اقتراح صحيفة المرشد بإغلاق هرمز.. والدعوة إلى الابتعاد عن روسيا.. والمنشأ الداخلي للتلوث

تنوعت موضوعات الصحف الإيرانية الصادرة اليوم السبت 16 أبريل (نيسان)، حيث حاولت الصحف الإصلاحية والمستقلة تغطية أزمة الغلاء الأخيرة في إيران وانعكاسات ذلك على حياة المواطنين.

وفي المقابل سلكت الصحف الأصولية والمقربة من حكومة رئيسي الاتجاه المعاكس، وأشارت إلى إنجازات الحكومة على الصعيد الاقتصادي والثناء على إجراءاتها في هذا المجال.

صحيفة"كيهان" المقربة من المرشد مثلا عنونت في مانشيت اليوم: "تراجع التضخم بنسبة 13 في المائة خلال 8 شهور"، متوقعة حصول نمو في الاقتصاد الإيراني في الشهور القادمة. كما عنونت صحيفة "وطن امروز" المقربة من الحرس الثوري بتصريحات رئيس الجمهورية عن التضخم، وكتبت: "لقد تصدينا لسيل التضخم".

وفي المقابل نجد الصحف الأخرى تغطي موضوع الغلاء بطريقة أخرى، حيث كتبت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية عن الغلاء بعد ثلاثة أيام من مطالبة رئيسي بالكشف عن أسباب هذا الوضع، وعنونت: "هذه الأسعار المتلاطمة"، وكتبت "صداي اصلاحات": "الأسعار تحلق ليلا".

وفي شأن منفصل، علقت بعض الصحف الأصولية على الأحداث في القدس والاشتباكات بين قوات الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في المسجد الأقصى، ونقلت صحيفة "وطن امروز" تصريح قائد فيلق القدس، إسماعيل قاآني، الذي قال إن زوال إسرائيل يقترب بشكل أسرع، وعنونت "جوان" بالقول: "حرب المقاومة ردا على جرائم تل أبيب".

وفي موضوع آخر، أشارت بعض الصحف إلى موضوع الاتفاق النووي، وكتبت "اترك" عن الموضوع قائلة: "الاتفاق النووي في انتظار قرار بايدن"، فيما كان لمدير تحرير صحيفة "ستاره صبح" رأي آخر، حيث رأى أن طهران قادرة على العودة إلى الاتفاق النووي، وتطرق إلى الموضوع في مقاله الافتتاحي بالصحيفة بعنوان: "وقعوا على الاتفاق النووي وابتعدوا عن روسيا".

والآن يمكننا قراءة تفاصيل بعض الأخبار في بعض صحف اليوم:

"كيهان": من حق إيران إغلاق مضيق هرمز أمام السفن التجارية والعسكرية

قالت صحيفة "كيهان" في مقال لها بقلم رئيس تحريرها، حسين شريعتمداري، إن على إيران أن لا ترضخ للضغوط الاقتصادية وتوقع صفقة إطلاق سراح "3 جواسيس" مقابل الإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة لدى كوريا الجنوبية وأكدت في المقابل ضرورة أن تعتمد إيران أسلوب المواجهة من خلال إغلاق مضيق هرمز أمام السفن الكورية وجميع السفن التي شحنت بضاعتها من كوريا الجنوبية وهذا حق قانوني ومشروع لإيران، حسبما جاء في مقال الصحيفة.

وأضافت "كيهان": "يجب أن تعرف دول مثل كورويا الجنوبية أن أعمالها لن تبقى دون رد"، موضحة أن الصحيفة ومنذ 8 سنوات سابقة دعت في مقال لها إلى إغلاق مضيق هرمز، وقالت: "عندما يتقرر أن تُحرَم إيران من تصدير نفطها فلا معنى لأن تكون الدول الأخرى قادرة على تصدير نفطها وبيعه".

ونوهت الصحيفة إلى أن مضيق هرمز هو أكثر المضايق العالمية تصديرا للنفط، حيث يمر منه يوميا قرابة 18 مليون برميل من النفط أي ما يعادل 42 في المائة من البترول المتداول في العالم يوميا، وقالت إنه ووفق اتفاقيات جنيف عام 1958، واتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار، فإن من حق إيران إغلاق مضيق هرمز أمام كافة السفن التجارية والعسكرية إذا تضررت مصالحها الوطنية.

"ستاره صبح": وقّعوا على الاتفاق النووي وابتعدوا عن روسيا

أشار الكاتب والمحلل السياسي، علي صالح آبادي، في مقاله الافتتاحي بصحيفة "ستاره صبح" إلى آثار وتبعات التضخم على الاقتصاد الإيراني، موضحا أن التضخم في إيران أصبح ذا طبيعة "مزمنة". وقال إن التضخم بات في حالة ارتفاع منذ انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق النووي وعودة العقوبات على الاقتصاد الإيراني.

وقدم الكاتب 3 مقترحات "استراتيجية" للنظام الحاكم في إيران، للخروج من الأزمة الراهنة؛ الأول هو "الابتعاد عن روسيا" التي باتت غارقة في وحل أوكرانيا ولم يعد أحد يتعامل معها في العالم.

أما المقترح الثاني فهو "التوصل إلى اتفاق سريع وعاجل مع الولايات المتحدة الأميركية" للإفراج عن الأموال الإيرانية المجمدة، وكذلك السماح لطهران ببيع نفطها وتصديره، مؤكدا أن شرط تحقيق هذا الأمر هو الدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن.

وأخيرا اقترح صالح آبادي "إجراء تعديلات في التشكيلة الوزارية للحكومة" والاستفادة من خبرات الأفراد المؤهلين والمتخصصين في القطاعات الاقتصادية والصناعية.

"جمهوري إسلامي": 3 عوامل رئيسية وراء أزمة الغلاء الأخيرة

علقت صحيفة "جمهوري إسلامي" على مطالبة رئيس الجمهورية بتقصي أسباب وعوامل الغلاء الأخير في إيران، وأوضحت أن استخدام رئيسي لمفردة "أخير" يؤكد أن هذا الغلاء مستحدث في عهد حكومته ولم يرثه من الحكومة السابقة.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة لم يعد بإمكانها نسبة الغلاء إلى الحكومة السابقة بعد 9 شهور من عملها وتسخير كافة طاقات وإمكانيات المؤسسات المختلفة في البلاد، خلافا للحكومة السابقة التي كانت محرومة من هذه الإمكانيات، مشيرة إلى توحد السلطات والمؤسسات السيادية في البلاد بيد تيار واحد، ما يجعله ملزما بإصلاح ومعالجة المشاكل الاقتصادية لاسيما وأن رئيس الجمهورية صرح بالقول إن صادرات النفط عادت لمرحلة ما قبل العقوبات وإن طهران تحصل على الأموال من بيع النفط وتصديره.

وقالت الصحيفة إن العوامل التي تقف وراء الغلاء الأخير تتمثل في "ضعف الوزراء الاقتصاديين"، و"القرارات المتعجلة"، و"عدم حسم القرار بشأن الاتفاق النووي".

"ابتكار": هل التلوث في إيران سببه السدود التركية أم سوء الإدارة الداخلية؟

أشارت صحيفة "ابتكار" في تقرير لها إلى أزمة التلوث والعواصف الترابية غير المسبوقة في إيران، ولفتت إلى أن العواصف الترابية باتت منتشرة في جميع مدن ومحافظات إيران من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، موضحة أن التلوث والعواصف الترابية وصلا للمرة الأولى في تاريخ إيران إلى المناطق الشمالية، حيث شهدت مدينة كيلان تلوثا وعواصف ترابية.

وذكرت الصحيفة أن طبيعة العواصف الترابية وسرعة انتشارها في المدن بعد اشتداد الرياح يؤكد أن سبب المشكلة يعود إلى عوامل داخلية وليست عوامل خارجية.

ونقلت الصحيفة كلام الخبير في مجال البيئة، حسين آخاني، قوله إن الحكومة الإيرانية هي سبب المشاكل البيئية في إيران. وقال إن الحكومة تشكو من قلة الخبراء والمتخصصين الذين بإمكانهم تحديد المخاطر المستقبلية في مجال البيئية، فالمسؤولون الحكوميون هم أناس أميون يختارون المصالح قصيرة الأمد على حساب المصالح الوطنية العامة، ويسعون لتحقيق مصالحهم الشخصية دون التفكير في ما يحمله ذلك من تبعات سلبية على البلاد، حسب تعبير الكاتب.