مخاوف انهيار الاتفاق النووي..والرد على دعوة إغلاق هرمز..والتعامل السياسي مع قضايا الاقتصاد

سلطت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 18 أبريل (نيسان) الضوء على تزايد الانتقادات الداخلية من تردي الأوضاع الاقتصادية والارتفاع الكبير في الأسعار وانعكاسات ذلك على حياة المواطنين الإيرانيين.

وفي آخر هذه المواقف المنتقدة دعا رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، "الجهات المعنية" إلى القيام بدورها في ضبط الأسعار، كما انتقد عدد من أعضاء البرلمان ووسائل الإعلام "تسونامي الغلاء" والزيادة "الرهيبة" في الأسعار.

وعلقت صحيفة "جهان صنعت" الاقتصادية على هذا الموضوع وأشارت إلى انتقاد البرلمان ذي الأغلبية الأصولية للحكومة التي يقودها أحد رموز التيار الأصولي، إبراهيم رئيسي، ذاكرة عددا من القضايا الأساسية التي يختلف عليها البرلمان والحكومة مثل قضية "مشروع تقييد الإنترنت"، و"إلغاء الدعم الحكومي للدولار".

كما أشارت صحيفة "همدلي" إلى هذا التجاذب بين البرلمان والحكومة وعنونت في صفحتها الأولى بالقول: "الأصوليون يبدأون مرحلة المصارحة مع رئيسي"، فيما كتبت "صداي اصلاحات" في المانشيت:" البرلمان ينتقد تسونامي الغلاء".

وفي شأن منفصل، لفتت صحيفة "آفتاب يزد" الإصلاحية إلى خبر اعتقال نائبة رئيس اتحاد كرة القدم الإيراني، شهره موسوي، وزوجها في قضية "احتيال" تتعلق بالعملات الرقمية.

وفي السنوات الأخيرة، أعلنت وزارة المخابرات الإيرانية، مرارًا وتكرارًا، عن اعتقال أفراد على صلة بالعملات المشفرة، فيما أكدت منظمة الأوراق المالية في أكتوبر (تشرين الأول) 2021، في بيان لها، وجود العديد من مستخلصات العملات المشفرة في مبنى بورصة طهران، وبعد الإعلان عن هذا الخبر استقال الرئيس التنفيذي لبورصة طهران.

وعلى صعيد آخر، غطت صحيفة "ستاره صبح" موضوع الأموال الإيرانية المجمدة بعد تزايد الغموض حول الموضوع وكثرة التناقضات في تصريحات المسؤولين الإيرانيين، وعنونت الصحيفة عن الموضوع، وكتبت: "الأموال الإيرانية لا تزال مجمدة"، مشيرة إلى نفي المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، يوم الخميس الماضي، وجود أي اتفاق للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة.

والآن يمكننا قراءة تفاصيل بعض الأخبار في بعض صحف اليوم:

"وطن امروز": غموض الاتفاق النووي بسبب عدم اهتمام واشنطن بالخطوط الحمراء لإيران

قالت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري في تقرير لها إن الولايات المتحدة الأميركية تحاول الوصول إلى اتفاق يمكنها من السيطرة على برنامج إيران النووي وفي نفس الوقت تحافظ على شكل العقوبات وجوهرها، مضيفة: "كما تسعى أن يكون هذا الاتفاق أساسا لمتابعة الملفات الأخرى مع إيران".

ولفتت الصحيفة إلى أن الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن كثيرا ما كان ينتقد نهج سلفه ترامب في التعامل مع إيران، لكن بايدن اعتمد عمليا نفس سياسة الضغوط القصوى لممارسة الضغط على طهران في مفاوضات فيينا وإجبارها على تقديم تنازلات على طاولة الحوار.

وذكرت الصحيفة الأصولية أن الاتفاق النووي وبسبب عدم قبول أميركا للخطوط الحمراء لإيران أصبح في حالة غير واضحة المعالم، وتحاول واشنطن أن تصور طهران بأنها الطرف المعرقل لمسار المفاوضات.

"صداي اصلاحات": هل بدأ العد التنازلي لانهيار الاتفاق النووي؟

علقت صحيفة "صداي اصلاحات" على موضوع المفاوضات النووية وتساءلت بالقول: "هل بدأ العد التنازلي لانهيار مفاوضات فيينا؟"، ونقلت تحليل سيد جلال ساداتيان، الدبلوماسي الإيراني السابق، الذي ذكر أن الخلاف الأساسي بين طهران وواشنطن في هذه المرحلة يتمثل في قضية شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة المنظمات الإرهابية حيث تصر طهران على أن تقوم واشنطن بهذه الخطوة قبل العودة إلى الاتفاق النووي.

وانتقد ساداتيان ضعف الإدارة الإعلامية لإيران لملفها النووي وموضوع المفاوضات، موضحا ان الولايات المتحدة الأميركية استغلت هذا الضعف في التغطية الإعلامية وعدم وجود الشفافية الإعلامية ودأبت واشنطن على الترويج لروايتها وتصديرها للرأي العام العالمي.

وأشار الكاتب إلى التقارب الأوروبي الأميركي بعد الأزمة الأوكرانية، وقال إنه وفي حال عدم التوصل إلى اتفاق مع إيران فإن الولايات المتحدة الأميركية ستعود إلى طرح تفعيل آلية الزناد بالتنسيق مع الدول الأوروبية وهو ما يعني عودة ملف إيران إلى مجلس الأمن وسريان 6 قرارات سبق وأن أصدرها مجلس الأمن عقب إبرام الاتفاق النووي عام 2015.

"مستقل": الحكومة تتعامل مع القضايا الاقتصادية سياسيا وهذا خطير للغاية

علق الناشط والخبير الاقتصادي، مهدي بازوكي، على تصريحات الرئيس الإيراني حول الغلاء قبل أيام، وطالب بالكشف عن الأسباب والعوامل الكامنة وراء هذه الأزمة. وقال لصحيفة "مستقل" إن تصريحات الرئيس غير منطقية، فإذا كان هناك عوامل خلف الكواليس فيجب أن تقوم الجهات الرقابية بمسؤولياتها ومهامها القانونية، مضيفا: "أصل المشكلة هو أن الحكومة تتعامل مع القضايا الاقتصادية تعاملا سياسيا وهذا خطير للغاية".

وأوضح بازوكي في مقابلته أن رئيس البنك المركزي والنائب الأول لرئيس الجمهورية ومساعده للشؤون الاقتصادية لا يعملون بشكل صحيح وهم في الواقع أضعف المسؤولين الإيرانيين منذ بداية الثورة وإلى يومنا هذا.

"ستاره صبح": حل مشكلة العقوبات مع واشنطن أفضل من إغلاق مضيق هرمز

انتقدت صحيفة "ستاره صبح" الإصلاحية دعوة ممثل المرشد في صحيفة "كيهان" حسين شريعتمداري، إلى إغلاق مضيق هرمز أمام السفن التجارية لكوريا الجنوبية، بهدف الضغط على سيول من أجل الإفراج عن الأموال الإيرانية. وقالت الصحيفة ردا على هذه الدعوة: "أ ليس من الأفضل وبدل منع مرور سفن كوريا الجنوبية من مضيق هرمز أن نتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة الأميركية وننهي أزمة العقوبات لكي تكون إيران قادرة مثل باقي الدول على التعامل مع العالم وأن تحصل على عائداتها من الصادرات بطريقة سهلة ويسيرة؟.