الصحف الإيرانية: خامنئي يتجاهل كارثة انهيار مبنى متروبل والاتفاق النووي في مهب الريح

في الوقت الذي لا تزال عمليات الإنقاذ مستمرة بحثا عن أحياء محتملين تحت ركام المبنى المنهار في مدينة "عبادن"، جنوب غربي إيران، التقى المرشد علي خامنئي بنواب البرلمان، المسيطر عليه من قبل الأصوليين، وأشاد بأدائه، معتبرا أن وصف البرلمان بـ"الثوري، كان صوابا وحقيقة على أرض الواقع.

وبشكل مثير للعجب اختفت حادثة سقوط المبنى من حديث المرشد نهائيا، دون أن يقدم كلمة عزاء لأهالي الضحايا والمصابين الذين تجاوز عددهم المائة ما بين قتيل ومصاب.

وانعكس تغافل المرشد عن الموضوع على الصحف الصادرة اليوم، الخميس 26 مايو (أيار)، وكاد أن يختفى نهائيا لولا هجوم صحيفة "كيهان"، المقربة من المرشد، على من "يستغلون" حادثة انهيار مبنى "متروبل" في عبادان ويهاجمون المسؤولين وعجزهم في إنقاذ أرواح المواطنين الأبرياء، مفضلين عليهم "الكلاب الأهلية" التي استعين بها في البحث عن الجثث تحت الأنقاض.

كما هاجمت الصحيفة لاعب كرة القدم الإيراني الشهير، علي كريمي، الذي نشر صورة على صفحته في "الانستغرام" لكلاب الإنقاذ، وعلق عليها بالقول: "أنتم أطهر من كثير من الناس"، في إشارة إلى تخاذل المسؤولين وسوء إدارتهم لأزمة انهيار المبنى، والبحث عن العالقين تحت أنقاض المبنى.

وامتلأت الصحف بعناوين عن المرشد وقضايا أخرى غير ذات أهمية مقارنة بحادثة سقوط المبنى، وكأن أوامر عليا صدرت لرؤساء تحرير الصحف شددت عليهم ضرورة عدم التطرق إلى موضوع انهيار المبنى، الذي يُتهم مسؤولون كبار بالتقصير فيه، وتقاسم المصالح مع مالك المبنى المقاول حسين عبدالباقي الذي توفي في الحادث، حسب بيان السلطات الإيرانية، بعد إفادة سابقة لوسائل الإعلام ذاتها عن اعتقاله من قبل السلطات الأمنية في محافظة خوزستان.

واذا تركنا موضوع المرشد والمبنى المنهار نجد بعض الصحف غطت موضوع التلوث البيئي في إيران، وطالب بعضها الساسة وصناع القرار بإيجاد حلول دائمة للأزمة، وذلك من خلال الدخول في مفاوضات مع دول الجوار الإيراني.

كما أشارت صحيفة "ابرار اقتصادي" إلى تصريحات الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي حول الموضوع، ووعده بحل المشكلة في مهلة زمنية محددة دون أن يقدم تفاصيلا عن آليات حل المشكلة المستعصية في إيران منذ سنوات.

والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم:

"شرق": عدم تصديق الشارع الإيراني لرواية مقتل مالك مبنى "متروبل"

أشارت صحيفة "شرق" في تقرير لها إلى كثرة التناقضات في موضوع مقتل أو اعتقال مالك مبنى "متروبل" حسين عبدالباقي، وعدم تصديق الشارع الإيراني لهذه الرواية التي تبنتها مؤسسة الإعلام الإيراني الرسمية، وذكرت الصحيفة أن فقدان الثقة لدى المواطنين هو ناقوس خطر لوسائل الإعلام والمسؤولين المعنيين في مجال الإعلام الإيراني.

وأضافت الصحيفة قائلة: "من الطبيعي أن لا يصدق الناس صحة الخبر عندما يعلن الإعلام الرسمي عن اعتقال الشخص ليتراجع بعدها بيوم ليعلن عن موته في الحادثة"، مؤكدة أن استرجاع الثقة الضائعة في مثل هذه الأحداث أمر بالغ الصعوبة.

وأشارت الصحيفة إلى تقارير وكالة أنباء "فارس" الإيرانية حيث نقلت هي الأخرى عن قرائها ومتابعي أخبارها بأن أكثرية الشارع الإيراني لم تصدق رواية مقتل حسين عبدالباقي، وترى في المقابل أنه تم تهريبه لإغلاق الملف وعدم اكتشاف أبعاد وخفايا الحادثة وخلفياتها.

"بيام ما": المطالبة بالشفافية ومحاكمة شبكات الفساد المتصلة بمالك مبنى "متروبل"

بدورها أشارت صحيفة "بيام ما " إلى اعتقاد شريحة واسعة من الإيرانيين بعدم مصداقية أخبار مؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيراني، بما فيها موضوع مقتل مالك مبنى "متروبل" حسين عبدالباقي، ناقلة مقتطفات من رسالة النائب عن مدينة "عبادن" جليل مختار إلى رئيس الجمهورية والتي طالب فيها بالشفافية والوضوح في موضوع المبنى المنهار، وعلاقات المالك مع المؤسسات الأخرى التي قد تكون من ضمن المقصرين في الحادث.

كما أشار النائب البرلماني في رسالته، حسب الصحيفة، إلى الإخلال بالإنترنت في مدينة "عبادن" وقطعها المتكرر، وأكد أن القيام بهذا الأمر أثناء هذه الأزمة يزيد من غضب الناس والضغوط النفسية عليهم.
كما طالب البرلماني بإعلان الحداد العام في إيران عموما وليس في المحافظة وحدها، بالإضافة إلى إجراء محاكمات علنية لشبكات الفساد المتصلة بالحادثة لاسترجاع الثقة المفقودة لدى الناس.

"اعتماد": قرار بايدن بإبقاء الحرس الثوري في قائمة الإرهاب سيصعب العودة إلى الاتفاق النووي

علقت صحيفة "اعتماد" على خبر إعلان البيت الأبيض عن القرار الأخير للرئيس الأميركي حول إبقاء الحرس الثوري الإيراني ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، ولفتت إلى أن هذا القرار سوف تنعكس آثاره على مفاوضات فيينا، حيث سيجعل من الصعب إحياء الاتفاق النووي.

كما أشارت الصحيفة إلى محاولات الأطراف الغربية تحميل إيران مسؤولية فشل الاتفاق النووي من خلال إقحامها لقضايا جانبية ضمن المفاوضات النووية التي أوشكت على تحقيق نتائج إيجابية، لولا دخول قضية الحرس الثوري على خط نقاط الخلاف بين طهران وواشنطن.

يذكر أن صحيفة "بوليتكو" الأميركية، نقلت عن مصادر مطلعة قولها إن الرئيس الأميركي، جو بايدن، اتخذ قراره بإبقاء الحرس الثوري الإيراني على قائمة الإرهاب.

وأوضح مصدر مطلع على الأمر أن بايدن أبلغ قراره لرئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، خلال مكالمة هاتفية بينهما مؤخرا، مضيفًا أن القرار اعتبر نهائيا وأن نافذة الامتيازات الإيرانية قد أغلقت.