صحف إيران: عودة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن ومقترحات بـ"اتفاق مؤقت" بين واشنطن وطهران
أعربت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم، الخميس 2 يونيو (حزيران)، عن مخاوفها من احتمالية عودة ملف إيران النووي إلى مجلس الأمن، وتفعيل القرارات الدولية ضد طهران، بعد عزم مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية دراسة تقارير رئيس الوكالة التي تفيد بعدم التزام إيران بتعهداتها النووية.
فصحيفة "آرمان ملي" مثلا أشارت إلى تقرير الوكالة الدولية للطاقة، وأوضحت أن هذه التقارير هي التي قادت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إلى مطالبة إيران في مسودة قرار بالرد فورا على أسئلة الوكالة حول 3 مواقع نووية غير معلنة.
كما لفتت صحيفة "شرق" إلى المواقف المتشددة للأطراف الغربية ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية من إيران، ورأت أن هذه التطورات تعتبر "ختما نهائيا" على موت الاتفاق النووي، واستخدمت في تقريرها حول الموضوع عنوان: "كان يسمى الاتفاق النووي"، وأوضحت أن انهيار الاتفاق النووي سيعني تشديدا في مواقف الوكالة الدولية، ومجلس محافظي الوكالة ضد إيران.
في شأن آخر اهتمت الصحف اليوم بذكرى وفاة روح الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية، وحاولت بعض الصحف مثل "كيهان" أن تدافع عن النظام الحاكم وشخص المرشد، من خلال ربط منهج خامنئي في الحكم بمنهج الخميني المؤسس، وعنونت في القول: "خامنئي هو خميني آخر"، كما ذكرت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، أن "طريق الخميني لا يزال حيا".
وإذا تركنا هذا الموضوع، الذي استحوذ بشكل واسع على عناوين الصحف الصادرة اليوم الخميس، نجد موضوع الغلاء وأزمة الاقتصاد تأخذ نصيبها من اهتمام الصحف، لا سيما الصحف المنتقدة للحكومة وإجراءاتها الاقتصادية.
فصحيفة "همدلي"، على سبيل المثال، أشارت إلى الارتفاع الكبير وغير المسبوق في أسعار العملات الأجنبية في إيران، حيث تخطى سعر الدولار 31 ألف تومان، وقالت إن محال الصيارفة في الأسواق الإيرانية جعلوا خانة تسعير الدولار فارغة، وهو ما يوحي بنوع من الصدمة لدى هؤلاء الأفراد إزاء الأسعار الجديدة لهذه العملات، وكذلك كثرة التقلبات والاضطراب في أسعار الدولار.
فيما أشارت صحيفة "اعتماد" إلى مطالبة النائب الأول لرئيس الجمهورية، محمد مخبر، المواطنين الإيرانيين بإظهار مزيد من التحمل والصبر أمام إجراءات الحكومة الاقتصادية وتبعاتها، مؤكدا أنها خطوة لابد منها.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:
"مردم سالاري": الأوضاع المعيشية "رهينة" المفاوضات الاستنزافية
ذكرت صحيفة "مردم سالاري" أن حكومة رئيسي قد فشلت في الحد الادنى على صعيدين كبيرين، هما تحسين الوضع المعيشي للناس من خلال رفع العقوبات الاقتصادية عن البلاد، والاستفادة من الطاقات الداخلية حسب تعبيرها.
ونوهت الصحيفة إلى أن الأوضاع المعيشية للناس لا تزال رهينة المفاوضات الاستنزافية في فيينا، مشيرة إلى وعود الحكومة ورئيسها في العمل على تحسين الأوضاع الاقتصادية.
وأكدت في المقابل أن ادعاءات الحكومة في تحسين الأوضاع الاقتصادية وزيادة عائدات النفط ليس لها انعكاس في حياة الناس اليومية، بل إن الأسعار في تزايد مستمر، والعملة المحلية تخسر قيمتها باستمرار أمام العملات الصعبة.
وأشارت "مردم سالاري" إلى مفاوضات فيينا، وأوضحت أنه وبالرغم من مزاعم الحكومة في عدم تأثير العقوبات على حياة الناس إلا أن الحكومة ومسؤوليها باتوا يعولون على رفع العقوبات في تحسين الأوضاع، لكنهم لم يتخذوا خطوات عملية في هذا السبيل.
وتضيف الصحيفة: كما هو واضح فإن تصريحات المبعوث الروسي إلى مفاوضات فيينا، والتي قال فيها إن المفاوضات ستعلق على الأقل خلال الشهرين القادمين، قد تكون صحيحة وهي فترة زمنية قد نشهد فيها قرارا من مجلس محافظي الوكالة يدين طهران بسبب برنامجها النووي.
"جوان": نقول لصحيفة "جمهوري إسلامي" ومسؤوليها.. عودوا إلى حضن الجمهورية الإسلامية قبل فوات الأوان
هاجمت صحيفة "جوان"، المقربة من الحرس الثوري، صحيفة "جمهوري إسلامي" التي طالما انتقدت في موضوعاتها سياسات النظام داخليا وخارجيا، واستخدمت في ذلك أسلوب الصراحة والوضوح.
ويبدو أن صبر الصحف الأصولية قد نفد في التعامل مع الصحيفة التي كانت ذات يوم تمثل أكبر التيارات السياسية في إيران.
وكتبت صحيفة "جوان" مخاطبة صحيفة "جمهوري إسلامي": "صحيفة جمهوري إسلامي هي صحيفة تنشر في إيران لكن هذه الصحيفة لم تعد ذات صلة بالجمهورية الإسلامية ولا يربطهما سوى الشكل والتسمية".
وأضافت "جوان" مخاطبة مسؤولي الصحيفة المنتقِدين لنظام الحكم الحالي في إيران: "يجب أن نقول لكم أن بونا شاسعا أصبح بينكم وبين تسمية صحيفتكم، وننصحكم أن تعودوا إلى حضن الجمهورية الإسلامية قبل فوات الأوان، أو أن تستمروا في ذكر العناوين التي يرددها الإعلام الخارجي، لكن دون أن تحملوا هذه التسمية المقدسة".
"آرمان ملي": المصير المعقد للاتفاق النووي
قال المحلل السياسي، علي بيكدلي، في مقال بصحيفة "آرمان ملي" إن الأخبار والمواقف التي تظهر من الداخل الإيراني والولايات المتحدة الأميركية والدول الأوروبية تقود إلى اليأس والقنوط من مستقبل الاتفاق النووي، معتقدا أن الأطراف الغربية لا سيما الولايات المتحدة الأميركية باتت يائسة من الاتفاق النووي، لهذا فهي تعمل الآن على إيصال ملف إيران النووي إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وتابع بيكدلي قائلا: "في حال وصول ملف إيران إلى مجلس محافظي الوكالة وإدانة المجلس لطهران فإن الملف سينتقل إلى مجلس الأمن الدولي، والذي يعني بدوره فرض عقوبات دولية على الجمهورية الإسلامية".
واقترح الكاتب على أطراف الاتفاق النووي التقليل من دائرة النقاط المختلف عليها، والتركيز فقط على القضايا المرتبطة بشكل مباشر بالاتفاق النووي، محذرا حكومة بلاده باتخاذ خطوات تصعيدية ردا على سياسات الأطراف الأخرى، وأوضح أن مثل هذه الخطوات لن تكون في صالح الامن القومي الإيراني.
"جمهوري إسلامي": "الاتفاق المؤقت" قد يمنع موت الاتفاق النووي بشكل نهائي
أما الكاتب والمحلل السياسي، سيد حسين موسويان، فقد اقترح في مقال نشرته صحيفة "جمهوري إسلامي" على كل من طهران وواشنطن قبل إجراء الانتخابات النصفية في الولايات المتحدة الأميركية، التوصل إلى "اتفاق مؤقت" لمنع الاتفاق النووي من "الموت النهائي".
واقترح الكاتب أن تقوم طهران بخطوتين لتقابلها الولايات المتحدة الأميركية بخطوتين مماثلتين، فعلى إيران أن تقوم أولا بوقف التخصيب بنسبة 20 و60 في المائة، والاكتفاء بنسبة 5 في المائة. والخطوة الثانية أن تعود إيران إلى الالتزام بالبروتوكول الإضافي الملحق بالاتفاق النووي لكي تتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية مراقبة نشاطها النووي.
أما الجانب الأميركي فيقوم بإلغاء العقوبات على قطاع النفط الإيراني كما جاء في الاتفاق النووي، وثانيا يلغي العقوبات على المصارف والمؤسسات البنكية الإيرانية، بما فيها البنك المركزي.