"إيران إنترناشيونال" تكشف حقيقة منصور رسولي.. الشخص الذي استجوبه الموساد في إيران

تظهر معلومات خاصة حصلت عليها "إيران إنترناشيونال" أن منصور رسولي، الرجل الذي استجوبه الموساد في إيران، هو عضو في عصابة تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني. وكان من المقرر أن يقوم رسولي باغتيال مواطن إسرائيلي في تركيا، وجنرال أميركي بارز في ألمانيا، وصحافي في فرنسا.

وينحدر منصور رسولي من أصول كردية، وهو من أهالي منطقة "هاشم آباد" بالقرب من مدينة زيوة في محافظة أذربيجان الغربية، شمال غربي إيران.

وعلى عكس ما ادعاه في مقطع فيديو نشره بعد استجوابه من قبل الموساد، فهو ليس مجرد فلاح، لكنه عضو في عصابة تعمل لصالح الحرس الثوري الإيراني.

وتقوم هذه العصابة بـ"غسل الأموال" عبر شركة تعاونية حدودية تسمى "دالابر"، وقد حصلت على إذن تصدير واستيراد غير قانوني، مقابل التعاون مع الحرس الثوري الإيراني.
كما أن لقمان رسولي، شقيق منصور رسولي، مساهم رئيسي في شركة "دلامبر". وهو مسؤول عن أنشطة هذه الشركة في العراق.

زعيم المجموعة "عميل" للنظام الإيراني

وزعيم المجموعة هو بهمن حاتمي، الذي ينتمي إلى أسرة بيروت هاشمي، وهي أسرة كبيرة من عشيرة "هركي" الكردية، وقد توفي العام الماضي.

ويطلق الأكراد المعارضون للنظام الإيراني على بهمن حاتمي لقب الـ"جاش"، والـ"جاش" في الأدب السياسي لهذه المنطقة يعني "العميل" للنظام الإيراني.

وتشتهر أسرة حاتمي بقربها وولائها للحرس الثوري والنظام الإيراني. فمثلا قبل عامين، وبعد أن أدرجت الولايات المتحدة، الحرس الثوري الإيراني على قائمة المنظمات الإرهابية، أعلن بيروت حاتمي وعدد من مرافقيه في مقطع فيديو عن دعمهم للحرس الثوري، وقالوا إنهم ينتمون إلى هذه المؤسسة.

كما أن أسرة منصور رسولي لها علاقات وثيقة مع الحرس الثوري، فابن عمه، صباح رسولي يشغل منصب قائد لواء زيويه التابع للحرس الثوري في أرومية، شمال غربي إيران.

وابن عمه الآخر هو عادل رسولي، العضو في الحرس الثوري الإيراني، وقد قتل عام 1981 خلال اشتباكات نشبت بين قوات الأمن الإيرانية وبين قوات البشمركة الكردية المعارضة.

التعاون مع الحرس الثوري في تهريب المخدرات

وتتعاون أسرة حاتمي ورسولي مع الحرس الثوري الإيراني في تهريب المخدرات إلى تركيا والعراق.

والعضو الآخر لهذه المجموعة هو عابد فتاحي، النائب عن مدينة أرومية في البرلمان الإيراني في دورتيه السابعة والتاسعة، وهو أيضا عضو في كتلة "موالي الولي الفقيه" البرلمانية، ويعتبر أحد البرلمانين المقربين للحرس الثوري، وأحد مخططي مشروع تعزيز منظمة الباسيج في وسائل الإعلام الإيرانية.

كان منصور رسولي قد تعاون مع الوحدة 840 في فيلق القدس التابع للحرس الثوري، وهي الوحدة التي تنفذ عمليات الاغتيال للنظام الإيراني في أنحاء العالم.

وكانت قناة "إيران إنترناشيونال" قد نقلت قبل 10 أيام عن مصادر دبلوماسية قولها باعتقال أحد أعضاء وحدة 840 لفيلق القدس في إحدى الدول الأوروبية.

وكان من المقرر أن يستخدم رسولي مهربين لاغتيال مواطن إسرائيلي في تركيا، وجنرال أميركي كبير في ألمانيا، وصحافي في فرنسا.

استجواب داخل إيران

وبعد يوم واحد، أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية هذه الأنباء. ونشرت "القناة 12" الإسرائيلية ملفا صوتيا، وأعلنت أنه تم استجواب شخص متورط في هذه الاغتيالات، وأن الاستجواب تم داخل إيران.

وأكدت القناة أن جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي شارك في العملية. وبعد ذلك بقليل، بثت "القناة 13" الإسرائيلية نقلا عن الموساد مقطع فيديو من هذا الاستجواب، والذي اعتراف خلاله منصور رسولي بأنه كان من المقرر أن ينفذ ثلاث اغتيالات لصالح الحرس الثوري. وقالت مصادر غير رسمية أيضا إن المقطع تم تسجيله قبل 4 أشهر.

وبعد أسبوع، نشر رسولي مقطع فيديو نفى خلاله اعترافاته في الفيديو الأول، وقال إنه أدلى بتلك التصريحات تحت ضغوط تعرض لها من "عصابة خطب".

وكان الجيش الإسرائيلي قد أكد لأول مرة في صيف عام 2020 أن الوحدة 840 مسؤولة عن عملية تخريبية على حدوده مع سوريا. وقد تم توجيه الضربة الأولى لهذه الوحدة التي تعاون معها رسولي، في خريف ذلك العام من قبل وكالة استخبارات غربية، حيث استهدف خلال عملية سرية مقر الحرس الثوري الإيراني في قلب دمشق.

وقد أعلن الموساد في فبراير (شباط) الماضي أنه أوقف 12 مؤامرة اغتيال للإسرائيليين في تركيا خلال العامين الماضيين.

وفي الوقت نفسه، أعلنت الأجهزة الأمنية التركية، عن اعتقال 8 عناصر تابعين لأحد العصابات بتهمة التآمر لاغتيال رجل أعمال إسرائيلي في تركيا، انتقاما لمقتل محسن فخري زاده، العقل المدبر لبرنامج النووي الإيراني الذي تم قتله في قلب العاصمة طهران في نوفمبر (تشرين الثاني) 2020.

وأكد الموساد أنه تمكن من إحباط مؤامرة الاغتيال الأخيرة التي خططت لها وحدة 840 التابعة للحرس الثوري.

ولم ترد إيران رسميًا حتى الآن على هذه الأنباء، لكن موقع "نور نيوز" المقرب من مجلس الأمن القومي الإيراني، وصف الأنباء المتداولة بهذا الخصوص بأنها "صناعة للأكاذيب".

مصير رسولي

وقالت مصادر أيضا إن الأجهزة الأمنية الإيرانية تحتفظ في الوقت الحالي برسولي في بيت آمن.

وكان رسولي قد قال في مقطعه الثاني أن هاتفه المحمول في حوزة الخاطفين، وأنهم قد "ينشرون بعض المقاطع أو الصور لاحقًا ويقولون إنها من هاتفي"، رافضًا الخوض في مزيد من التفاصيل حول هذه المقاطع.

وتشير تصريحاته هذه إلى أن الموساد قد يسرب مقاطع أخرى من استجوابه، وقد يكشف عن أبعاد جديدة من مخططات فيلق القدس للقيام بالمزيد من الاغتيالات خارج أراضي إيران.