صحف إيران: نتائج زيارة بوريل.. والتوصل لاتفاق قبل مجيء بايدن.. وعزل قيادات بالحرس الثوري
في خضم اليأس والغموض وخلافا للتوقعات السابقة بانهيار الاتفاق النووي بعد وصوله إلى طريق مسدود، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، ووزير الخارجية الإيراني، حسين أميرعبداللهيان، عن التوصل إلى اتفاق لاستئناف المفاوضات النووية في الأيام المقبلة.
جاء ذلك عقب وصول مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل إلى طهران ولقائه بوزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ليعلن عن استئناف قريب للمفاوضات النووية بعد توقف استمر 3 أشهر.
واهتمت جل الصحف الصادرة اليوم الأحد 26 يونيو (حزيران) بهذا الموضوع، وكان العنوان الرئيسي لكبرى الصحف الإصلاحية والأصولية والمستقلةـ إلا "كيهان" التي تجاهلته بشكل متعمد كما يبدو، حيث لا تريد المجاهرة بمعارضتها ومواقفها المتشددة التي رددتها في الأيام السابقة بعد أن أدركت أن النظام في إيران ربما يكون قد حسم أمر العودة إلى طاولة المفاوضات بسبب ما يمر به من أوضاع اقتصادية وأمنية هشة.
وعنونت "آرمان ملي" عن الموضوع بالقول: "الاتفاق النووي ينتعش من جديد"، فيما كتبت "ستاره صبح" وقالت: "الاتفاق النووي يخرج من الطريق المسدود".
أما صحيفة "جوان" المقربة من الحرس الثوري فقد أشارت إلى أن هذا التطور الجديد يأتي بعد أيام قليلة من الصدام والمواجهة بين إيران والأطراف الغربية على خلفية قرار مجلس محافظي الوكالة الدولية، وذكرت أنه لا يُعرف بالتحديد ما هي القضايا التي اتفق عليها عبداللهيان وبوريل إلا أنها توقعت أن يكون الاتفاق قد تم على خفض إيران لنشاطها النووي مقابل خفض الإجراءات والعقوبات الغربية ضد طهران.
ومن بين الموضوعات الأخرى التي كانت حاضرة في صحف اليوم موضوع التغييرات التي يشهدها الحرس الثوري على مستوى قيادات كبرى ومتنفذة فيه، فبعد عزل حسين طائب رئيس استخبارات الحرس الثوري الإيراني، أعلنت العلاقات العامة للحرس، أمس السبت 25 يونيو (حزيران) عن تعيين حسن مشروعي قائدا لفيلق ولي الأمر، المسؤول عن حماية خامنئي، خلفا للعميد إبراهيم جباري، الذي شغل هذا المنصب 12 عاما.
ويرى محللون أن هذه التغييرات تأتي في إطار الجهود المبذولة لمكافحة التغلغل الإسرائيلي الواسع في المؤسسات العسكرية والأمنية والعملياتية في إيران.
وفي شأن آخر، اهتمت بعض الصحف بالخطاب المباشر للرئيس الإيراني عبر التلفزيون الرسمي والدفاع عن أداء حكومته من الناحية الاقتصادية حيث حاول تبرير الضعف الموجود من خلال إلقاء اللوم على الحكومة السابقة والادعاء بأن حكومته تسلمت أعباءً اقتصادية ثقيلة من حكومة روحاني، ونقلت الصحف الموالية للحكومة مثل "كيهان"، و"وطن امروز"، هذه التصريحات لرئيسي ودافعت عن الحكومة كما هو معهود.
يمكننا الآن أن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات في صحف اليوم..
"آرمان ملي": يجب التوصل إلى اتفاق مع الغرب ورفع الضغط عن إيران قبل مجيء بايدن إلى المنطقة
لفت الكاتب والدبلوماسي الإيراني السابق، عبدالرضا فرجي راد، في مقابلة مع صحيفة "آرمان ملي"، إلى الاتفاق الذي توصل إليه مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، جوزيف بوريل، ووزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان حول استئناف المفاوضات، معتقدا أن الأطراف الغربية قد قبلت مقترحات إيران للخروج من المأزق السابق الذي وصل إليه الاتفاق النووي، كما توحي بذلك التصريحات الإيرانية والأوروبية.
وشدد الكاتب على ضرورة أن تتوصل إيران مع الأطراف الغربية إلى اتفاق حول موضوع إيران النووي قبل مجيء الرئيس الأميركي إلى المنطقة لإخراج إيران من الضغط السياسي حسب قراءة الكاتب.
وأضاف الكاتب: "عندما يقول وزير الخارجية الإيراني إن الظروف باتت إيجابية فهذا يعني أنهم قد حصلوا على ضوء أخضر أميركي لإنجاح مسار المفاوضات"، لافتا إلى أن إيران قد اقترحت على الولايات المتحدة الأميركية رفع اسم مقر "خاتم الأنبياء" التابع للحرس الثوري من قائمة العقوبات، ولعل واشنطن ترغب في إعطاء إيران امتيازات من أجل إنجاح الاتفاق النووي في هذه المرحلة.
"جوان": فرصة إحياء الاتفاق النووي 50 في المائة
أما "جوان" الأصولية والمقربة من الحرس الثوري فذكرت أنه وبالرغم من التفاؤل الحاصل إزاء التطور الأخير إلا أن فرص إحياء الاتفاق النووي لا تزال 50 في المائة، ونقلت تصريحات مسشار الوفد التفاوضي الإيراني إلى فيينا، محمد مرندي، والتي ذكر فيها أن الأطراف المفاوضة لم تتفق بعد على آلية مشتركة حول موضوع الضمانات والعقوبات ولا تزال هذه النقطة غامضة وغير متضحة.
"آفتاب يزد": إيران وأميركا يرغبان هذه المرة في التوصل إلى اتفاق حول البرنامج النووي
وعن الموضوع نفسه رأى الكاتب والمحلل السياسي، سيد عليرضا كريمي، في مقال نشرته صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية أن الطرفين الإيراني والأميركي يبدو هذه المرة أنهما يرغبان في التوصل إلى اتفاق حول موضوع إيران النووي، فمن جانب إيران نجد أن الحكومة تمر بأوضاع اقتصادية صعبة وأوضاع إيران بدأت تأخذ نموذج فنزويلا السابق قبل أن ينجح الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو في تخفيف حدة العقوبات من خلال تغيير نهج سياساته الخارجية واعتماد التعقل في الحكم.
وأضاف الكاتب أن إيران أيضا يجب أن تسلك نهج فنزويلا مؤخرا ولا حل أمامها سوى أن تغير نهج سياساتها الخارجية ليفتح العالم أبوابه الاقتصادية على طهران وهذا لا يتم إلا من خلال إحياء الاتفاق النووي الذي تمت هندسته في عهد حكومة روحاني ووزارة خارجية محمد جواد ظريف.
أما على الجانب الآخر، فرأى الكاتب أن الرئيس الأميركي جو بايدن أيضا يمر بمرحلة ضعف ويحتاج إلى تحقيق نجاح في ملف السياسة الخارجية وهو ما يعزز فرضية نجاح المفاوضات هذه المرة.
"شرق": ارتفاع معدلات السرقة 4 مرات في 5 سنوات.. وإيران ضمن أكثر 8 دول بؤسا في العالم
في تقرير لها عن الأوضاع الاقتصادية قالت صحيفة "شرق" إن إيران تعد ضمن أكثر 8 دول في العالم من حيث مؤشر البؤس، مشيرة إلى أن نسبة السرقة خلال السنوات الخمس الأخيرة قد تضاعفت في إيران أكثر من 4 مرات، واستندت في ذلك إلى تقارير لمركز الإحصاء الإيراني.
كما لفتت الصحيفة إلى أن 68 في المائة من الموقوفين في السجون هم من المتورطين في قضايا سرقة أو مخدرات وأن نصف هؤلاء السارقين هم سارقون للمرة الأولى ما يعني أن الاضطرار والفقر أجبرهم على القيام بالسرقة لتلبية حاجاتهم.