل": الناس في إيران يفقدون الأمل بالمستقبل بشكل متزايد
في المقابل استغرب الخبير الاجتماعي، أمان الله قرائي مقدم، من تقرير صحيفة "إيران" الحكومية حول نسبة رضا الإيرانيين وشعورهم بالسعادة وتفاؤلهم إزاء المستقبل، وقال قرائي لصحيفة "تعادل" الاقتصادية: "لا أدري كيف خلصت صحيفة الحكومة إلى أن 67 من الإيرانيين يشعرون بالرضا؟ بكل تأكيد فإن ايران الحالية ليست هي التي يمثلها هذا الإحصاء".
وأضاف الكاتب: "هل يمكن في البلد الذي يزداد الفقراء فيها يوما بعد يوم أن تصل نسبة الشعور بالرضا إلى 67 في المائة؟"، موكدا أن الحكومة ومن خلال هذه الإحصاءات الخاطئة وغير الواقعية تزيد من اضطراب الناس، لأن قضية الفقر في إيران بلغت مرحلة حساسة وبات الناس يفقدون الأمل إزاء المستقبل بشكل كبير.