أحمدي نجاد: السلطة الإيرانية الحالية لا تعيش على أرض الواقع

قال الرئيس الإيراني الأسبق، محمود أحمدي نجاد، في مواجهة صريحة للرئيس إبراهيم رئيسي: "من يقولون إن إيران لا تواجه مشاكل ربما يعيشون على سطح القمر".

وكان رئيسي قد قال في ذكرى انتخابه يوم 18 يونيو (حزيران) إن "كل شيء على ما يرام ولا توجد مشكلة في إيران لا يمكن حلها". ومع ذلك، فإن تفاؤله لا يتوافق مع التحديات الاقتصادية والسياسية المتزايدة التي تواجهها حكومته، ففي هذا الأسبوع فقط، أعلن المركز الإحصائي الإيراني أن تضخم أسعار المواد الغذائية تجاوز 80 في المائة في مايو (أيار) ويونيو (حزيران) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وعلى الرغم من أن سلوك أحمدي نجاد خلال العام الماضي يدل على رغبته في الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2025، إلا أنه يصر في الوقت الحالي على أنه لا يسعى وراء السلطة السياسية.. "كل أنشطتي تهدف إلى إصلاح النظام والتعايش مع خصومي السياسيين. لا أريد الانتقام من أحد ولا الهيمنة على الآخرين. هدفي الوحيد هو تصحيح النظام وحل مشاكل البلاد".

وقد نشرت تصريحات الرئيس السابق في عدة مواقع عبر الطيف السياسي في البلاد، أمس الجمعة، ما يبرز نجاحه في جذب انتباه وسائل الإعلام.

وأشار أحمدي نجاد، الذي كان يتحدث في لقاء مع أنصاره يوم 23 يونيو، إلى انتخابه في عام 2005 على أنه تعبير عن إرادة الشعب. وقال أحمدي نجاد: "منذ ذلك الحين، وعلى مدى عقدين تقريبًا، قسم بعض الأفراد البلاد إلى فصيلين يقاتل كل منهما الآخر باستمرار للحصول على حصته في السلطة السياسية".

كما قال هذا السياسي الشعبوي الذي تحول إلى منتقد صريح للنظام السياسي منذ عام 2017، إن الفصيلين السياسيين الرئيسيين في إيران [الإصلاحيين والمحافظين] متماثلان في الواقع وإن خلافاتهما تدور حول حصة كل منهما في السلطة وليس حول المثل العليا لثورة 1979.

وزعم نجاد أنه حتى آخر لحظة قبل إعلان نتائج الانتخابات عام 2005، تعرض لتهديدات من كلا الفصيلين بقتله أو طرده من البلاد، لكن عندما فاز في الانتخابات، ادعى المحافظون أنهم أوصلوه إلى السلطة.

إن ادعاء أحمدي نجاد هذا يُذكّر مراقبي الشأن الإيراني بتصريح لأحد قادة الإصلاح، رئيس البرلمان السابق، مهدي كروبي، الذي قال في رسالة إلى المرشد علي خامنئي، في يونيو 2005، إن الحرس الثوري زور الانتخابات لإيصال أحمدي نجاد إلى السلطة.

وفي تصريح آخر مثير للجدل، قال أحمدي نجاد إن الصراع على السلطة السياسية في إيران اليوم، حل محل المثالية.

وفي حديثه عن الوضع السياسي الحالي، قال أحمدي نجاد: "هناك خلل في الطريقة التي تدار بها شؤون البلاد. ومن يقول بعدم وجود مشاكل بعيد عن الواقع". وذكّر من هم في السلطة الآن قائلاً: "نحن جميعًا على نفس القارب ولا يمكنكم إحداث ثقب في الجزء الخاص بكم. إيران ملك لكل من يعيش هنا".

يشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي ينتقد فيها أحمدي نجاد حكومة رئيسي، رغم أن العديد من مساعديه يشغلون مناصب نواب رئيس ووزراء في الحكومة الحالية. وكان قد قال في وقت سابق يوم 15 يونيو بعد استقالة وزير العمل، حجت عبد الملكي: "ما أدى إلى استقالة الوزير إلى جانب سذاجته، هو إدارة رئيسي التي لم يكن لدى عرابيها أي خطط". وأضاف أن "رئيسي هو المسؤول عن فشل وزيره والمشاكل التي خلقها".

وفي تحليل يوم 16 يونيو، كتب موقع "رويداد 24" الإخباري أن أحمدي نجاد لا يريد مقارنته برئيسي على الرغم من أن لديه الكثير من الحلفاء، "لأنه يعتقد أن هذا قد يشوه صورته كمتمرد وشخصية معارضة رئيسية"، لاسيما وأنه قد يرغب في العودة إلى واجهة المشهد السياسي الإيراني مرة أخرى عام 2025.