سراب المفاوضات في الدوحة.. والتشابه بين طهران وطالبان.. وتداعي العلاقات بين إيران وجيرانها
زادت انتقادات الخبراء الاقتصاديين والنشطاء السياسيين الإصلاحيين والمستقلين لسلوك طهران في ملفها النووي والمفاوضات التي شهدتها الدوحة بعد أن واجهت هذه المفاوضات فشلا غير متوقع عقب الأنباء عن وجود قرار بالعودة إلى الاتفاق النووي.
وحمّل هؤلاء المنتقدون الوفد التفاوضي المعين من قبل الحكومة مسؤولية هذا الفشل، واتهموا علي باقري كني كبير المفاوضين الإيرانيين- كما فعلت صحيفة "جمهوري إسلامي"- بأنه لا يؤمن مبدئيا بأهمية الاتفاق النووي وضرورة إحيائه، وبالتالي فلا يتوقع منه اتخاذ مواقف تؤدي إلى نجاح المفاوضات داعية النظام إلى تغييره وتعيين مفاوض آخر.
وفي المقابل نجد الصحف الأصولية، اليوم الأحد 3 يوليو (تموز)، تمجد "مقاومة" كني وفريقه التفاوضي الذي- حسب هذه الصحف- لم يستجب لمطالب الولايات المتحدة الأميركية المجحفة.
وحملت "سياست روز"، و"كيهان"، الولايات المتحدة مسؤولية فشل المفاوضات، إذ إنهم يرفضون رفع كامل العقوبات عن طهران، ولا يقبلون تقديم ضمانات مستقبلية لطهران.
وبين الصحف التي تمجد باقري كني من جهة والتي تعتبره سببا في فشل المفاوضات من جهة ثانية، نجد بعضا آخر من الصحف تعتبر أن باقري كني وفريقه التفاوضي لا دور كبير لهم في هذه المفاوضات وإنما هم مجرد منفذين للأوامر التي وكلوا بها.
ويقول الدبلوماسي السابق فريدون مجلسي لصحيفة "جهان صنعت" إن البرلمان الإيراني توصل منذ فترة إلى أنه لا أمل في التوصل إلى اتفاق، وإن المفاوضات تتم من أجل شراء الوقت لمزيد من التفاوض، في حين أن الغرب لا يريد التفاوض حصرا وإنما يسعى لضمان مصالحه وأهدافه في المنطقة.
وفي موضوع آخر، علقت الصحف كذلك على حادثة الزلزال الذي ضرب محافظة "هرمزكان"، صباح أمس السبت 2 يوليو (تموز). عند الساعة 2:02 صباحًا بالتوقيت المحلي، وقد بلغت قوته 6.1 درجة وعلى عمق 10 كيلومترات.
ولفتت بعض الصحف مثل "آرمان ملي" إلى النسيج المتهالك للأبنية والبيوت في محافظة هرمزكان، جنوب شرقي إيران، حيث حوّل الزلزال الكثير من البيوت إلى كومة من الأنقاض والأتربة وجعل آلاف الأطفال وكبار السن يفترشون الشوارع والعراء مأوى لهم، كما نوهت الصحيفة إلى أن قرى عدة قد سويت بالأرض تماما جراء هذا الزلزال.
وفي شأن منفصل حاولت صحيفة "ستاره صبح" التعريض بالنظام الحاكم في إيران وخطابه اللاعقلاني من خلال نقلها لتصريحات زعيم حركة طالبان المتشددة، هبة الله آخوندازه، خلال كلمة له أذيعت في مؤتمر "علماء أفغانستان" الذي رعته حركة طالبان، حيث قال آخواندزاده إن الحركة ليست معنية بالتعامل مع العالم وإن تطبيق الشريعة وليس الاقتصاد ومعيشة الناس هو الذي يكون ضمن أولويات النظام الجديد الحاكم في أفغانستان.
ويبدو أن الصحيفة أرادت بذلك تسليط الضوء على تشابه الخطاب بين حركة طالبان والنظام الإيراني الحاكم حيث إن كلا منهما لا يهتم بالتعامل مع العالم ويعتبر العلاقات الدولية عملا عبثيا لا فائدة من ورائه.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم:
"سياست روز": المفاوضات النووية عبارة عن سراب سواء في فيينا أو الدوحة
أشار المقال الافتتاحي لصحيفة "سياست روز" الأصولية، إلى نموذج للعقلية البعيدة عن المنطق والعقل، حيث قال رئيس تحريرها محمد صفري إن المفاوضات النووية سواء عقدت في فيينا أو في الدوحة لا جدوى منها، وهي عبارة عن محاولات عبثية وبحث عن سراب حسب تعبيره.
وأوضح الكاتب الأصولي في مقاله أن على إيران وبدل التعويل على إبرام اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية أن توسع من دائرة علاقاتها مع دول الجوار وأن تضع ضمن جدول أعمالها الانضمام إلى مجموعة الاقتصادات الناشئة المعروفة باسم "بريكس" التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا.
"كيهان": المطالبون بتغيير وفد إيران التفاوضي يرتكبون "خيانة صريحة"
هاجمت صحيفة "كيهان" المتشددة في تقرير لها صحيفة "جمهوري إسلامي" التي كانت قد اقترحت يوم أمس السبت تغيير تركيبة الوفد التفاوضي لإيران معللة السبب بأن من يقود هذا الوفد لا يؤمن مبدئيا بأهمية الاتفاق النووي وحجم تأثيره على الاقتصاد الإيراني.
واعتبرت "كيهان" أن هذه الدعوة "خيانة صريحة" وانتقدت الإصلاحيين الذين يغضون الطرف عن سلوك الولايات المتحدة الأميركية ويكتفون بالهجوم على وفد إيران التفاوضي ويتهمونه بالضعف والعجز عن إمضاء المفاوضات وإنجاحها.
كما ذكرت الصحيفة المقربة من مرشد إيران علي خامنئي أن الإصلاحيين يقومون بتوزيع الأدوار مع الولايات المتحدة الأميركية وأن واشنطن- تضيف الصحيفة- باتت تعوّل على دورهم في الاستمرار بالحرب النفسية التي تشنها ضد إيران.
"آرمان ملي": من المستبعد أن تبني إيران علاقات حسنة مع دول الجوار
قال المرشح الرئاسي السابق، مصطفى هاشمي طبا، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "آرمان ملي" الإصلاحية إنه سواء تم إبرام الاتفاق النووي أم لم يبرم فإن الأوضاع ستبقى سيئة، حيث إن هناك مشاكل متجذرة في طريق إدارة الحكم في إيران، مشيرا إلى سياسات إيران الخارجية وعلاقة ذلك بالأوضاع الداخلية. وقال في هذا السياق: "مشكلتنا هي أن سياساتنا الداخلية لا تتماشى مع سياساتنا الخارجية. وعندما نريد تحقيق شيء على صعيد السياسة الخارجية فإننا لا نمهد لذلك على الصعيد الداخلي".
ونوّه إلى علاقات إيران بدول الجوار وقال هاشمي طبا: "في الوقت الراهن علاقاتنا مع جيراننا تواجه تحديات جمة ولهذا فمن المسبتعد أن تستطيع إيران في المستقبل أن تُكوّن علاقات حسنة مع الدول المجاورة لها".
كما تناول الناشط السياسي الإصلاحي طبيعة المفاوضات التي تجري بين الفينة والأخرى بين إيران وأميركا عبر الوسطاء. وقال: "المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأميركية لن تستطيع أن تحقق لنا النتائج المرجوة، وذلك لأن أيا من الوسطاء يسعى في المقام الأول لتحقيق مصالحه، وإذا ما شعر أن الاتفاق لن يضمن مصالحه فإنه يسعى لإفساد الاتفاق وتعطيله".