خاص لـ"إيران إنترناشيونال": معارضة "قاآني" حول مواجهة "الأعداء" بالخارج وراء عزل "طائب"
أشارت معلومات تلقتها "إيران إنترناشيونال" إلى أن إبعاد "حسين طائب" من جهاز استخبارات الحرس الثوري مرتبط بعلاقات متوترة طويلة الأمد بينه وبين بعض الشخصيات الأمنية البارزة، وأرادت هذه الشخصيات إحداث تطهير جذري في هذا الجهاز.
وبحسب هذه المعلومات، فإن إسماعيل قاآني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، وإسماعيل خطيب، وزير الاستخبارات، من كبار خصوم "طائب" وكانا ينتظران منذ فترة طويلة فرصة لتمهيد الطريق لعزله.
كما تشير هذه المعلومات إلى أن معارضي "طائب" جادلوا مرارًا وتكرارًا بأن الجهاز الذي يقوده قد فشل في تنفيذ مهامه ولم يلتزم بصلاحياته.
وعلی هذا الأساس، کشفت مصادر "إيران إنترناشيونال" أنه في الأشهر الأخيرة، قد بعث رؤساء بعض الوحدات في الأجهزة الأمنية الإيرانية برسائل متكررة مباشرة إلى مكتب علي خامنئي، كان موضوعها الرئيس المطالبة بإقالة مَن تجاوزوا سلطاتهم في "تحييد الإرهاب والتجسس" داخل إيران.
ووفقًا لهذه المصادر، فقد جادل معارضو "طائب" رفيعو المستوى بأن الجهاز لم يستوفِ "المعايير الأساسية لإحباط الأنشطة الإرهابية" في إيران، وفي نفس الوقت أدى الانخراط "غير الاحترافي وغير المهني" في الأنشطة الخارجية إلى الإضرار بمسؤوليات الأجهزة الأمنية الأخرى.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فقد دعا معارضو طائب في الأجهزة الأمنية الأخرى، إلى التطهير الكامل وإقالة العديد من كبار أعضاء جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني، وتغيير واجبات التنظيم وإقالة أجزاء من مهمته.
يأتي هذا بينما اعتبرت وزارة الاستخبارات نفسها دائمًا الجهاز المتخصص في مهمات "التجسس ومكافحة التجسس"، وقد أعلن فيلق القدس -أيضًا- سيطرته الكاملة على الأنشطة الخارجية للحرس الثوري الإيراني، لكن هذه المهمات واجهت تحديات في السنوات الأخيرة مع دخول جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني إلى هذه المناطق.
وتشير المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال" إلى أنه مع فشل جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني في توفير معلومات استخبارية في مجال التجسس ومكافحته، وكذلك العمليات الفاشلة في الخارج؛ فقد سنحت فرصة إضعاف هذا الجهاز لمنافسيه.
ووفقًا لمصادر "إيران إنترناشيونال"، فإن انتخاب محمد كاظمي، المعروف من قِبل كبار مسؤولي الأمن الإيراني بـ"البيروقراطي الرمادي" والشخصية غير العملياتية في الأجهزة الأمنية الإيرانية، هو في الواقع محاولة لتطهير التنظيم على نطاق واسع وعزل العديد من كبار مسؤوليه وإعادة تحديد مهامه.
فشل متتالٍ في العمليات الخارجية
وتنقسم أنشطة جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني إلى قسمين: "العمليات الخاصة أو الوحدة 4000"، و"وحدة مكافحة التجسس أو الوحدة 150".
وقالت مصادر لـ"إيران إنترناشيونال": إنه خلال فترة إدارة "طائب"، تحولت مهمة وحدة مكافحة التجسس (الوحدة 150) إلى نشاط إرهابي خارج إيران، وإخفاقات هذه الوحدة المتتالية في تنفيذ مهامها عززت المطالبات بإقالة "طائب" بمرور الوقت.
وبحسب هذه المصادر، فإن العملية التي أدت إلى اغتيال حسن صياد خدائي، العضو البارز في الوحدة (840) بفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، اعتُبرت "أخطر هزيمة" لطائب من قِبل خصومه؛ لأن الجهاز الذي تحت قيادته لم يحذر صياد خدائي من الاغتيال المحتمل.
وأكدت المصادر أن الهزيمة الأخرى لطائب حدثت في نوفمبر 2021م عندما تم اعتقال ثلاثة من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني خلال عملية في الإمارات العربية المتحدة، ولم يكن الإفراج عنهم ممكنًا إلا بعد فترة طويلة من الاتصال الدبلوماسي.
وقد تم اعتقال عشرات على صلة بالحرس الثوري في قبرص عقب کشف محاولة فاشلة لاغتيال الرأسمالي الإسرائيلي "تادي ساجي" في سبتمبر من العام الماضي، وكذلك محاولة أخرى فاشلة لاغتيال رجل الأعمال الإسرائيلي "يائير جيلر" بتركيا في 15 فبراير، من الحالات التي تم ذكرها على أنها إخفاقات عملياتيّة رئيسية لطائب.
جدير بالذكر أن آخر حالة من هذه الإخفاقات هي فشل جهاز استخبارات الحرس الثوري الإيراني في اختطاف السفير الإسرائيلي السابق في تركيا. وأدت تغطية هذا الفشل إعلاميا إلى إذلال إيران وتفوق إسرائيل النفسي، وحتى توترات في العلاقات التركية الإيرانية، وإلغاء زيارة وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، وتحركات وكالة الاستخبارات والأمن التركية ضد خلايا الحرس الثوري الإيراني في هذا البلد.
وبحسب المعلومات التي تلقتها "إيران إنترناشيونال"، فإنه بعد هذه الإخفاقات، ارتفعت أصوات معارضة في كل من أجهزة الاستخبارات والسلك الدبلوماسي، ووجّهوا أصابع الاتهام إلى "طائب"، محذرين إياه من أنه ليس فقط لم يقم بمسؤولياته، ولكن کلف النظام الكثير من الإنفاق المالي.
بالإضافة إلى ذلك، ووفقًا لمصادر "إيران ناشيونال"، فإن عزل طائب مرتبط بقلق النظام من سلسلة من الهجمات الأجنبية ضد أعضاء فيلق القدس والبرامج النووية والصاروخية والطائرات المسيرة، وتهديدات أخرى.