تصاعد الاحتجاجات.. وتداعيات احتجاز الناقلتين اليونانيتين.. وأسطول الأشباح الإيراني
في الأسبوع الأخير، كثرت الأخبار الهامة في إيران والتي حاولت الصحف اليومية الإحاطة بها وربط بعضها ببعض، ومن أهمها الاحتجاجات المستمرة في التنديد بما وقع في مدينة عبادان من انهيار لمبنى كبير خلف عشرات القتلى والمصابين.
كما شهدت إيران خلال الأيام الأخيرة عدة عمليات قتل استهدفت قادة عسكريين كبارا في العاصمة طهران وغيرها من المدن، أيضا أقدمت إيران على احتجاز سفينتين يونانيتين في مياه الخليج، وهي خطوة أثارت استياء غربيا، ورأى مراقبون فيها أنها رصاصة أخيرة في نعش الاتفاق النووي الموجود في العناية المركزة منذ شهور.
كل هذه الأحداث وغيرها كانت حاضرة في تغطية الصحف الصادرة اليوم الأحد 29 مايو (أيار) لكن لكل صحيفة نافذتها الخاصة في النظر إلى الأحداث وتحليلها بما يتماشى مع الصحيفة وتوجهها السياسي.
فصحيفة "كيهان" مثلا وهي كبرى الصحف الأصولية ومقربة من المرشد الإيراني علي خامنئي، رأت في حادثة احتجاز إيران لسفينتين يونانيتين أنها رسالة قوة وردع من إيران ضد الولايات المتحدة الأميركية التي تعتبرها الصحيفة المحرض لليونان على احتجاز سفينة تحمل وقودا إيرانيا قبل شهرين.
كما رأت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري أن الخطوة جيدة، وأنها وسيلة ناجعة في إجبار الأطراف الأخرى على تلبية مطالب إيران، مشيرة إلى أن التجارب السابقة أثبتت فاعلية اعتماد هذه الطريقة عند حدوث الخلافات مع الدول الأخرى.
لكن في المقابل اختلفت قراءة صحيفة "آرمان ملي" عن الصحف الأصولية حيث اعتبر كاتبها، علي رضا تقوي نيا، أن إقدام إيران على احتجاز السفينتين اليونانيتين هو إعلان مواجهة مباشرة بين إيران ودول حلف شمال الأطلسي (الناتو) لكن من المستبعد أن تبادر هذه الدول إلى نصرة اليونانيين نظرا إلى استعداد إيران العسكري للدخول في مواجهة عسكرية، حسب قراءة الكاتب.
أما عن حادثة إطلاق النار في شارع طالقاني وسط طهران فقد اكتفت الصحف بترديد رواية النظام المتناقضة أصلا. وقد أعلن موقع "جام جم أونلاين" الإيراني عن إطلاق نار استهدف نائب رئيس مركز عمليات الشرطة الأمنية بالعاصمة.
وقال مراد مرادي، مساعد رئيس الشرطة بطهران للشؤون الثقافية إنه عقب تجمع عدد من الأشخاص أمام مبنى مؤسسة الشهداء، فتح شخص بمسدس، النار على الضباط والمواطنين مما أدى إلى إصابة ضابطين اثنين، لكن بعد ساعات أعلن علي صالحي، مدعي عام طهران، أن عدد الضباط المصابين 4 أشخاص.
والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم..
"ستاره صبح": الاحتجاجات في إيران وصلت إلى مرحلة حساسة
أشار الكاتب والخبير الاجتماعي، أمان الله قرائي، إلى الاحتجاجات التي يشهدها عدد من المدن الإيرانية، وذكر أن الاحتجاجات في إيران وصلت إلى مراحل حساسة، موضحا أن طريقة تعامل السلطات الأمنية مع هذه الاحتجاجات سيكون حاسما في تحديد مستقبل البلاد.
ولفت قرائي مقدم إلى أنه في ظل وجود الفقر في البلاد فلا يمكن منع حدوث الاحتجاجات والمخاطر الاجتماعية، منوها إلى الاحتجاجات في عبادان على خلفية انهيار مبنى متروبول، وذكر أن مثل مدينة عبادان فيها أرضية مناسبة لظهور مثل هذه الاحتجاجات لأن الفقر هناك كبير وهو يجلب بدوره الإدمان والبطالة والجرائم في هذه المدينة.
وأضاف الكاتب أن جذور جميع المشاكل التي نراها اليوم تعود إلى عدم التوزيع العادل للثروات في إيران وهو واقع يجعل المجتمع محتقنا وغاضبا وبالتالي فإن أحداثا مثل انهيار المبنى من شأنها إشعال فتيل الاحتجاجات والمظاهرات.
"اعتماد": تفاعل رسمي ضعيف مع حادثة متروبول مقارنة مع حادثة بلاسكو
انتقدت صحيفة "اعتماد" حجم التفاعل المتواضع من الإعلام الرسمي والفنانين الإيرانيين مع حادثة انهيار مبنى متروبول في عبادان، بالرغم من أن الحادثة كانت أكبر وأكثر مأساة من حادثة انهيار مبنى بلاسكو في طهران قبل 6 سنوات، موضحة أن هذا النوع من الإهمال خلق ضغوطا على الرأي العام في مدينة عبادان.
وذكرت الصحيفة أنه وبالرغم من أن المدينة تعوم على آبار النفط وتجاور شركات البتروكيماویات العملاقة وتجاور البحر إلا أن آثار الفقر والحرمان بادية على مظاهر المدينة وعيش أهلها.
كما رأى الناشط الإصلاحي، عباس عبدي في مقال له بالصحيفة أن السبب الرئيسي وراء أحداث مثل حادثة متروبول هو الفساد وفقدان الرقابة الإعلامية والمدنية، فإيران ربما تحتل المركز الأول في عدد المؤسسات الرقابية الرسمية لكن هذه المؤسسات لا دور لها والسبب أنها مؤسسات حكومية وتتبع لسياسات الحكومة وبالتالي فلا أمل في أن تؤذي السكين حاملها، بالإضافة إلى ذلك فإن المؤسسات المدنية والإعلام لا يتمتعان بحرية في العمل تتيح لهما تغطية هذه الأحداث بشكل موضوعي.
"كيهان": إيران تبيع نفطها بطرق خاصة وتتسلم العائدات بطرق خاصة أيضا
قالت صحيفة "كيهان" الأصولية إن الجمهورية الإسلامية تعمل بطرق مختلفة في بيع نفطها إلى الدول الأخرى، معتمدة في ذلك على أسلوب تسميه الدول الأوربية "أسطول الأشباح"، في إشارة إلى عمليات الاحتجاز لسفن الدول المتخاصمة.
كما ذكرت الصحيفة أن عائدات النفط الذي تبيعه إيران عبر هذه الطريقة تدخل إلى البلاد من خلال طرق خاصة، موضحة أن عالم اليوم هو عالم تحكمه القوة ولا معنى للقوانين الدولية فيه.
"جمهوری إسلامي": تناقضات رجال الدين في الحديث عن الغلاء
انتقدت صحيفة "جمهوري إسلامي" تصريحات رجلي الدين، كاظم صديقي، وأحمد خاتمي، اللذين وصفا الغلاء الواسع في عهد حكومة رئيسي بأنه "امتحان إلهي"، متسائلة بالقول: "هل نسي هؤلاء الأفراد ماذا كانوا يقولون عن الغلاء في السابق؟ لكن الشعب لا ينسى والإعلام سجل مواقفهم السابقة".
وأضافت الصحيفة: "من الأفضل لهؤلاء أن يعودوا إلى تصريحاتهم السابقة قبل الحديث عن هذا الموضوع لكي يصغي الناس إلى كلامهم".
يذكر أن رجال الدين كانوا في عهد حكومة روحاني يصفون الغلاء بالكارثة والمصيبة التي سببتها أخطاء الحكومة وسياساتها، لكنهم اليوم باتوا يبرؤون الحكومة من ذلك ويعتبرون الغلاء والمشاكل المعيشية "امتحانا" من الله سبحانه وتعالى.