استمرار الاحتجاجات.. ومطالبات بـ"حل عقدة" الاتفاق النووي.. وعرقلة روسيا للمفاوضات

تستمر الاحتجاجات الرافضة لخطة الحكومة وإجراءاتها الاقتصادية المتمثلة في تقديم معونات نقدية للمواطنين مقابل إلغاء الدعم الحكومي عن أسعار السلع الأساسية، الأمر الذي جعل أسعار بعض السلع ترتفع عدة أضعاف عن أسعارها السابقة.

لكن وبالرغم من هذه الاحتجاجات التي وثقها المواطنون وانتشرت المقاطع عنها في وسائل التواصل الاجتماعي نجد الصحف الإيرانية، اليوم الأحد 15 مايو (أيار)، تتغافل عنها بشكل كبير بل ذهب بعضها إلى الادعاء بأن خطوات الحكومة قد أبهجت قلوب المواطنين وأدخلت السرور عليهم معللة ذلك بصمت المواطنين وعدم الاعتراض على خطة الحكومة.

ومن هذه الصحف التي ذهبت إلى هذا الرأي الغريب صحيفة "كيهان" المتشددة والتابعة للمرشد، حيث ادعت أن خطة الحكومة في تقديم المعونات النقدية عززت ثقة المواطنين في الحكومة ورفعت نسبة الأمل والتفاؤل تجاه المستقبل.

ومع ذلك، فإن بعض الصحف مثل "توسعه إيراني" قد استندت إلى كلام بعض الخبراء الاقتصاديين المنتقدين لإجراءات الحكومة ونقلت رؤيتهم تجاه خطة الحكومة حيث أكد الخبير الاقتصادي مرتضى أفقه أن فقرا واسعا سيحل بالمواطنين الإيرانيين بعد قرار الحكومة إلغاء الدعم الحكومي عن السلع الأساسية في الأسواق، معتقدا أن أصل المشكلة الاقتصادية تعود إلى عدم إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات، وأكد أنه وفي حال استمرت البلاد دون اتفاق نووي فإن الجميع سيصبح من الفقراء والمعدمين.

كما أشارت صحيفة "سازندكي" إلى تصريحات حسن الخميني، حفيد مؤسس الجمهورية الإسلامية، والذي قال يوم أمس السبت 14 مايو (أيار) إن جميع القضايا الداخلية أصبحت مرتبطة بسياسة إيران الخارجية وموضوع الاتفاق النووي، وعنونت الصحيفة بالقول: "حلّوا العقدة" في إشارة إلى عقدة الاتفاق النووي التي رأت الصحيفة أن عدم حلها يعني استمرار المشاكل الاقتصادية في البلاد.

وفي سياق آخر، علقت بعض الصحف على خبر وفاة روبرت ماكفرلين مستشار الأمن القومي في إدارة الرئيس الأميركي الـ40 رونالد ريغان. وعرف روبرت ماكفرلين بقضية "إيران كونترا" والتي تعرف أيضا بفضيحة "إيران جيت"، أثناء الحرب العراقية الإيرانية في ثمانينات القرن العشرين، حيث قامت الولايات المتحدة الأميركية خلال تلك الفترة ببيع أسلحة أميركية لإيران بشكل سري لقاء إطلاق سراح بعض الأميركان الذين كانوا محتجزين في لبنان.

واعتبرت بعض الصحف مثل "اعتماد"، و"ستاره صبح" أن قصة "إيران كونترا" أظهرت أنه من الممكن التفاهم مع الولايات المتحدة الأميركية إذا اقتضت الضرورة ذلك.

والآن نقرأ تفاصيل بعض الموضوعات الأخرى في صحف اليوم..

"اعتماد": الحكومة لن تتراجع عن خطتها ولن تقوم بإصلاحها بشكل أساسي

رأى الناشط الإصلاحي عباس عبدي في مقاله بصحيفة "اعتماد" أن الحكومة تتخبط في إجراء خطتها الاقتصادية الأخيرة حيث يظهر فقدان التنسيق بين أطراف الحكومة جليا وواضحا، إلا أنه رأى من الضروري إعطاء الفرصة للحكومة لتنفيذ مشروعها لتعرف فيما بعد نقاط الضعف والخلل والقوة والصواب في هذا المشروع.

ونوه الكاتب الإصلاحي الذي يعد من مؤيدي الحكومة في قرار إلغاء الدعم الحكومي عن الدولار إلى أن معارضي هذا القرار لا يملكون كثيرا من الأوراق في مواجهة خطة الحكومة لأن القرار قد اتخذ ولن يتم التراجع عنه ولا إصلاحه بشكل أساسي أيضا.

وقال عبدي إن الهدف الأساسي من خطة الحكومة هو توفير الموارد المالية لسد عجز ميزانية الحكومة. ونظرا إلى أن سياسات الحكومة في حل القضايا الأخرى غامضة وغير واضحة، فإنه يبدو أن التضخم في العام الجاري لن يكون أقل من التضخم في العام المنصرم إن لم يكن أكثر منه، كما أن تبعات زيادة أسعار السلع التي أقرت الحكومة الزيادة عليها سوف تسري على باقي السلع الأخرى.

"شرق": البرلمانيون يفتقدون للفاعلية أثناء الأزمات الاجتماعية التي تعصف بالبلاد

انتقد الكاتب والمحلل السياسي، كيومرث أشتريان، في مقاله الافتتاحي بصحيفة "شرق" صمت نواب البرلمان عن الأوضاع الراهنة في إيران، ورأى أن البرلمانيين الإيرانيين لا حضورا فاعلا لهم أثناء الأزمات الاجتماعية التي تشهدها البلاد، موضحا أن السبب في ذلك هو القطيعة بين هؤلاء النواب والمواطنين العاديين، حيث يتم اختيار البرلمانيين بعد نظام رقابي من النظام الحاكم وبالتالي لا يستطيع هؤلاء النواب أن يدشنوا قنوات اتصال بين منظومة الحكم والشعب، لأنهم ليسوا قادمين من الشرائح المجتمعية الحقيقية.

"ستاره صبح": روسيا تواصل عرقلة إحياء الاتفاق النووي

قال النائب البرلماني السابق، حشمت فلاحت بيشه، في مقابلة مع صحيفة "ستاره صبح" إن موسكو لا تزال تشكل حاجزا أمام إحياء الاتفاق النووي، مشيرا إلى تصريحات المبعوث الروسي في المفاوضات النووية والتي قال فيها إن روسيا لم تعد تلعب دور الميسر لمسار المفاوضات.

وأوضح فلاحت بيشه أن الوقت الحالي هو الأفضل بالنسبة لإحياء الاتفاق النووي، وذكر أن الظروف باتت مواتية بعد أن تجلى موقف روسيا للجميع، منوها إلى أن إيران يجب أن لا تتعلل بموضوع الاتفاق النووي وتبرم الاتفاق قبل أن يصل الجمهوريون إلى الحكم والذين قد يرفضون فكرة التفاوض أساسا.

"سياست روز": لا جديد في ملف الاتفاق النووي ولا تغيير متوقع

بعد تحركات دبلوماسية الاتفاق النووي في الأيام الأخيرة، أعربت عدة صحف ووسائل إعلام إيرانية عن تفاؤلها بقرب الانفراجة وتحريك مياه الاتفاق النووي الراكدة، لكن سرعان ما غيرت بعض الصحف الأصولية مثل "سياست روز" من موقفها وعادت لاتهام الولايات المتحدة الأميركية بالتسبب في وقف مفاوضات فيينا، وأكدت أن الجمهوريين والديمقراطيين وجهان لعملة واحدة منوهة في مقال لها إلى أنه لا جديد في ملف الاتفاق النووي ولا يتوقع حدوث تغيير في مسار المفاوضات.

وذكر كاتب المقال أن إيران أدركت أنه "لا أمل في إحياء الاتفاق النووي، ولهذا فإنها لن تعطل إجراءاتها في سبيل المفاوضات النووية بل تستمر في خططها بعد أن ثبت عدم رغبة واشنطن في العودة إلى الاتفاق وعجز الدول الأوروبية عن الوفاء بتعهداتها حيال الاتفاق النووي"، حسب تعبير الصحيفة.